11 أكتوبر، 2024 11:26 ص
Search
Close this search box.

في مؤتمر الاديان: الحوار الحكيم والسيد المتفتح

في مؤتمر الاديان: الحوار الحكيم والسيد المتفتح

التسامح والحوار قيم أصيلة في الثقافة الديمقراطية, وقبول الآخر يدلل على غنى ثقافتنا وأصالتنا الإنسانية والحضارية, فهي توجب الإنفتاح على الآخر, وإحترام حرية فكره ومعتقده ونبذ العنف, والتأكيد على ممارسة وتطبيق المفاهيم الإنسانية, التي كرمنا الخالق بها .
إن جميع الناس يولدون أحراراً, وهم متساوون في الحقوق والواجبات, وقد وهبوا عقلاً وضميراً, ليعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء والمودة, وهذه القيم يجب غرسها منذ الصغر .
منظومة القيم الإجتماعية, التي تتحكم في العلاقات بين أفراد الشعب, تتجلى في إكتساب المهارات الحياتية, لتنمية الإعتزاز بالهوية, والإنتماء والمواطنة, وتعزيز المشاركة والعمل الجماعي, كما إن الإختلاف والتنوع في المكونات, ينبغي أن يقوم على أساس إحترام الحقوق والحريات, مع المساواة والتعاون لتقبل الآخر.
 تنمية القدرة على حل المشاكل, بمشاركة جميع أفراد المجتمع, فتنوع العادات والتقاليد, يبقي هويتنا واحدة, وبهذا فنحن مسؤولون وفخورون بعراقيتنا وتراثنا, الذي رفد العالم الإنساني عبر عصور التأريخ, بحضارات مشرقة وصروح عملاقة, حين بزغت أقدم الشرائع القانونية في أرض الرافدين, لتنظيم العلاقات والحقوق, والسعي لخير الشعب ورفاهيته .
ذات يوم كان الإمام علي (عليه السلام) ماراً في أحد شوارع الكوفة, وإذا بشيخ كبير يستعطي الناس, فقال لهم :من هذا؟ قالوا:رجل مسيحي, فقال الإمام :ويّحكم, عندما كان شاباً قوياً أشغلتموه, وحينما أصبح شيخاً ضعيفاً أهملتموه, ثم أخذه الى بيت المال, وأعطاه منه وجعل له راتباً ثابتاً من خزينة الدولة, وهذا دليل التعايش السلمي والتكافل بين الأديان, في ظل حكومة العدل والمساواة, أيام الإمام علي (عليه السلام)
الحفاظ على الهوية العراقية, هو حفاظ للحقوق المدنية لجميع الأطياف, بحرية العقيدة والممارسة الدينية, لكل مكونات العراق بإختلاف قومياتها, لأنها حق مكفول للجميع, وما دعا اليه السيد عمار الحكيم في مؤتمر حوار الأديان ينصب في هذا المضمون .
مؤتمر حوار الأديان في مقر تيار شهيد المحراب, وكلمة السيد عمار الحكيم أوضحا, أن لكل فعل رد فعل, وفي حالة الهجوم, لابد من التخطيط للدفاع, والمواجهة في ضوء برامج محكمة ناجحة, تعتمد التحصين الذاتي للمواطن ضد الإعلام المعادي, وكذلك رفض القيم الجاهلية العدائية المتلبسة بإسم الدين ظاهرياً.
ومن هنا يجب التركيز, فالفكر المتطرف أخطر من أسلحته التي يمتلكها, لأنه يعتمد على حجج وأكاذيب, وزراعة الخوف والرعب في قلوب الطرف الآخر, وعليه فلا بد من التضحية بالأرواح والأموال, فبها نفجر المشاعر الوطنية, ونذيب الفوارق والخلافات, ونعلن الجهاد الكفائي, لنصون الأراضي والمقدسات.

أحدث المقالات

أحدث المقالات