15 نوفمبر، 2024 2:59 م
Search
Close this search box.

أنامل مُقيّدة – لماذا التشكيك بالحشد الشعبي

أنامل مُقيّدة – لماذا التشكيك بالحشد الشعبي

يتحرك أبناء الحشد الشعبي اليوم على ارض صلبة باتجاه تحرير المناطق من عصابات تنظيم داعش او ما يسمى بالدولة الاسلامية متمسكين بفتوى المرجعية الدينية العليا لسماحة السيد السيستاني رعاه الله حيث الوطن هو العنوان الاساس أمام هؤلاء الرجال في تحقيق الهدف المرجو منهم وبالفعل لاحظنا ان الانتصارات المتلاحقة التي سطروها كانت نابعة من العقيدة المترسخة في نفوسهم نحو إخلاصهم لدينهم ولوطنهم فما كانت الدوافع مادية او دنيوية بحثا عن جاه او منصب هنا او هناك بل هرولوا الى لهوات الموت والمواجهة لمجرد الدفاع عن الوطن والمقدسات والأعراض ولم توقفهم معايير القومية او الدين او المذهب بل انهم ضحّوا بأنفسهم على ارض ربما لم تطأها أرجلهم في حياتهم من قبل ولم يولدوا عليها وانما هي الوطن الجامع لكل العناوين والباحث عن الحدود من أقصاها الى أقصاها ممتدة على كل أبعاد الجغرافيا العراقية.

نجد ان الانتصارات التي تتحقق اليوم على أرض محافظة ديالى العزيزة أعطت بعدا استراتيجيا لأبناء الحشد الشعبي ومدى قدرتهم على المناوبة في القتال الى جانب الجيش العراقي والقوى الامنية فتمكنت هذه القوى من سحق مجاميع داعش في كل المناطق التي تقع ضمن خارطة المحافظة ليتم تطهير ديالى من قذارة اولئك المجرمين الذين عاثوا قتلا وتهجيرا وتدميرا لكل الحياة في مدينة البرتقال فولوا هاربين ومعهم كل الحثالات الحاضنة لهم والتي تقلدت السلاح والعقيدة المنحرفة المتبناة في تعاليمهم واحكامهم الواهية.

نتفاجأ اليوم ان بعض السياسيين الرسميين منهم وغير الرسميين يحاولون التشكيك بأبناء الحشد الشعبي وينعتونهم بالمجرمين والقتلة كما لا تفارق السنتهم عبارة المليشيات القاتلة

وكأن هناك اجندة مرسومة من اجل التقليل والاستهانة بانتصارات مجاميع الحشد خصوصا وان تنظيم داعش بدأ بالانكسار والهرب الى خارج المدن التي سيطر عليها طيلة الشهور الماضية وهو ما أذهل حتى الجانب الامريكي والذي لم يكون متوقعا لديهم على الاطلاق بل ان بعض الدول الكبرى المهتمة بالشأن العراقي لم تكن تتوقع فتوى المرجعية التي قلبت عليهم طاولة ما يرومون الوصول اليه من مخططات في باطنها خبيثة وفي ظاهرها حريصة على وحدة العراق ،، أنا شخصيا اتصلت وبشكل مباشر بالعديد من الفعاليات السياسية في محافظة ديالى فلم أجد ان ما يشاع له من مجازر بحق مكون من المكونات قد حدث وانما هناك اندفاع وروح قتالية ضد الدواعش ومن يدعمهم وتخليص الاهالي منهم وان الدماء التي تسيل من ابناء الحشد الشعبي التي يشكك بها بعض السياسيين الذين يطلقون تصريحاتهم من العاصمة الاردنية عمان انما هي اشرف بكثير من هؤلاء الذين يصرخون ويولولون من على منابر الخبث الاعلامي في فضاءات العرب ويريدون تمزيق النسيج العراقي فلا يعنينا بعض من يسمون أنفسهم شيوخ عشائر او يمثلون ابناء المكون السني الغير حقيقيين من النائمين في فنادق الترف ويخوضون في الطائفية ونشر الفرقة لأن أبناء السّنة سواء كانوا في ديالى او المحافظات الأخرى هم المتضرر الأكبر من إجرام داعش وغيرهم من العصابات الاجرامية القادمة الينا من خلف الحدود وبمباركة هؤلاء الطائفيين ، كما اننا نرى ان تلك التحركات وحالات التخوين والتشكيك بأبناء الحشد الشعبي تصب في محاولات عرقلة عمل الحكومة وافشال مساعيها وانفتاحها على كل المكونات العراقية من أجل انجاح تجربة بناء دولة المؤسسات لأنها هؤلاء الناقيمين لا يريدون نجاح التجربة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات