تترتب الدول وشعوبها ووسائل إعلامها، على إعتماد منهج موحد الغرض منه بناء بشكل مشترك، ويبدأ السلم بوجود مجتمع صحي ثم متعلم حتى يكون منتج يحكمه قانون.
عمل وزارة الصحة لا يختصر بفئة بحد ذاتها، وإستهدافها يعني الإطاحة بالمجتمع في دوامة الشائعات والصراعات السياسية، التي لا تدخل في منهجها الإنساني.
إعتاد كثيرون أن يصوروا الأشياء بمرآة أنفسهم، ويعيشون في دهاليز مظلمة لا تعرف النور ولا يتمنوه لغيرهم، وسعوا بكل الوسائل على جعل المجتمع عليلاً، تنتشر فيه أمراض الإشاعة، و وأستخدموا معاول هدم مفهوم التباني والتقويم لبعضنا.
شدَّ إنتباهي تصرحيات قنوات وشخصيات؛ عرف عنها الشر وإستهداف الجسد العراقي، الأول نشر تقرير عن مدينة الطب في أحدى القنوات لأيام متتالية، يشير الى عدم وجود ممرضات في صالة الولادة؟! والثاني قال فيها عدد المتوفين أكثر من عدد الداخلين، والثالث أشار الى إصابة 9 مواطنيين بالإتفلونزا الويائية في ميسان؟!
ندخل في التفاصيل ونعلم ونتعلم ونعلم من يقف وراء هذه الأصوات وأهدافها؟! البداية أن صالة عمليات الولادة والنسائية والخدج، وإنعاش النساء بعد الولادة والخدج، هي صالات مغلقة ولا يسمح بدخول وسائل الإعلام، والعاملات لا يخرجن للتجول في الممرات؟! والتقرير صور في الباب الشرقي بعيد عن أرض الواقع؟!
المتحدث الثاني ناقض نفسه وتحدث بإجحاف عن المؤسسة الأولى في مجال الطب عراقياً، وهي قبلة الطب في الشرق الأوسط، ومركز علمي مرموق تخرج فيه كبار الأطباء والعلماء العراقيين، وهي مركز الطب في العراق والمستشفى الوحيد الذي يستقبل ولا يحيل، لوجود الإختصاصات الفريدة والأجهزة المتطورة، وإستشارية مستشفى بغداد تستقبل يوميا من 3000-4000 مواطن، بينما سعتها الفعلية صممت لحد 250 فقط، ومع ذلك تتحمل فوق طاقتها، ويدخل الى ردهات المستشفى بحدود 1000 مريض يومياً، إضافة للخدمات الساندة الآخرىً، ناهيك عن المستشفيات الآخرى، فكم في إعتقاد صاحب التصريح عدد الوفيات؟!
أما الحديث عن وجود أصابات بالإنفلونزا الوبائية، فمن المفترض أن تعرف وسائل الإعلام أن الإنفلونزا الوبائية مرض حديث، وتشخيصه يحتاج الدقة ويشابه الإنفلونزا الموسمية، التي قامت وزارة الصحة بحملات تلقيح وتوعية عن الوبائية، وبذلك لا يحق لشخص غير مختص الحديث عن الإصابات، وعمله إداري محض كعضو مجلس محافظة، والأحرى بوسائل الإعلام سؤال وزارة الصحة والجهات المختصة.
وزارة الصحة مهمتها العناية بالمواطنيين دون تفريق، ومدينة الطب تعرضت لتهديدات إرهابية عدة مرات، والإشاعة جزء من هذه التهديدات.
الحرب صارت علنية ضد المواطن العراقي، وهذه الإشاعة جزء من حرب نفسية قذرة، وصارت أشد فتكاً من الأوبئة، ونأسف أن تكون الأمراض المعدية والخطيرة تنتشر بين أوساط إعلامية جاهلة وخبيثة؟! هدفها الأساس أن تجعل المجتمع عليلاً، وتعمل كالكلاب المسعورة، التي تعض الأيادي التي تمتد لمساعدتها؟!