بريق من الماضي ونجوم من الرعيل الأول, نضحوا عرقاً ودموعاً ودماءاً, من أجل وطنهم عاشوا ظروفاً صعبة, في ميدان مليء بالشجون والتوترات والإعدامات, من قبل عسلان الفلوات المجرمين أزلام البعث الصدامي.
المستضعفون في عراقنا أرادوا العدالة والكرامة والمساواة, فهم رجال عاهدوا الخالق على تقديم الغالي والنفيس بوجه الظلم والطاغوت, فلم يركنوا الى الذل والخنوع, ولم يتجهوا الى مال أو منصب أو جاه.
جيل حر حمل معه ثقافة الحرية بمعناها الحسيني الثوري الخالد, ضد البعثيين والمأجورين الذين مثلوا ثقافة اليهود الجدد, لأنهم يتظاهرون بالإسلام لكنهم يحملون عقائد اليهود والأمويين المرتزقة المبغضين لآل البيت (عليهم السلام), وجميع الأحرار في العالم, فكان الأخطبوط العفلقي يحصد رؤوس المظلومين ليل نهار, ويفترس كل من يقترب من المسجد أو الجامع, فدامت حرب بين معسكر الإيمان والكفر, وبين الحرية والظلم.
مسلسل أشباه الرجال لا يجد طريقاً صعباً للإختراق, ذلك أن العراق عاش كل شيء على حقيقته وفي واقعه, فمن كلمات على الورق تسيل كالودق, والحرية تعيش أجواء من الحرق والخرق, فرغم رحيل الطاغية إستمرت الويلات والآهات والمآسي.
معادلات الزمن وحسابات العمر ومكبرات الضمير, تثير غبار الدهور وحضارة القشور, ولم يعوا الدرس جيداً, فما زالوا يدعون أنهم وطنيون من أجل الدين والمجتمع, وهم دعاة الهدم والحماقة والخراب المحسوس والملموس, ومثال الإنتهازية والإبتزازية, حتى أنهم حفروا آباراً إرتوازية ليخفوا فضائحهم وفظائعهم وحقارتهم, التي لاعلاقة لها لا بدولة ولا دعوة ولا مذهب, والحقيقة أنهم أعلنوا إفلاسهم بشكل مطلق, حينما لم يقتنع أحد بأنهم مظلومون بل هم خائنون.
يدعون أنهم محافظون وهم لم يحافظوا على كل ما يجب الحفاظ عليه, وعند ذلك يتقولون ما هو التغيير؟, فيظهرون على شكل تظاهرات صاخبة, وإحتجاجات بائسة, وصرخات يائسة, وكأن الحرب قد إندلعت في جزر الواق واق, وأن المدن التي أستبيحت في العالم الآخر, والنتيجة أن الخطأ والذنب لم يكن بسبب بطل التحرير القومي, بل كان بسبب الجيل الحر الذي قاتل الظلم!.
إن بعض رجال الاحزاب باتوا أشبه برجل المقاهي, الذي يعود من المقهى الى البيت وهو ساخط على من فيه, ويطالبهم بالأكل والشرب وعدم الإزعاج, وكأنه كان في مهمة عبر الفضاء الخارجي, ليجلب لهم رغيد العيش!.
تسلط أدعياء الفكر الوطني الزائف على ضرب فئة أو كتلة أو تيار هو خطأ كبير جداً, لأن المواقف الجهادية والولائية تكون عبر الكلمة الشجاعة, التي تفتح توابيت الحقيقة وتوزعها, ليشترك الجميع في الحل والمعالجة دون خوف أو ضرر, كما أن ضرب التيار المعتدل هو أشبه بضرب خارطة الطريق نحو الإستقرار, وكأننا في انتظار الطاغية الجديد, حتى يقول: الرسالة وصلت وعلى العراقيين أن ينتظروا الرد.