كثيرة هي الحوارات التي تجري, فهناك حوارات ثقافية, فنية, سياسية, إلا أن الحوار بين الأديان, لم يتم بالرغم من الشعارات المتعددة! وإن وجدنا بعد شيئاً من ذلك, فهو ليس ذا صيت يُذكر!
تعالت الأصوات مؤخراً للدعوة الى تقارب الأديان؛ بعد استفحال الحاجة, وليس الحاجة لها فقط, لضخامة ما تتعرض الإنسانية من انتهاك, طال كل ما تعني الإنسانية من معنى, لسيطرة أقوامٍ همجية, على بعض محافظات العراق, إضافة الى أغلب دولة سوريا.
يوجد في أنحاء المعمورة, أدياناً سماوية وغير سماوية, فكيف يتم التقارب بينها؟ ومن الذي يقوم بهذا العمل؟ إن من يتبنى خطوة كهذه, لا بد أن يكون ذا قدرة استثنائية, قادرا على جمع شمل أغلب الأديان في محيطهِ؛ دون الرجوع الى أساس تلك الأديان, فكيف سيكون التقارب؟ ومن يتجرأ على القيام بذلك؟
تصور بعضنا أن تقوم منظمة الدول الإسلامية, بتهيئة الظروف المناسبة, لمثل هذا العمل, كونه يحتاج إلى حملة إعلامية واسعة, أو جامعة الدول العربية, كون القضية لها مساس تام, لتفشي الإرهاب بشكل واسع في ثناياها.
لم يحصل ما كان متوقعاً, فقد عقد المؤتمر في بغداد, من قبل زعيم لإحدى القوائم الاسلامية الوطنية, والمفاجأة أن يتم تغطية المؤتمر, أكثر من 50 قناة فضائية, كما تجاوز النقل المباشر23 قناة, مضافاً لذلك فخامة القاعة وترتيبها! فظهر المؤتمر أفضل من مؤتمرات القمة العربية!
فضلا عن الإعداد الجيد, مع توفير متطلبات النجاح اللوجستية المتخصصة، لمثل هكذا تجمع نوعي، وهو ما أشاد به المشاركون، والجهات المتخصصة بتنظيم المؤتمرات، لاسيما في ظرف أمني دقيق, يمر به العراق عموما ومدينة بغداد خصوصا، لقد كان تجمعا فخما, يليق بما بالأديان والمذاهب من فخامة في عقل أتباعها.
إنها الحكمة ومقبولية الأضداد, التي اجتمعت لشخصية, لها تأريخ مشرف, فهذهِ ليست العملية الأولى, فقد مع جمع الساسة العراقيين المختلفين سابقاً.
إنه جامع الشمل وحفظه من الشَتات, من نسل علي أمير المؤمنين الذي قال: الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق” قاعدة لا يمكن مخالفتها.
انعقد اللقاء تحت عنوان” المؤتمر الوطني للحوار بين الأديان” ليجمع رجال الدين والسياسة, ليكون جامعاً لكل الآراء, شرعية ووضعية.
فألف تحية.