15 نوفمبر، 2024 10:07 ص
Search
Close this search box.

هل فعلاَ اصبح التعليم يثقل كاهل الحكومة لتصفه بغير المنتج …. !!؟

هل فعلاَ اصبح التعليم يثقل كاهل الحكومة لتصفه بغير المنتج …. !!؟

لا يختلف اثنان عن دور كبير يقوم به “المعلم سواء كان ذكرا ام انثى والمؤسسة التعليمة بشكل عام” في عملية التعلم وطلب العلم حيث ان فريضة طلب العلم هذه قد انيطت سابقا بالأنبياء والرسل والاولياء وذلك لأهميتها  وعلو شانها عند الباري عز وجل ومن ثم عامة الناس فالمعلم والمعلمة يعدان جيلا كاملا متسلحا بسلاح المعرفة والمعلومة الصحيحة والثبات على المبادئ والقيم السامية  وعلى العقيدة الحقة  ويمقتون الخرافات والشعوذة .ان جميع الاديان والكتب السماوية وكما هو معروف تدعو الى التعلم بل بعضها كان متشددا في  جعلها فريضة على كل مسلم ومسلمة وهذا دليلا اخر لأهميتها وعلو شانها بل ان البعض قد بالغ في وصف المدرسة – التعلم والمعلم  “عندما قال” قف للمعلم وفه التبجيلا- كاد المعلم ان يكون رسولا” وهذا دليلا اخر يحسب للمعلم والتعليم في ان واحد وهذا لم يأتي في طبيعة الحال من فراغ حاش ذلك بل كان نتيجة واقعا محسوسا وملموسا  لدورا كبيرا تقوم به  المدرسة والمعلم في عملية التعليم والحصول على المعرفة وقد كان للمعلم في العصر الاسلامي وما تلاه اهمية كبرى عند الناس فضلا عن الحاكم وحادثت “اسرى معركة بدر الذين اشترط عليهم” النبي محمد-ص- تعليم كل احد منهم 10مسلمين فيطلق سراحهم بعد تعليهم اياهم القراء والكتابة.

ان معظم الدول تعتبر التعليم من اولى او لوياتها وتنفق لا جله الاموال الطائلة وتضع له موازنة خاصة لأنها علمت ان التعليم يفتح جميع المغاليق ولا يقف امامة اي شيء  ومنها هذه الثورة التكنلوجية الكبرى التي بين ايدينا فقد  كانت بفضل التعليم.

الا اننا في العراق ومع شديد الاسف تتعرض مهنة التعليم بل وعلمية التعليم بحد ذاته اليوم الى انتكاسة كبيرة فحجم الامية في تزايد ناهيك عن نقصا كبيرا في عدد المدارس اذا ما علمنا ان هناك لاتزال مدارس طينية ونحن في عام 2015  او ان المدرسة الواحدة تكون بدوام ثلاث شفتات يعني الدوام الثلاثي والثنائي  يقابلها تخبط هنا وهناك في القرارات ان وضع التعليم لا يحسد علية فمهنة التعليم اليوم اصبحت مترهلة وبدات تفقد بريقها الاسباب والمسببات كثيرة وان كان لسنا بصددها وتقليب المواجع كما يعبرون الانة لابد من ان نشير الى واحدة من اهمها  الا وهو التقصير” متعمدا كان ام غير متعمد  وقصر النظر عند اصحاب القرار ومن هم يقع عليهم مسؤولية هذا الوضع المأساوي سواء كانوا برلمانيون ام حكوميون النتيجة هي ان التعليم في خطر!!.

ان قصر النظر هذا الذي يتمتع به اصحاب القرار ناتج عن جهلا بل جهلا مركبا وفكرا متسطحا الى ابعد الحدود عندما نعتها البعض من الساسة ووصفها اي “المدرسة  بغير المنتجة….؟؟؟ اي ان التعليم غير منتج بمعنى  ان المؤسسة التعليمة مشروعا استهلاكيا بات يثقل كاهل الدولة  فقد أغلقت معاهد المعلمين مؤخرا. !.فبرك اذ كان مستوى التفكير يصل الى هذا المستوى من الجهل والتسطيح فهل تعتقد من هؤلاء قيادة دولة تستطيع ان تفق على قدميها  هذا محال وانت تشاطرني الرأي مؤكدا  .؟

لقد بقيت المؤسسة التعليمية اسيرة افكار هؤلاء القوم والنتيجة اصبحت المدرسة  لاتعدوا سواء جدران متهالكة ومدارس احدثها بني في الثمانينات والتسعينيات من القرن المنصرم هذة المدرسة تعرضت لغزو كبير ا جدا لأيمكن ان تنفض غبارها الا بتعاضد الجميع والتفكير مليا في اهمية التعليم والمدرسة في صنع المستقبل وصناعة الحياة.

 اننا في الوقت الذي نحمل به الحكومات” والبرلمانات السابقة واللاحقة مسؤولية وتبعات  ما جرى وسيجرى في المستقبل  على المؤسسة التعليمية  ندعوهم ان يتداركوا الامر مجددا والعودة بالاهتمام بالمدرسة كمؤسسة منتجة وان لا يكون تفكيرهم قاصرا ومتدنيا الى حد وصف المؤسسة التعليمة بالا استهلاكية غير المنتجة وهذا الامر يتعارض بطيعة الحال  مع المبادئ والقيم السامية  لديننا الحنيف أولا والدستور الذي كفل حق التعليم ومن ثم لمبادئ لحقوق الانسان بوصفة قيمة عليا وراس المال والمادة الخامة التي تحتاجه جميع صناعات العالم بأجمعها وعلى القائمون على راس السلطة اليوم والذين كان اغلبهم  في دول العالم المتحضر” والتي مر بها ما يمر بنا اليوم. ان يترجموا لنا خبراتهم وينقلوا لنا ما هو نافع من تجارب تلكم الدول المتحضرة اذا ما علمنا ان معظمهم كان  في تلكم الدول فما الضر من نقل هذه المعلومات لتطبق على مؤسساتنا ام ان أيدن خفية تمنع ذلك.

