قبل اكثر من سنة اطلق زعيم المجلس الاسلامي عمار الحكيم مبادرة اسماها مبادرة انبارنا الصامدة تناول في فقراتها حلولا سياسية واقتصادية وامنية ومستقبلية لمشاكل حقيقية ومتراكمة في الانبار والفلوجة وهذه المبادرة جاءت ضمن سياق المبادرات الحقيقية التي اطلقها الحكيم لاعادة اعمار وتاهيل المحافظات.
ولو اردنا الرجوع الى الخلف قليلا وحاولنا مطابقة مبادرة الحكيم مع ما يشهده العراق عموما والانبار خصوصا في هذه الايام من مشاكل وازمات واحتراب وخسائر في الاموال والارواح واعدنا حسابات الزمن الماضي وما كان يمكن ان تحققه المبادرة لوجدنا ان تحقيقها في وقتها كان من شانه ان يختزل عام كامل من الضياع وكان من شانه ان يجنب البلاد والعباد فوضى القتل والخراب والاحتراب والانقسام والاستقواء بالاجنبي والاحتماء بالمعتدي التي نعيشها الان.
ان تفكيك بسيط لخطاب الحكيم يوصلنا الى نتيجة واحدة مفادها ان ما تمثله المبادرة انما هو قراءة مستقبلية لحلول واقعية لمحافظة لم تغب شمس البارود والقتال عنها .
ان ما اثار فضولي في اعادة الكتابة عن المبادرة هو وجود رغبة حقيقية من قبل زعماء سنة لمحاولة احيائها رغم مرور اكثر من عام على اطلاقها وهذا يعني انها مبادرة حية وواقعية ولا تتلاشى او تموت او تفقد اهميتها ورونقها بتقادم الزمن بل كشفت عن اصالة واقعيتها ومحاكاتها لهموم ومشاكل الشارع الانباري بل ان تاخر تنفيذها اشر ما كان الرجل يخشاه من تفاقم الازمة وخروجها عن نطاق السيطرة والحلول وقد اجاد الرجل في رؤيته كما اجاد في مبادرته.
ان ما يسجل لال الحكيم امكانياتهم الغير عادية في قراءة الواقع ومساحة الزمن القادم بطريقة عجيبة اثبتتها الوقائع والاحداث رغم انف الحاسدين والحاقدين وبامكان المشككين والمعاندين الرجوع الى الخلف قليلا مع شيء من الانصاف سيجد ان هؤلاء قد ظلموا كثيرا فمن متبنيات الشهيد محمد باقر الحكيم في القيادة والسياسة والمجتمع مرورا بدعوة الراحل عبد العزيز الحكيم لتشكيل الاقاليم والتي يعبرها الكثير بانها المنقذ والمخلص رغم فوات الاوان انتهاءا بمبادرات السيد عمار التي تتعلق بالاعمار والامن والاقتصاد ووحدة الشعب العراقي.
ان استذكار رئيس مجلس النواب السني لمبادرة انبارنا الصامدة والتسليم بها والاعتراف بواقعيتها في وقت يعتبر فيه الاعتراف بالجميل للاخر جريمة بحق الطائفة والقومية والمذهب انما تمثل انتصارا لمنطق المواطنة العراقية وانتصارا لقداسة الارض والدماء العراقية.
ان ما يؤسف له ان الرفض المطلق للمبادرة كان من البيت الشيعي وليس معروفا ما اذا كان الرفض جهلا ام حسدا وحقدا ومهما يكن السبب فان الرافضين ارتكبوا جريمة بشعة بحق العراق وحق العراقيين من الشمال الى الجنوب وربما اهل الجنوب اكثر من غيرهم لانهم لو كانوا وافقوا على المبادرة لكانوا جنبوا ابنائهم نهر الدم الجاري والذي كان سيتحمله اهلنا في الانبار بالنيابة عنهم.
ان الحديث عن الدماء لا يضاهيه اي حديث لهذا لم اتناول الجوانب الايجابية في المجالات السياسية والمالية والاقتصادية للمبادرة انما اشرت الى الارواح التي خسرها الشيعة في الانبار والسبب انهم رفضوا مبادرة انبارنا الصامدة والتي تنص في احدى فقراتها على ان يتولى اهل الانبار الدفاع عن مدينتهم