ما يميز منظمة داعش الارهابية عن غيرها، إنها قامت بتوزيع إرهابها بشكل عادل ببن العراقيين فللموصل القدح المعلى من الظلم كما للانبار وديالى، لتنظم إليهم جميعاً بعد كل هذا الذي حصل محافظة كركوك وما أدراك ما كركوك.
يحب بعض المراقبين أن يطلق عليها عراقا مصغرا فالكرد والعرب والتركمان والسنة والشيعة، المسلمين والمسيحيين والايزيدية وباقي المكونات هم سكان هذه المدينة الرائعة.
بعضهم يريد لها أن تعيش كما غيرها ممن إصابتهم نار الحرب الدامية التي يشنها داعش وماعش من أجل تمزيق لحمتها التي بقيت مستعصية على الإرهاب بكل أنواعه : الفكري والقومي والحربي.
يراد لها اليوم ان تعيش وسط دوامة لا تبقي ولا تذر، عبر إثارة نعرة قومية هنا وتحرك عسكري هناك تقوم به داعش التي لا يروق لها أن تعيش كركوك آمنة مطمئنة.
وهنا أجد نفسي مضطراً للعودة إلى الوراء قليلاً لاستدعاء تصريح لرئيس مجلس النواب في زيارته إليها حيث قال: (كركوك هي عراقية الهوية والهواء ونقصد بها انها جزء من العراق مثلها مثل كردستان التي هي جزء من العراق الواحد الموحد) وهي نظرة استشراف للمستقبل بقراءة واقعية.
لعل داعش كان يراهن بصورة كبيرة على صراع عربي كردي ليساهم هو بخبثه في اذكاء نار الفتنة، ولعله راهن على حرب مذهبية لكنه خاب وخسر، وكان رهانه الأخير والخاسر بالتأكيد جر المدينة إلى حرب مفتوحة عبر عملياته الأخيرة البائسة والتي صبت في مزيد من التلاحم والتكاتف بين أبنائها.
اليقين الحاصل الآن لدى كل المعنيين بالشأن السياسي العراقي أن قضية كركوك لن تحل خارج نطاق الدستور وقد صرح سليم الجبوري قبل فترة عندما زار كركوك قائلاً:
( ان كركوك هي مدينة التآخي العراقي وكركوك اليوم تتصدر المشهد في العطاء والنبل وهي تحتضن العراقيين لتقدم نموذجا وطنيا يليق بأنها مدينة للتعايش والمحبة فهي تتصدر المحافظات بمواقفها الإنسانية في دعم النازحين ولا يمكن لكركوك ان ترضى ابدا بجميع مكوناتها بالحلول الهامشية بل لها القدره على الحل والتسامح ) .
من يراهن اليوم على كركوك المضطربة واهن وستثبت الأيام أن أهل كركوك بكل اختلافاتهم الإثنية والمذهبية يجمعهم هم واحد هو حرب داعش المجرمة والوقوف بوجهها وقفة رجل واحد.
كركوك هي للعربي والكردي والتركماني بل هي لكل عراقي.