23 ديسمبر، 2024 5:41 م

إنه وزير حقوق الانسان

إنه وزير حقوق الانسان

لماذا لايكون لدينا قانون اخلاقي ذاتي نلتزم به بمحض ارادتنا؟
لماذا لايكون لدينا وازع انساني يدفعنا الى الالتزام بالاداب العامة؟
أضعف الايمان : لماذا لانلتزم بالقوانين والقرارات التي تفرض من السلطات العليا والتي تنظم الحياة العامة؟

لماذا نعمل وفق الترهيب والترغيب؟

يبدو في العراق حتى القوانين الوضعية لاتسير، والاّ بم يمكن تفسير اعتداء حماية وزير على أفراد ينظمون السير في الطريق العامة، وأي وزير (إنه وزير حقوق الانسان)،(اسمعوا ياناس إنه وزير حقوق الانسان) أي أن عمله اعلاء حقوق الانسان، أم انها حقوق على ورق؟

أرى أننا بحاجة الى جهاز الكتروني يكون مرتبطا بعقل الانسان العراقي يعمل على تذكير المقصر بوخزه عبر أبرة حتى يشعر أنه تجاوز القوانين والآداب العامة.

يا سيادة وزير حقوق الانسان، لم يمض سوى خمسون يوما على أمر أصدره رئيس مجلس الوزراء يقضي المسؤولين كافة بالتزام مواكبهم بالنظام العام، وعدم قطع الشوارع واشهار السلاح خلال سيرها في جميع مناطق ومدن البلاد، وان هذا الامر جاء مراعاة لمشاعر المواطنين، الا سألت نفسك ما هو معنى مشاعر

المواطنين، فكيف بك وأنت لاتعتدي على شعور المواطنين فقط بل على قواعد السير أيضا، ما هي المنظومة الأخلاقية التي تحملها حتى تتصرف بهذه الطريقة.

ألم تسمع مقولة (السياقة فن وذوق أخلاق)، أم أنك لاتعرف القراءة.

إننا نحتاج اليوم الى اعادة تثقيف المجتمع واعادة فهم قوانين الاداب والاخلاق، لان البنية الثقافية والاجتماعية التي نسير عليها قد أصابها الخلل وثلم جزء كبير منها، وبات الخطأ صوابا والاعتداء بحجة الدواعي الامنية مباحا، إننا بحاجة الى ثورة لاعادة المياه الى مجاريها والقواعد الى محل استعمالها، والا فاننا نسير في طريق مجهول النهاية لأن الشاعر يقول :

إنما الأمم الاخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا