15 نوفمبر، 2024 4:01 م
Search
Close this search box.

الشيعة العرب کوقود للمشروع الايراني

الشيعة العرب کوقود للمشروع الايراني

“لا حاجة لحرب عسكرية لحماية الأمن القومي داخل البلد، أما خارج الحدود فإن الجهاد المسلح مستمر ضد أعداء الثورة الإسلامية”، هذا التصريح أطلقه قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، والذي يبين فيه بمنتهى الوضوح الدور الذي تقوم به طهران في المنطقة، والذي يثبت حقيقة تدخلها في الشؤون الداخلية لدول نظير سوريا و العراق و لبنان و اليمن.

کثيرة و متباينة هي التصريحات و المواقف السياسية الصادرة من جانب القادة و المسؤولين في إيران و التي تشير في مجملها الى ان إيران تحبذ جعل ساحات مواجهتها و حروبها المحتملة مع أعدائها خارج حدودها، وکما هو واضح و جلي فإنها ومن خلال دورها الذي تقوم به في العديد من الدول العربية حيث تقوم بإعداد ميليشيات مسلحة من الشيعة العرب الذين قد تم إعدادهم إعدادا عقائديا خاصا بحيث يتم تصوير النظام السياسي القائم في طهران بأنه المرجعية الوحيدة التي يجب الاقتداء وتبعا لذلك يتم جعل الولاء للوطن و الشعب او العرق أمرا ثانويا ليست له أية أهمية قياسا بذلك.

النظر الى الميليشيات الشيعية التي تم تأسيسها من جانب الحرس الثوري بحد ذاته و الذي صارت أعداد منتسبيها تتجاوز ال200 ألفا وهي قابلة للتزايد بإضطراد، کما ان الميليشيات المسلحة في لبنان ضمن حزب الله هي الاخرى تتجاوز ال200 ألفا أيضا الى جانب ميليشيات الحوثي في اليمن و ميليشيات أخرى في سوريا، لم يعد هنالك من شك بأنها قوات نظامية تخضع لأوامر و توجيهات من طهران نفسها، ولئن تقوم کل واحدة منها الان بدور محدد لها في بلدها، لکن الخط العام لکل الادوار يسير وفق ماتبتغيه و تتطلبه مصالح و رغبات طهران، لکن من الواضح أنه من المتوقع مستقبلا و في ظل ظروف و مستجدات خاصة بها ان يتم توجيه کل هذه القوات التابعة لها بإتجاه تنفيذ مهام قد تتعلق بخوض حروب تتعلق بها على وجه التحديد.

هذه الميليشيات التي تتعاظم دورها يوما بعد يوم في العراق و سوريا و لبنان و اليمن، باتت تثير قلق العديد من الاوساط السياسية و الحقوقية الدولية، خصوصا منظمة العفو الدولية و التي أکدت في بيانات لها أن الخطر الذي تمثله الميليشيات الشيعية في العراق هي أکبر من خطر تنظيم داعش، وحتى ان الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي قد أکدت مؤخرا في خطاب لها بأن الميليشيات الشيعية هي الخطر الرئيس واهم الاداة للأغتيالات والتطرف الديني، مشددة على انه و من خلال إستخدام طهران لهذه الميليشيات استطاعت” تحويل اربعة البلدان العربية إلى ساحات للاغتيال والدمار.”، والحقيقة التي من المهم جدا التمعن و التدقيق فيها، هي ان طهران لم تقدم من شئ لهذه البلدان

الخاضعة لنفوذها سوى المشاکل و الازمات و الفتن الطاحنة، فيما وفرت لنفسها أمنا و استقرارا نسبيين على حساب شعوب هذه البلدان و ببرکة و جهد و کد الشيعة العرب المأخوذين و المنبهرين بأفکارها و طروحاتها ولاندري متى سيحين الوقت الذي يشعرون فيه انهم مجرد وقود للمشروع الايراني وليس أکثر!

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات