19 ديسمبر، 2024 8:59 ص

الملك السابع والابن الـ25

الملك السابع والابن الـ25

منذ مطلع القرن الماضي، وفي الربع الأول منه، اكتملت ولملمت دولة نجد والحجاز أوصالها، وفرض ال سعود سيطرتهم بزعامة عبد العزيز بن عبد الرحمن.

بعد عام 1932 صدر أمر ملكي، بتوحيد البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية، بعد اتفاقيات وعهود أبرمت مع المندوب البريطاني والقائم بالإعمال أنذلك.

بعد الربيع العربي، وبداية انطلاق مشروع “بايدن” حيث بدأت خارطة الطريق، من تونس مرورا بـ ليبا ومصر وسوريا، حتى أجهض هذا المشروع في العاشر من شباط، بعد صدور فتوى “الجهاد الكفائي” التي قلبت الموازين في حسابات “بايدن” ومشروعه المشؤم.

في 23 كانون الثاني 2015، توفي عبدا لله بن عبد العزيز وهو بداية لنهاية عهد ال سعود، من حكم العائلة الكهل، هو عنصر مساعد لتنفيذ مخططات “بايدن” وأعوانه لتبدأ ملامح الانشقاق، لتقسيم المملكة الى دويلات، لتكون مرتع لعصابات داعش والوهابية.

الملك القانوني للسعودية هو الشيخ مقرن لأنه هو ولي العهد والأخ الشقيق للملك الراحل، لكن هناك ثمة أمر خفي حال دون ذلك، الشيخ سلمان الملك السابع، والابن الخامس والعشرون من أبناء عبد العزيز!

الأمر الملكي في 27 من مارس من العام الماضي، يقضي بتولي الشيخ “مقرن” مقاليد الحكم الملكي، في حال خلو ولاية العهد،عندها يبايع ملكا للبلاد، لكن هنا انعطاف حاد، بتاريخ حكم ال سعود، بتولي سلمان مقاليد الحكم، على الرغم انه كان احد أقطاب الحكم، إبان الملك الراحل.

بعد أيام من حكم سلمان بن عبد العزيز، اصدر أمر بإعفاء عدد من الأمراء من مناصبهم، مثل أمير مكة والرياض، كما شمل ذلك التغيير الأمير بندر بن سلطان، الذي كان يشغل أمين عام لمجلس الأمن القومي، ومستشار ومبعوث خاص للملك أنذلك، كما قام بإلغاء 12 بين مجلس وهيئة وللجنة في تشكيلة الحكومة السابقة، كما أعطى الهبات لرجال الدولة، واصدر أمر بالعفو عن بعض السجناء، داخل المعتقلات السعودية.

أعرب مسؤولين غربيين عن رغبتهم بقيام الملك السعودية الحالي، بتمرير إصلاحات ذات معنى وإبعاد التحريض عن العنف من قبل الإسلاميين المتطرفين داخل المملكة، لكن وبنفس الوقت ذاته نشرت صحيفة أمريكية، أن سلمان كان “رجل التمويل السعودي” لوكلاء الحرب، وفي تقرير لصحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية إن سلمان بن عبد العزيز، كان الجامع الرئيسي، لتبرعات ما يسمى بالمجاهدين في أفغانستان، خلال ثمانينيات القرن الماضي، ولمسلمي البوسنة إبان أزمة البلقان في التسعينيات من القرن الماضي.

سلم الملك سلمان بن عبد العزيز، في الجمعة (23 كانون الثاني 2015)، مقاليد الحكم في البلاد ملكا للسعودية، خلفا لأخيه الراحل، عبد الله بن عبد العزيز الذي وافته المنية في اليوم ذاته.

إن المتابعين للشأن السعودي، أن مستقبل المملكة يتجه نحو الربيع والانفتاح على الآخرين، وإرساء ثقافة كانت معدوم بقاموس إخوته من ال سعود، لكن قد يخطئ البعض في ذلك!

كان الملك الراحل، يقف بالضد من الوهابية وأعمالهم داخل المملكة، واليوم أصبحت الأسرة الحاكمة منقسمة بين، مقرن وبندر والملك الجديد، الذي قفز بقرار لا يعرف مصدره ليكون ملك!

لذا مشروع “بايدن” بداء ملامحه اليوم، بتقسيم المملكة الى دويلات كما خطط لها بايدن من قبل.

خبر موته لم يكن مفاجئا لدى المترقبين للوضع السعودي، كما تحدث عدد من الناشطين السعوديون عن موته، مع إطلالة العام الجديد، تحت تكتم إعلامي كبير مارسه النظام، الذي بدوره فرض كثير من القيود والتعتيم على أخبار المملكة.

التكتم على موت العاهل، جاء ليغير مسار الخارطة في حكم ال سعود، ولتغيير السكة من مقرن الى سلمان، بهذا السعودية ستعيش صيفا ساخن، مع تمزق داخل نسيجها الحاكم، استعداد لتوزيع ورث المملكة بين الأحفاد من ال سعود، فهي تعيش في السنوات الماضية جمود سياسي، في قيادة المنطقة، وخصوصا بعد ربيع مصر وبعض الدول، لتفقد السيطرة على المنطقة، وهي قطب رئيسي في الشر الأوسط، و بروز قطب رئيسي رغم صغر حجمه، لكن كبير بإرادته المرتبطة بأمريكا

وإسرائيل والغرب، ليقود العرب بعد انهيار شيوخ الدول العربية وطغيانها، ليعيد الوقت الى بداية القرن الماضي، لتشكيل قيادة جديدة للمنطقة، لتكون حاميا لمصالحها، في مواجهة إيران والمد الشيعي في العراق واليمن وبعض الدول، فالربيع السعودي الي أين يتجه في حكم الملك السابع.

أحدث المقالات

أحدث المقالات