وان كنت اميل الى الرأي الثاني والا ماذا تفسر تعثرهم ونحن ندخل العام (14)بعد سقوط الصنم وانفتاحنا على العالم بأسرة ويمكن القول ان وضع اللوم على السياسية العراقية بأجمعها وتحملها مسؤولية الاخفاق في ملف المؤسسة التعليمة والتي اخرها عدة قرارات منها الغاء امتحانات نصف السنة وقد يلغى الامتحان الوزاري بحجج واهية دليل على ان هم لم يبشرونا بما هو خير..

ان وضع اللوم على الحكومة لا يعطينا الحق في ان نترك مؤسستنا التعليمية  تذهب الى المجهول ونحن نبقى مكتوفي الايدي علينا ان نتحمل كل من موقعة  مسؤوليته الاخلاقية والمهنية  في تعضيد دور المعلم والمدرسة و تدارك الامر وان كان المعلم هو من يقع علية العبء الاكبر  في تصحيح ما افسده اصحاب الفكر المتسطح وذلك اضعف الايمان فالمعلم الذي يحتاج الكثير من العناية والاهتمام به ووضع القوانين التي تقف معه لا بالضد منة” كما هو في الغاء سلم رواتبه الذي اقر سابقا وتراجعت الحكومة عن تنفيذه مؤخرا. واصدار تعليمات تحمي المعلم لا تكون بالضد منة  ان المعلم اليوم بين المطرقة والسندان بين ان يترك هذه المهنة الشريفة الانسانية ويبحث عن عملا يسد به رمق عيشة ليوفر له عيشا كريما وبين مسؤولية  تحملها  وهي ثقيلة جدا وضريبتها ان يعيش المعلم والمدرسة حبيسان اناسا لا يفقهون  من شيء سواء الظاهر امامهم وبفكر قاصر ومتدنى الى ابعد الحدود…

اننا في الوقت ذاته جميعنا ندعو المعلم ان يكون فاعلا ويأخذ دورة ولاينسى انه الاساس فاذا كانت السياسات الخاطئة سببا في ما وصل الحال الية فالمعلم مطالبا اليوم اكثر من ذي قبل بجهودا استثنائية اكبر مما ذي قبل  فاذا كانت الحكومة اليوم منشغلة في ملفا كبيرا قد نتفق جميعا انه مهم جدا وهو محاربة الارهاب والتطرف ويعني ذلك هو ليس بعيدا عن موضوعة التعليم فاذا كانت الحكومة اليوم تقاتل الارهاب بالسلاح المتطور فالمدرسة سلاحها اكثر تطورا من السلاح هذا الذي نسمعه  لأنك عندما تترك الاطفال وتغلق المدرسة لأسامح الله  ابوابها يعني ذلك ان المجتمع وهولاء الطلاب والشباب والاطفال سوف يكونون صيدا سهلا وسوف يتعرضون لغسيل الدماغ ويتوجهون كالدمى تحركهم الايدي الخبيثة كيفما تشاء ومتى ما تشاء واذا كان هم بحال اخر ولم يتعرضوا لفتك هؤلاء الظلاميون الارهابيون وخفافيش الظلام فهم سوف يكونون  فريسة اخرى لمجرمين ولا يقلون خطورة وفتك عن الارهابين  الا وهو” المخدرات وجرائم القتل و….وان سبب ذلك هو غياب المدرسة كمؤسسة منتجة ومصلحة  وعدم الانتفاع بها فتصور عندما يترك الطالب مدرسته تأكد ان سوف يكون بخيارين لا ثالث لهما على الاقل اليوم هو اما الذهاب مع الفئات المنحرفة لتعاطي المخدرات وصديق السوء هذا اذا كان ذو حظ سعيد او يكون ذو حظ سيء ويقع بيد  الارهابيون الجهلاء الذين يستغلون جهلهم  ويوجهون الى طريق مجهول

او الذهاب الاطفال لممارسة الاعمال الشاقة التي سوف تترك اثرها في نفسية الطفل ويعيش حياته وشعورا بالنقص لايفارقة مدى حياته

لكن بالرغم من هذه التحديات وللتاريخ فان العديد من المدارس لازالت تعمل وبكل ما اوتيت بقوة رغم قلة الامكانيات وحجم هذه التحديات فأنها تعمل بوتيرة اكبر من ذي قبل ونتائج طيبة تخرجها المدارس وشباب متحمس اليوم يواصل دراسته ولن تؤثر عليهم تلكم الافكار المنحرفة والخزعبلات التي يطلقها الظلاميون من الارهابيون المتطرفون الذي يعتاشون على الجهلاء ويغسلون ادمغتهم بأفكار ما نزل الله بها من سلطان وان محاربتهم في السلاح هي ليست كافية بل بالقضاء على الجهل والامية والتخلف لأنها البيئة المناسبة التي يتكاثر بها هذا النوع من البكتريا النتنة…. 

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات