تقليد سنوي اتبعته دائرة العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة وذلك بتكريم عدد من المبدعين العراقيين بجائزة اعتمدت للابداع حصرا وفي مجالات ادبية وفنية وفلسفية عديدة .. الجائزة وللدورة الثالثة منحت لعدد من المبدعين العراقيين المتميزين تم الاحتفاء بهم يوم الاثنين الموافق 29 كانون الاول 2014 وتعتبر جائزة الابداع هي الجائزة الثقافية الرسمية الاولى في العراق الجديد . الاحتفالية التي اقيمت في فندق فلسطين وحضرها وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود وعضو لجنة الثقافة والاعلام فائق الشيخ والسفير السوداني في بغداد .. وعدد من المسؤولين الحكوميين واللجنة التحكيمية والمكرمون واصدقاؤهم وراعي الاحتفالية مدير عام دائرة العلاقات الثقافية ومع اختصار الاحتفالية على جلسة بروتكولية تخللتها كلمات ومن ثم تكريم الفائزين بالجائزة الا انها كانت احتفالية متميزة من حيث الاعداد والتنظيم فقد فاز الدكتور عارف الساعدي بجائزة الشعر عن مجموعته جرة اسئلة ، وفاز جاسم عاصي بجائزة النقد الفني عن كتابه رؤى وتطبيقات في فن الفوتوغراف ، وحصل الدكتور علي عبود المحمداوي على جائزة الفلسفة عن دراسته الموسمية الاشكالية السياسية للحداثة من فلسفة الذات الى فلسفة التواصل . هذا وفاز الدكتور يوسف رشيد جبر بجائزة المسرح عن كتابه الانشاء المسرحي وعناصره ، فضلا عن فوز عقيل عبد السلام بجائزة الموسيقى عن (سمفونية بدر البدور) اضافة الى فوز مصطفى زاير بجائزة اخرى للموسيقى في مجال الاداء عن مؤلفه (محطات)وفازت الفنانة نادية فليح حسن في مجال الفن التشيكي الرسم عن لوحتها (جذوع خاوية ) وفاز عادل رشيد بجائزة النحت عن عمله ( امرأة واقفة) وتوج الاستاذ الدكتور عزيز المطلبي مبدعا في مجال الترجمة عن كتابه ( الترجمة بوصفها خطاباً) وفاز الممثل علاوي حسين بجائزة المسرح عن دوره في مسرحية احلام كارتون.. وتمكنت المبدعة الدكتورة اقبال نعيم من الفوز بجائزة الاخراج المسرحي عن عملها ( ايام الاسبوع الثمانية ) .. واخيراً فاز كل من محمد الكاظم واحمد ابراهيم السعد بجائزتي القصة والرواية .
تكريم العلم والفن والاد ب من خلال تكريم روادها والمبدعين في مجالها تقليد جميل تتبعه الدول والشعوب المتحضرة ويسهم مثل هذا التكريم في خلق فرص جيدة لأولئك الذين جندوا انفسهم ووقتهم وحياتهم للأبداع فاصبح من واجب المجتمع
والمؤسسات المتخصصة ان تحتفي بهم وتلتفت اليهم وتطلع الجمهور على نتاجهم حتى يشار اليهم ويأخذ ابداعهم مجالات اوسع من دوائر معارفهم والمحيطين بهم.
ويبدو ان دائرة العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة انتبهت الى هذه البديهية في وقت مبكر فعملت على تخصيص جائزة الابداع لكل من عمل في الادب والفن والعلم وابداع.. حيث اطلقت الدائرة دورة الجائزة الاولى عام 2009 وكذلك اطلقت الدورة الثانية عام 2010 وعملت على ان تكون تقليدا سنويا . الا ان الجائزة اخذت منحى اخر عندما اعتبرت جائزة للابداع العربي فخرجت عن محليتها الى محيطها العربي حيث اطلقت الجائزة الاولى عام 2013 ضمن الاحتفاء ببغداد عاصمة الثقافة العربية وبالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم .. ورغم ان الجائزة شملت الشعر والنقد الادبي والقصة والرواية والفلسفة والمسرح والسينما والموسيقى والترجمة ، الا انها اغفلت الابداع في مجال الاعلام وفنونه المختلفة التلفازية والاذاعية والصحفية .. فهناك جيش من المبدعين العاملين في مجال الاعلام يمكن اضافتهم كلون اخر من الابداع يعزز قائمة المبدعين ويضيف اليها نكهة جديدة لا تقل جمالا عن ما تقدمه الفنون الاخرى .
ان قيام المؤسسات الحكومية المعنية بالثقافة وما تمتلكه من امكانيات بشرية ومادية بالاحتفاء بالأبداع والمبدعين يعمل على تطوير حركة الابداع في العراق اضافة الى نقل الابداع العراقي الى خارج حدود الخارطة العراقية ، حيث تقوقع مؤخرا داخلها بسبب عوامل عديدة منها الظروف االامنية التي مرت بها البلاد واستمرت قرابة عقدين ونيف سوى تلك الفترة المظلمة ايام النظام الدكتاتوري والذي تم تجيير كل شئ لخدمة النظام وسيده فانحسر الابداع واصبحت العملية تقدم من قبل رموز النظام مقابل حفنة من الدولارات .. ومتى اصبح الابداع سلعة يباع ويشترى فانه لم يبق ابداعاً .. ويفقد خواصه بل يصير ” بصلا ” يباع في سوق الخضر يوضع في سلال المتسوقات في رحلة تنتهي فيه الى المطابخ بدل القاعات والصالات والمسارح وبطون الكتب والمجلات.