19 ديسمبر، 2024 9:20 ص

شعور بالامتنان لبريطانيا العظمى

شعور بالامتنان لبريطانيا العظمى

في يوم السبت 17/1/1991 بدأ الهجوم البري البحري الجوي لقوى التحالف الدولي وبضمنها دول عربية مثل مصر وسوريا وجميع دول الخليج من اجل طرد العراق من الكويت, التي احتلها في 2 /8/1990، حيث بدأ الطيران يحوم على خارطة العراق وبالخصوص بغداد وهو يقصف بقسوة وبشتى أنواع الأسلحة الحلال منها والحرام.حينها كنا واقفين قرب محل صياغة لأحد الأصدقاء وانضم إلينا المرحوم الأستاذ حميد عبيد حسن أبو ماهر، سلم علينا وشاركنا الحديث حول القصف المركز والعشوائي على العراق وشعبه، وبعد لحظات دخل المرحوم أبو ماهر إلى داخل المحل وأجهش بالبكاء حتى أبكانا جميعا لشدة تأثرنا ببكائه، وسألناه عن سبب بكائه، قال والحسرة والدموع بين عينيه:(صحيح نتمنى إزاحة صدام ونظامه العفن من السلطة، ولكن من غير الصحيح السماح والقبول بتدمير العراق، وخصوصا بغداد، وهنا يحضرني قول الفيلسوف(برناتشو) (الوطنية هي أن تضع بلدك أعلى منزلة من جميع البلدان لمجرد أنك ولدت فيه)، وهذا هو التفسير الحقيقي لدموع أبو ماهر.

اثنا عشر عاماً مضت والعراق من خراب إلى خراب، بينما كانت الوزارات والمؤسسات والجامعات والمدارس ورياض الأطفال تعمل بانضباط. الجيش والشرطة والمرور وكل المؤسسات الأمنية تعمل بانضباط، ومنتسبوا الدولة يعرفون واجباتهم وكل الشعب يعرف ما له وما عليه، هل سال أحدكم يوما نفسه عن انتكاسة دولة العراق منذ عام 1963 وأيام الرئيس عبد السلام عارف إلى حكومة حيدر العبادي؟ وما الذي جعل العراق في المرتبة الأولى بالفساد والخراب ونهب الثروات وإلغاء الوزارات والمؤسسات المنتجة وتسريح وتسييب كل الجهود والعقول التي تعمل من معمل أدوية سامراء نزولا إلى معمل نسيج الحلة ومعمل إطارات الديوانية ومعمل الحديد والصلب في البصرة، وغيرها من المعامل وقتل الإنتاج الوطني والاعتماد على منتجات دول نحن أشرف وأفهم وأقدم وأذكى وأغنى منها بكل مقاييس الدولة والشعب، كل التعيينات وثروات البلاد كانت تذهب لرئيس الدولة وحزبه الواحد منذ عام 1963 إلى عام 2003، ومنذ عام 2003 إلى عام 2015صارت تكتلات وائتلافات، وبلعت كل شيء حتى النشيد الوطني والعلم وشعار الدولة.المؤمن والمسلم المتعلم عليه الرجوع للتاريخ ليفهم ما يجري في العراق.

ومن خلال الرجوع لتاريخ العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 إلى الآن سيعرف الباحث أن بريطانيا العظمى هي التي علمتنا لبس البنطلون والحذاء الجلد، وصنعت لنا اليشماغ اللندني، وعلمتنا قراءة الكتب والمجلات التي كانت تأتي للعراق كما تأتي البالات اليوم! ولولاهم لبقينا على الجّراّوّية والدشداشة المشرشبه، ونتنقل في البلاد على الحمير والجمال، والبيع والشراء كَوتره، لأننا لا نعرف الميزان والأوزان، ونعتمد بمعيشتنا على السطو والتسليب وقطع الطرق.

أغلب دول العالم محتله من قبل أمريكا وبريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا والصين لكنهم يعيشون بكل سلام وأمان لان الجميع يفهم ما له وما عليه، فهل تستكثرون علينا الحنين لبريطانيا العظمى ونذكر انجازاتها قبل أكثر من 90 عاما؟

أربع سنوات يعمل بالدولة العراقية الجديدة بحجة نائب لو عضو مجلس محافظة، ثم تنتهي ولايته وصلاحيته وهو يملك ثروة تعادل ميزانية دول..هاي إشلون؟!

ويصان ذاك لأنه من معشر…. ويضام ذاك لأنه لا يركع

أحدث المقالات

أحدث المقالات