26 نوفمبر، 2024 2:55 م
Search
Close this search box.

الصحافة مهنة الأخلاق والشرف والمسؤولية

الصحافة مهنة الأخلاق والشرف والمسؤولية

من خلال دراستنا الجامعية في كلية الإعلام والصحافة تعلمنا مجموعة من القيم والمبادئ التي تمتلئ بها المناهج والكتب الدراسية والتي تشكل حجر الزاوية في الحياة الصحفية باعتبار الصحافة مسؤولية تتعدى حدودها الشخص الواحد وانما تمتد الى  قطاعات واسعة ولهذا يتوجب على الصحفي ان يكون ليس فقط مهنيا وانما صاحب أخلاق ومبادئ ويجعل من الحقيقة مهمازا لكل ما يكتبه وعلى من يكتب ويبتعد جهد الإمكان عن الشخصنة والاستهداف المباشر لكائن من يكون حتى لو كان معه على طرفي نقيض . ومع الاسف الشديد ظهرت الكثير من الاقلام بعد الاحتلال الامريكي للعراق من التي لاينطبق عليها مصطلح الصحفي وانما مصطلح الأجير او الكاتب من اجل المال والاهداف الشخصية ولهذا فهولاء لايجمعهم جامع من المباديء الاخلاقية وشرف مهنة الصحافة وانما يمكن ان نطلق عليهم تجار الكلمات والكلام الرخيص والافتراءات والرغبة بالشهرة والادعاءات التي لا تستند الى الواقع واستهداف الاخرين من الناجحين والذين لا يتفقون معهم في الرأي ووجهات النظر او بدوافع الحسد والغيرة. انه من السهل بمكان كيل الاتهامات لهذا الطرف او ذاك بناء ووفقا لمعلومات عن طريق السماع او تنفيذا لرغبات جهات معينة تتفق مع هذا الصحفي او ذاك لقاء مبالغ متفق عليها او وعود بمواقع معينة او مكاسب مختلفة تجعل هذا الكاتب او الصحفي المسكين يسيل لعابه لها خاصة وان البعض من هؤلاء الصحفيين او الإعلاميين من الجهلة والطارئين على هذه المهنة حيث دخلوا اليها في ظروف يسودها الغموض والريبة ولم ينتموا الى اية مدرسة او كلية متخصصة بهذا النوع من الدراسات وإنما اكتفوا بالحصول على دورات سريعة ظنوا من خلالها انهم أصبحوا صحفيين خاصة بعد الانفلات الصحفي والاعلامي الذي شهده العراق ما بعد الاحتلال وتجاوز عدد الصحف المئات وبروز العشرات من القنوات الفضائية والارضية وآلاف المواقع الكترونية التي اصبحت متاحة لكل من هب ودب كما يقول المثل العراقي وقد سهل هذا الانفلات لهذه الاقلام التي مع الاسف يوصف البعض منها بالمأجورة والتي تنفث سمومها وترمي سهامها الطائشة نحو اهداف بعينها ولصالح جهات بعينها ايضا.لقد ساهمت هذه الوضعية الشاذه بخلط كبير للأوراق بحيث لم يعد ممكنا تحقيق الفرز الموضوعي والحصول على المعلومة الدقيقة والصادقة وخاصة ان البعض من هؤلاء يكتبون تحت اسماء وهمية ومستعارة لانهم يخافون ان يظهروا أسماؤهم الحقيقية تجنبا للحساب والمسألة لانهم تنقصهم الرجولة والشجاعة رغم ان من ابرز اولويات مهنة الصحافة كونها السلطة الرابعة التقويم والنصح والارشاد والاستدلال على مواطن الخلل والضعف من اجل منح السلطة التنفيذية الفرصة للحل والمعالجة وهم والحالة هذه قد ساهموا عن عمد في ابعاد السلطة التنفيذية عن المكان الصحيح وادخلوها في متاهات وخلط للاوراق بحيث ضاعت الحقيقة وفقدت المصداقية وكان الخاسر الاكبر من وراء ذلك المواطن العراقي الذي لم يكتوي غيره بكل ما يجري في البلاد سياسيا واقتصاديا وامنيا واجتماعيا .وللحديث بقية في القادم من الايام لانه لدينا العشرات من هذه الاسماء والبعض منها لامعا سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب والله من وراء القصد.

أحدث المقالات