دفاعا عن الديمقراطية التي يخنقها بعض الساسة بجهلهم …..تغلي وسائل الاعلام بالطروحات الساخنة للبرلمانيين والتصريحات التي تخاطب العقول البسيطة وتدفعها باتجاه التشنج الفكري وفقدان الثقة
ولعلك تلاحظ وانت تتابع القنوات الفضائية كيف يقوم الاعلاميون باستغلال اي مناسبة او حدث لصنع مادة اعلامية لهم من خلال استغلال الاعضاء البرلمانيين لدفعهم الى تصريحات قد لا يقصدها بعضهم او…. البعض الاخر هو يريدها ويبحث عنها ….
وفي كل الاحوال تلاحظ البرلمانيين من مختلف الكتل يسارعون الى المركز الصحفي حال الانتهاء من اي جلسة برلمانية فيروح بعضهم بشر غسيله فيتمادى في التشكيك بوطنية زملائه البرلمانيين او ولاءاتهم فيدفع من يشاهده الى التطرف اما طائفيا او قوميا والغرض من ذلك ابراز العضلات امام جمهوره البسيط الذي انتخبه… على انه يعمل من اجلهم ….راضيا حسب تصوره (( القاصر)) رغبات الناس البسطاء فينزل بذلك الى مستويات تفكيرهم البسيطة …. بالوقت الذي ينتظر جمهوره منه ان يساعدهم في فهم الحقائق ….من زوايا سياسية عليا… والتي هو يتعامل بها مع معارضيه عندما يجلس في الكافتريا لاحتساء الشاي او لتناول بعض الفواكه التي يوفرها له البرلمان مجانا ….
او قد يذهب الى ابعد من ذلك فيتطاول متجاوزا على هيئة الرئاسة او الكتل الاخرى او اللجان المعنية وهو لا يدري انه يهدم المؤسسة التي دفع عشرات الملايين من الدنانير العراقية من جيبه او جيب كتلته او جيب ممولي كتلته او من اموال الشعب لكي يصل الى هذا المكان ….. وقد توسل بالاقارب والاهل ….وانتخى بالجيران والاصدقاء …ورغب المترددين والمتذبذبين…….كل ذلك من اجل الفوز ….وعندما فاز ……راحت الارض لا تسعه من شدة فرحه… …وحال ما يصل المركز الصحفي في البرلمان حتى يبدا بتهديم هذه المؤسسة والتشكيك والاتهام كما ذكرنا سابقا …
وحسب راي عالم الاجتماع اليهوديdoorcaem) ) في ان العقل الجمعي ( collective mind ) تتراكم فيه بيانات ناتجة من التكرار ….. لذلك تراكَمَ لدى المواطن البسيط ان البرلمان …هو بؤرة المشكلة ….ومركز الصراع السلبي الغير بناء …..وقطب استقطاب الطائفية والعنصرية… وملتقى لغير الوطنيين….
فراحت مطالب الناس بقطع رواتب الاعضاء او مطالبتهم بتنفيذ ما ليس بصلاحياتهم بل من صلاحيات الجهات التنفيذية فيتضاهر المتضاهرون هنا وقد حملوا البرلمان ما ليس عليه او يتضاهرون هناك مهددين ممثليهم في البرلمان وهكذا …انتشر الحيص بيص …والسبب الرئيسي في هذا كله هو بعض من اعتلى المسرح السياسي وتصريحاتهم الغير محسوبة وغير مدروسة …فخلقوا فوضى فكرية في فكر جمهورهم وقللوا من قيمة وتاثير مؤسستهم .
واليوم ونحن نعيش مرحلة بناء لبلدنا جديدة نحتاج من اعضاء البرلمان ان يسموا فوق المستوى الهابط من التصريحات التي توتر الشارع من خلال تبني الطرح المتشنج اوتضعف البرلمان من خلال تبني الطرح الفوضوي الهدام .
فيااخوتنا ….اضيفوا لمجتمعنا شئ مفيد ….ولا تجعلوه يفقد بقايا ما يملك من الخير
((ومن كان قائلا فليقل خيرا او ليصمت )) صدق رسول الله