15 نوفمبر، 2024 12:03 م
Search
Close this search box.

الحكيم وقادته ثورة التغيير

الحكيم وقادته ثورة التغيير

خاب من سعى إلى تحطيم العراق, متوهما إن قتل محمد باقر الحكيم سوف يمحوا ذكر القادة, متناسيا إن هذه العائلة حسنية النسب حسينية البقاء.
إن انشغال عبد العزيز الحكيم بلملمة أطراف الشيعة, الذين مزقتهم الفتن المصطنعة, لم توقف هذا الشخص عن الرؤيا إلى مستقبل أبعد, فكما كادوا له, كاد لهم بأعداد ولده عمار, حيث كان عبد العزيز الحكيم يراوغ, لأبعاد عمار عن ضوء المخابرات الخارجية, التي أرادت أبقاء العراق بيد أغبياء السياسة لكي لا يستقر العراق.
بالنسبة لي قرأت ما فعله جدهم محسن الحكيم, أثناء تزعمه لحوزة الشيعة في العراق, وكيف ضرب الفكر الشيوعي بالفكر القومي, ليبين بذلك ما يخفيه الطرفان من ثغرات فكرية, ويكون بفكره أمام الإعلام الروائي آنذاك, حيث روج لأفكاره المتجددة, عن طريق تبني الرأي المعتدل.
اليوم كأني أرى محسن الحكيم في شخص عمار, ولكن بما يتناسب مع حداثة التأريخ, حيث أراه متبنيا للرأي المعتدل, بل وجامعا للأديان و المذاهب طوعا تحت رايته, وأرى قادته الذين تسنموا مناصب في الحكومة, التي صنع تغييرها عمار, كأنهم حكومة بأكملها, لما يحملوه من رؤيا صائبة.
مؤتمر التقارب بين المذاهب والأديان, يعتبر سابقة لم يتسنى لغير عمار الحكيم فعلها, في وقت نرى إن اختلاف الأفكار بين مذاهب المسلمين, قد تطور إلى قتل وقطع للرؤوس, وثارات طائفية جراء ما حدث, ما هي شخصية هذا القائد؟الذي أستطاع أن يعقد مؤتمرا للتقارب بين المتنازعين في خضم تلك الدماء!
سياسة كالتي يتبعها عمار الحكيم, تعد أخطر من صواريخ عابرة القارات, بالنسبة لعقول القتل و التدمير, وخطوة يوم تعادل عمل استخبارات متمكنة لعشرات السنين, للعقول الاستخباراتية الدولية, إما بالنسبة لنا أصحاب العقول الإنسانية المتعولمة, نجد إن هذا الشخص قائدا للإنسانية.
قادة عمار الحكيم الذين هوجموا من الجهلة أصحاب المصالح الضيقة, يظهرون اليوم وقد اخرسوا تلك الأصوات, معلنين إن الخلل كان صميمي في حكومة الفشل السابقة, التي أوضحت أنها حكومة نازية التصرف, و إن عملية التغيير باتت تقطف ثمارها.
أكثر شخص بين قادة عمار الحكيم, جوبه من قبل الإعلام هو عادل عبد المهدي, غير إن نظرتي الشخصية له كانت على عكس ما يشاع ضده, لسبب أنني عندما تتبعت سيرته الذاتية, أشد ما لفت انتباهي هو تبنيه الفكر القومي عندما كانت الشيوعية مسيطرة, وتبنيه للفكر الحوزوي الشيعي عندما أصبح العدو الوحيد للقومية التي حكمت العراق, وهذا يدل على عدم نزعته النفسية للتملق لأصحاب النفوذ.
العراق أصبح أقوى اليوم, هناك قرار يتخذ من قبل حوزة روزخونية, وقائد ذكي, وقادة أتبعوا الاثنين لأنهم وجدوا مصداقية إنسانية لديهم, فقادوا ثورة التغيير بكل نجاح.

أحدث المقالات

أحدث المقالات