حسناً فعلت دار الكتب والوثائق الوطنية في وزارة الثقافة بإصدارها ببلوغرافية متخصصة بأطفال العراق عرضت فيها لعدد كبير من المؤلفات التي كتبت للأطفال ، سواء كانت دراسات أم رسائل ماجستير ام أطاريح دكتوراه ام قصص وشعر ومسرح وموسيقى وفنون مختلفة ، يمكن أن تساعد الباحثين والمهتمين المختصين بالوصول إلى غاياتهم عند الشروع بالكتابة للأطفال .. أو الكتابة عنهم .. وقد أشار مدير عام دار الكتب والوثائق الى انها (أي الدار) تحرص من خلال عملها على نشر ما يدور في خزائنها من كتب وصحف ومجلات ورسائل جامعية وترجمتها إلى معلومات ببلوغرافيا تفيد الباحثين والدارسين وعامة المثقفين . الدار انتقت (1333) عنوانا وقامت بالتعريف بها وبموضوعاتها ومؤلفيها .. وهذا العمل في الحقيقة جهد يشار إليه ، لعظم فائدته أولاً ، ولضمان توثيق النتاج الفكري الخاص بالأطفال ثانيا .. وقد قام المشرفون على الكتاب بتقسيمه وتبويبه بما يضمن سهولة مراجعته والإطلاع عليه ، فافردوا باباً للكتب والرسائل الجامعية , وباباً للمعارف العامة ، واخرى للفلسفة والظواهر غير الطبيعية ..
وباباً للديانات , وباباً للعلوم الاجتماعية , وباباً للعلوم الطبيعية والرياضيات ، واخرى للتكنلوجيا والعلوم التطبيقية .. وهكذا يستمر التبويب بتخصيص باب للفنون الجميلة والزخرفة ، وباب للأدب والبلاغة ، وباب للجغرافيا والتأريخ .. وبهذا استطاعت هذه الببلوغرافيا ان تقدم فرشة ممتازة لعناوين مختلفة في اختصاص واحد .. فمثال على ذلك ما كتبته علياء عبد الغني الدالي عن (ما يقرأ الأطفال في المكتبات العامة والمدرسية) في نفس الوقت الذي ذكر كتاب الاستاذ عواد كوركيس حول (الطفولة في المصادر العربية) وهذا الكتاب بحد ذاته يعتبر ببلوغرافيا مهمة في هذا المجال .. وكذلك كتاب هادي نعمان الهيتي حول (صحافة الأطفال في العراق) .. في حين ادرج ايضا كتاب خلف نصار الهيتي حول (القيم السائدة في صحافة الأطفال العراقية) والكتاب عبارة عن رسالة ماجستير في أدب التربية وعلم النفس قدمها الباحث لكلية الإعلام في جامعة بغداد .. كما أشير لرسالتين جامعيتين آخريين الأولى لبدور صادق صابر حول (دور المكتبة المدرسية في تنمية الميول القرائية عند التلاميذ في المدرسة الابتدائية) .. أما الثانية فكانت ما بحثته نور غانم جابر التميمي حول (مؤثرات الإخراج الصحفي على صفحات الأطفال في الصحف العراقية) وهي دراسة تحليلية كما نرى ذات أهمية خاصة ولابد أنها خرجت بمؤشرات ذات تأثير واضح بشكل أو آخر على تطوير وتحسين تصميم صفحات الأطفال .. وإذ نستعرض هنا لبعض العناوين والمؤلفات فإنما نقدم نماذج لما جاء في إصدار دار الكتب والوثائق .. حيث قدمت سميرة عبد الحسين كاظم أطروحة دكتوراه في فلسفة التربية وعلم النفس حول (اثر برنامج قصصي في تطوير التخيل عند الاطفال) ..
بينما بحثت خولة عبد الوهاب القيسي في أطروحة دكتوراه أخرى حول (تطوير مفهوم العدالة عند الطفل العراقي) .. وبحثت فاطمة هاشم المالكي في مجال (السلوك الاتكالي وعلاقته بعمر الطفل) وهي رسالة ماجستير قدمت إلى كلية التربية في جامعة بغداد .. وقدمت مي يوسف عبود الجبوري أطروحة دكتوراه فلسفة في علم النفس العام تناولت موضوع (إنتهاك حرمة الطفل وعلاقته بظهور بعض الاضطرابات السلوكية) في حين قدم حمادة عبد السلام دراسة حول (طرق دراسة الطفل) وقدم محمد حسن الخفاجي دراسة حول (سيكولوجية ميول الأطفال) .. وقدمت سهام علي الجميلي دراسة حول (علم نفس الطفولة) .. وتتوالى الدراسات ورسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه حيث ننتقي رسالة مهمة تقدم بها الباحث سيف سامي بيون إلى كلية الآداب في الجامعة المستنصرية حول (الصحة النفسية لدى الأطفال وعلاقتها بالأحداث الصادمة).. في حين كان موضوع أطروحة الدكتوراه لإسراء حسن السامرائي يدور حول (الإدراك اللغوي لدى الأطفال) .. وربما تكتسب دراسة محمد عبد الكريم واسماعيل توركمن التي ترجمت إلى اللغة العربية أهمية خاصة كونها تناولت موضوعاً مهماً طرحه الباحثان على شكل تساؤل (لماذا يسرق الأطفال..؟).. وفي الحقيقة نجد ان هناك عناوين مهمة جداً لبعض ما نشر في الببلوغرافيا ، خاصة ما تناوله نجم علي مراد من جامعة الموصل الذي بحث في (سيكولوجية اللعب في مرحلة الطفولة المبكرة) وكذلك رسالة الماجستير التي تقدم بها مناف فتحي الجبوري إلى كلية التربية جامعة بغداد حول (تطور مفهوم الجندر لدى الأطفال ما قبل المدرسة) .. وهو موضوع غاية بالأهمية كونه معاصراً ويحمل أبعاداً حداثوية .. في حين قدمت وفاء محمد جاسم رسالة ماجستير إلى كلية التربية للبنات في جامعة بغداد حول (مظاهر العنف في اللعب لدى الأطفال) وهذا يذكرنا بالبحث الذي تقدمت به شذى حسين حسن الباحثة في دار ثقافة الاطفال حول العنف في الألعاب الألكترونية .. أو تلك الرسالة التي تقدم بها فراس يوسف قنبر إلى كلية الآداب قسم الاجتماع في جامعة بغداد حول (العنف ضد الأطفال الاناث) . ولعل العنوان الذي يجمعها وهو العنف يستحق البحث والدراسة لاهميته وحساسيته واثره في تربية وتنشئة الاجيال .. والحقيقة ان العناوين والموضوعات المهمة لا تنتهي عند هذه النماذج المختارة وحسب ، بل تتعاظم وتتزايد ، لكن لا مجال لذكرها في هذه المساحة المحدودة .. ما دعانا الى الاختصار وعدم ذكر عناوين قصص الاطفال وكتب الشعر والسلاسل الأخرى التي تصدرها دار ثقافة الأطفال .. أنه جهد قيم بحق قدمته إحدى المؤسسات الثقافية الحكومية .