نسمع كثيرا عن جملة من الاجراءات الحكومية التي تعلن عنها المؤسسات الرسمية في العراق على اختلافها وتنوعها بين التنفيذي والتشريعي والخدمي والدبلوماسي …. وغيرها .
ووعدت الحكومة العراقية شعبها باتخاذ اجراءات رادعة ، للفساد المالي والاداري وتعيين الخريجيين ، وفتح طرق مغلقة ، وان يكون المسؤول خادما لشعبه لاسيادا عليه ، حتى جاء وزير حقوق الانسان ليثبت ذلك من خلال اعتداء حمايه على منسبي الشرطة ، وليقول بصوت عال ان المسؤول هو السيد ونحن عبيده ، الا ان هنالك تساؤلات كثيرة، للعراقيين كم سيد ، فانا وغيري ضعت في تحديد سيدنا لاننا نمتلك ثلاثة رؤساء و 328 نائبا و 28 وزيرا ، بغض النظر عن نواب الرئاسات الثلاث ووكلاء الوزراء والمدراء العاميين ، اي يجب على العراقيين اطاعة كل هؤلاء ، مما يدفعنا الى سؤال ، هل اطاعة الوالدين ام اطاعة المسؤلين؟؟؟؟؟..
وفي الاجراءات الامنية فلقد تمكنا والحمد لله من حصر اعداد الضحايا الذين يسقوط جراء التفجيرات الارهابية التي تستهدف جملة من المناطق في العاصمة بغداد ، والتي تتنوع بين اطرافها ومركزها ، متناسين ، من هو المسؤل عن تلك التفجيرات ، شاكرين كون ان التفجيرات الاخيرة التي شهدتها العاصمة عبارة عن عبوات ناسفة ، وليست سيارات مفخخة ، الا ان النتيجة واحدة في كل يوم يسقط لنا شهداء وجرحى من اي ذنب .
وشدد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي على ضرورة رفع الحضر الليلي عن العاصمة بغداد ، حيث يوحي هذا الاجراء الى ان الامن في العاصمة بغداد قد بنسبة كبيرة ، متناسين ان التفجيرات الارهابية تحدث في اوقات الذروة للحركة التي تشهدها العاصمة ، ليموت ويصاب اكبر عدد من المدنيين .
وفيما يخص الاجراءات الخاصة بالتعيين ، فما لبث ان اقر مجلس النواب العراقي الموازنة العامة للبلاد ، حتى انهالت علينا جملة من العروض للتعيين على ملاك الوزراء والمؤسسات الحكومية ، الا ان هذه العروض كانت باهضة الثمن ، حيث ان سعر التعيين تفاوت بين وزارة واحرى ومؤسسة واخرى ، حسب اهمية تلك المؤسسة ، ما اثار فينا الشعور بالاحباط ، لان اغلب الخرجين لايمتلكون {مصرف جيب} فكيف يدفع ما لا يقل عن 5000$ كحد ادنى للتعيين .
ان العراق يعاني من اجراءات عاطلة عن العمل كحال شبابه ، ويعاني من غياب الضمير حيث ان كل مسؤول تسلم مهام عليا قرب اخوته ومحبيه ، وبقي المواطن الاعتيادي الفقير على حاله يصبر نفسه بمقولة (الك الله يالفقير) وبالفعل فان الله هو الوحيد المستعان على هذه المصائب التي تشهدها البلاد .
وفي كلمة اخيرة لسادتنا المسؤولين .. ارجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوكم اتقوا الله بنا ، فنحن لانمتلك واسطة ، ولا نمتلك مال ، انما لدينا امل بان تصحوا الضمائر النائمة منذ اعوام ، وان يكتفي السيد المسؤول ليفسح المجال لغيره ، وان تكون اربعة اعوام كافية على تعيين اقربائه واحبائه وان تنتهي محسوبياته ، ويلتفت الى ابناء شعبه .
ايها السيد العبادي ارجوك اغتنم الفرصة وطهر مؤسساتك من الداعشي المدني قبل ان تطهرها من الداعشي العسكري ، فالاثنين يريدون سوءا بالبلاد ، ليس الداعشي من يحمل السلاح فقط ، انما من يحاول ابتزاز المواطنين ، ومن يقيد حرياتهم ، ومن يحملهم فوق طاقتهم .
سيدي المحترم … اخرج الى الشارع لتجد عشرات المتسولون بين طفل ومسن وشاب وكهل ، ولتلمسوا معاناتهم ، ولكن …. {الشبعان ميحس بالجوعان } .