23 ديسمبر، 2024 7:37 م

الوفاء للوطن عند ساسة العراق‎

الوفاء للوطن عند ساسة العراق‎

لا يختلف اثنان على أن المنصب السيادي الذي يناله الانسان يكون عبئا ومسؤولية تستوجب معها واجبات (برتوكولية) وهي معروفة في العرف السياسي والدبلوامسي.
ولا احسب ان الفرد ينساق وراء أهواءه الخاصة عندما يكون هناك صراع بين قناعة الفرد وميوله وبين سمعة الوطن ومصلحة البلاد، فأكيدا وواجبا على الفرد ان يقدم مصلحة بلده وسمعته على اي شيء كونه لا يمثل نفسه في هذا الموقع، بل يمثل البلاد وشعبه، فعليه توخي الحذر والدقة في تصرفاته، لانه سوف تكون لهذه التصرفات عواقب وانعكاسات على المدى البعيد والقريب.
من الشواهد على هذا الامر حضور الوفد العراقي مراسيم تشييع ودفن ملك آل سعود (عبد الله) ، والاشكال هنا يتوزع على 3 نقاط ، وهي كالتالي:
1) العراق ومنذ 12 عاما ؛ وبأعتراف السلطات ؛ يعاني من تدفق الارهابيين من السعودية والفتاوئ التي تصدر من رجال الدين السعوديين التابعين للحكومة كلها تحرض على قتال (الشيعة) واحلت الدماء والاعراض ، فهل من الحكمة حضور تشييع ودفن شخص دولته تحل دماء ابناء الوطن.
2) ولنسلم جدلا ان الحضور كان واجبا ، للدواعي الدبلوماسية ولاهمية الامر ولمصلحة العراق العليا، هل يكون الحضور بالسلطتين (التشريعية والتنفيذية) ، وانطلاقا من سياسة المقابلة بالمثل، لا اذكر ان حكومة آل سعود (احترمت) العراق وحضرت بسلطتيها التشريعية والتنفيذية.
3) الا يستحق شهداء العراق ، سواء شهداء القوات المسلحة او شهداء العمليات الارهابية من المدنيين بعض الوفاء، الا يستحق الشهداء بعض التقدير، وهنا اؤكد على كلمة (بعض) ، لانهم- اي الشهداء – لم تنصفهم الحكومات المتعاقبة، ومن منطلق قانوني ، فأن الحكومة مسؤولة بشكل مباشر على سلامة حياة ابناء الوطن، وعندما يكون هناك خرق امني يذهب ضحيته ابناء الشعب من مدني وعسكري، فأن هذا يؤشر الى ضرورة تحمل المسؤولية، وهذا ما نشهده في البلدان الاخرى، حيث وعلى سبيل المثال ، سقطت طائرة فرنسية مدنية تابعة لاحدى شركات الطيران قبل اكثر من عشر سنوات ، ونتيجة سوء الاحوال الجوية، هذا الامر ادى الى ان مدير سلطة الطيران المدني الى تقديم استقالته احتراما للضحايا، او قبل سنوات من سقوط الطائرة الاندونسية وما تبعه من دفع الشركة تعاويض لذوي الضحايا واستقالة عددا من المسؤولين في تلك الدولة، اقول الا يستحق شهدائنا الوفاء والتقدير، ولكن تأبئ العمالة والتشبث بالمنصب الا ان توجه الاهانة الى الشعب العراقي بشكل عام وللشهداء بشكل خاص، اي ان الذي يبيح قتل العراقيين ويصدر الارهابيين ليفتكوا بأبناء الشعب العراقي ، هو يستحق التقدير والاحترام .
ذكرت الاخبار في مختلف وسائل الاعلام ان الوفد العراقي كان يتقدمه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم يرافقه كل من نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائبه آرام شيخ محمد ونائب رئيس الوزراء بهاء الأعرجي ووزير الداخلية محمد الغبان وعدد من أعضاء مجلس النواب.
والمثير للاستغراب ان بعض اعضاء الوفد ظهر لاكثر من مرة ومن على شاشات التلفاز يدين ويهجم بشكل مباشر على حكومة آل سعود، واذا به على رأس الوفد المتوجه الى من يذبح ابناء العراق.
ولا املك اي تفسير لهذا التناقض ، سوء انه نفاق وتملق في سبيل المحافظة على الكرسي والمنصب الذي وصل اليه بدماء ابناء العراق كافة.