11 أكتوبر، 2024 5:19 م
Search
Close this search box.

عمار الحكيم وحوار الأديان ومحور الممانعة ؟!!

عمار الحكيم وحوار الأديان ومحور الممانعة ؟!!

كثيرة هي المؤتمرات التي عقدت وتعقد في البلاد والتي الاعم الأغلب منها يأتي بلا نتائج سوى انه يافطة إعلامية لنشاط سياسي او إعلامي للسياسي او الحزب او الكيان او الطائفة او القومية ، دون اي مخرج لمدخل اسمه “الحوار “.
انعقاد مؤتمر الأسبوع العالمي للحوار والوئام بين الأديان في بغداد برعاية رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم فرصة جيدة للحوار والانفتاح بين عموم الأديان والطوائف ، خصوصاً وان البلاد تعيش الصراع الطائفي منذ عقود مضت ، وزاد لهيب هذا الصراع بعد سقوط النظام البعثي الذي زرع الفتنة بين ابناء البلد الواحد ، وأخذ يعتاش على أثارة النعرات القومية والطائفية وذلك لتنفيذ مخطط خارجي لتقسيم البلاد واضعاف مكوناته ليعيش العراق بلدا مقسما ضعيفاً منكسراً تنهش به الصراعات الداخلية وتأكله نار الاقتتال الطائفي .
الموتمر الذي جمع كل الاطياف الدينية والسياسية في البلاد سواء المعارضة للحكومة او المشاركة فيها ، واللافت ان الحكيم تلك الشخصية الشابة والتي استطاع بقدرته السياسية  وبديهيته الاقناعية من إدارة الموتمر بنجاح ، وسط ترحيب محلي وإقليمي ودولي منقطع من خلال الحضور الرسمي لممثل الأمين العام للامم المتحدة وحضور الرئاسات الثلاث والسفراء والوزراء واغلب سياسي الدولة العراقية بمختلف توجهاتهم الدينية والسياسية ، حيث جمع هذا الموتمر كل الألوان الدينية والمذهبية والقومية والإثنية ، كما ان الحكيم استطاع من استقطاب جميع الزعامات الدينية والقومية والمذهبية في البلاد تحت سقف واحد وجمع الفرقاء على طاولة واحدة اسمها ” ديننا وئامنا” لتفشل بذلك وتتكسر جميع المؤمرات الرامية لتمزيق اللحمة الوطنية بين مكوناته ، وإيجاد المبرر لتقسيم البلاد .
الحضور السني كان واضحا وملفتاً وعلى مستوى عالي من التمثيل بحضور رئيس البرلمان سليم الجبوري ، ورئيس الوقف السني وعدد من الشخصيات السياسية والدينية السنية ، والذين اعترفوا باهمية هذا الموتمر من اجل ايجاد الارضيّة المناسبة وتقريب وجهات النظر والحوار ، خاصة في ظل توحيد الجهود من اجل الوقوف ومحاربة الارهاب الداعشي وطرده خارج البلاد.
كما ان هذا الموتمر كان فرصة جيدة لطي صفحة سوداوية من تاريخ العراق الحديث في ظل حكومتي المالكي والتي كانت من اسوء الحكومات بعد سقوط النظام البائد، لما حملته من فساد في الادارة والمال وكانت سببا في ضياع ٢٥٪ من البلاد بيد داعش ، فجاء هذا الموتمر ليكون ماسخاً لتلك الحقبة ويمحو اثارها والبدء بصفحة جديدة من توحيد الجهود السياسية والدينية والوقوف بوجه التهديدات التي تريد زعزعة استقرار البلاد وتقسيمه على اسس طائفية وقومية .
جاء هذا الموتمر وسط تغطية إعلامية لافتة من الوسائل الإعلامية المحلية والدولية ، وسط تضليل واضح من وسائل الاعلام الشيعية التي كانت بالضد من اي تحرك سياسي لتوحيد المواقف وحلحلة الأزمات  وحل المشاكل والتي اضرت كثيرا  بالبلاد وكانت سبباً في سقوط مدنه بيد داعش .
جاء هذا الموتمر في وقت نحن الي م بأمس الحاجة الى وحدة الصف ورص الصفوف من اجل الوقوف ومواجهة الارهاب والفكر التكفيري القادم إلينا من الخارج ، كما انه مناسبة من اجل تعزيز الحوار وبناء جسور الثقة بين المكونات العراقية كافة ، اذ لا سبيل لعراق موحد الا بالتسامح والتعايش ، سيما وان عصابات داعش الإرهابية عاثت خراباً فيه ، واستباحت الارض والعِرض .
بغض النظر عن الخلاف بين مكونات التحالف الوطني الا ان هذا الموتمر يعتبر منجز كبير للتحالف الشيعي والذي ينبغي ان يعمل من الان على تشكيل لجان من اجل تفعيل مقررات ونتائج الموتمر .
الموتمر جاء كبادرة لكسر جليد  تصلب المواقف السياسية والدينية ، وتذويب التخندق الطائفي بين  المكونات السياسية بمختلف توجهاتها ليكون منطلقاً لبناء عراق جديد  موحد يكون فيه الولاء للوطن والمواطن .

أحدث المقالات

أحدث المقالات