23 ديسمبر، 2024 10:51 م

علي ألآديب في لقاء البغدادية على نفسها جنت براقش

علي ألآديب في لقاء البغدادية على نفسها جنت براقش

كان علي ألآديب في لقاء البغدادية حقلا خصبا لدارسي علم أشارات الجسد , كان الرجل مأزوما مهزوما قبل أن يتحدث , وكان حديثه أستجوابا لم يعرف تبعاته , ولو كان علي ألآديب ذا فراسة لما ظهر في لقاء هو أحد المتهمين فيه لآن  أسئلة مقدم البرنامج كانت على طريقة ” أياك أعني وأسمعي ياجارة “

لم يكن علي ألآديب يمتلك تاريخا دعوتيا يفتخر به , فهو المنسحب عن تنظيم حزب الدعوة ألآسلامية عام 1969 , وهو الذي قال لجلاوزة ألآمن الصدامي عندما أستجوبوه في بداية السبعينات : أنا تارك الحزب فلماذا تستجوبوني ولا تستجوبوا من لازالوا في العمل الحزبي , وهي وشاية وتحريض بأعضاء حزب الدعوة ألآسلامية  لايقدم عليها ألآ  من هانت عليه نفسه وتمكن الجبن والخوف منه فلم تعد عنده أرادة العهد والوفاء لله وللمؤمنين الذين لم يكونوا في تلك ألآيام من ستينات القرن الماضي سوى جنود مجهولين يعملون بالمعروف وينهون عن المنكر بتواضع وصدق جعلهم محبوبين لمن عرفهم , وجعلهم شوكة في عيون المخابرات ألآمريكية والبريطانية يوم شاهدوا مواكب الجامعات العراقية تنتظم في كراديس أحياء مراسم ثورة ألآمام الحسين بما يليق بها حيث حمل طلاب وأساتذة الجامعات العراقية أغصان الزيتون ورددوا قصيدة المرحوم الدكتور داود العطار التي تقول :-

ياشهيدا أين منك الشهدا .. مانرى شخصك ألآ أوحدا

أحمد منا ومنا حيدر .. وحسين وهو نبراس الهدى 

كانت مواكب الجامعات العراقية التي شاركت في مراسم أحياء ثورة ألآمام الحسين “ع” تهدف الى أبراز الوجه الحقيقي للموكب الحسيني الحضاري الذي يقول للشعب العراقي المحب للحسين : هكذا تقام مراسم تخليد ثورة الآمام الحسين :”ع ” بالنظام وألآنتظام وبالوسائل المحببة الجاذبة للمشاعر والملفتة لآنظار المتفرجين والمراقبين من الداخل والخارج , حيث لا لطم ولا سلاسل زنجيل ولا سيوف وقامات , ولا دماء لامبرر لها , في مشهد تاريخي كان دم الحسين وشهداء الطف وغاضرية كربلاء يسجل أنتصارا للحق ضد الباطل بحيث لم يعد محتاجا لدماء لاتمتلك خصوصية لحظة الشهادة في صدقها وتحديها وفي أخلاص وجرأة أصحابها الذين لم يقبلوا أن يتخذوا الليل جملا ويتركوا الحسين يواجه قدره وحيدا ؟

وقادة مواكب الجامعات العراقية في ذكرى تجديد العهد لرسول الله “ص” ولآهل بيته ألآطهار “ع” معروفون في سجل الدعوة ألآسلامية وفي ذاكرة الدعاة ولم يكن علي ألآديب منهم .

وعلي ألآديب الذي أنتقل الى ألآمارات تاركا الدعاة في معاناتهم مع جلاوزة عصابة سلطة لم تصدق كيف وصلت للسلطة عام 1963 حتى أنتفض عليهم شريكهم عبد السلام محمد عارف , فصرح علي صالح السعدي نائب رئيس وزراء العصابة قائلا : لقد جئنا على قطار أمريكي ؟ ونفس القطار جاء بهم عام 1968 لآن المخابرات الغربية عرفت من خلال مواكب الجامعات العراقية أن حزب الدعوة ألآسلامية هو القادم لحكم العراق فأسرعوا لجمع عملائهم وتسهيل وصولهم الى السلطة حيث كان المرحوم  عبد الرحمن محمد عارف الذي أصبح رئيسا للجمهورية بعد وفاة أخيه وهو ضابط أداري لاعلاقة له بالسياسة وفن الحكم مما سهل أزاحته وتسلم الحكم من هم أتباع حلف السنتو وحلف بغداد بثوب جديد وعناوين جديدة ولكن المحتوى والمضمون واحد تفكيك وتفتيت منطقة الشرق ألآوسط ومنها العراق .

عاد علي ألآديب في بداية الثمانينات من ألآمارات الى أيران ولم يكن يعرف شيئا عن مستجدات تنظيم حزب الدعوة ألآسلامية الذي أضطرت كوادره للمهاجرة خارج العراق نتيجة التصفيات الدموية التي شنتها عصابة صدام , وكانت محطة أعدام الشهداء الخمسة عام 1974 وفي مقدمتهم الشيخ المجاهد عارف البصري من المحطات التي كشفت عدوانية وهمجية عصابة صدام , فأصبحت الهجرة أضطرارا أمرا مشروعا ” ومن يهاجر في سبيل الله يجد في ألآرض مراغما وسعة ..”

ولآن علي ألآديب يجيد اللغة الفارسية لتبعيته ألآيرانية وهذا ليس عيبا , ولكن العيب أن يكون الرجل أنتهازيا , فعلي ألآديب أنتهز أجادته للغة الفارسية فأصبح مقربا من بعض رجال السلطة في أيران لاسيما الجهات التي تتعامل مع ألاحزاب غير ألآيرانية , ومن خلال هذه العلاقة ونتيجة وجود عناصر في قيادة عمل حزب الدعوة فرضتها ضرورات الهجرة وهذه العناصر لاتمتلك خبرة تنظيمية كافية ولا تمتلك قدرات قيادية لذلك أصبح الدخول الى عضوية مؤتمرات الحزب وقيادته سهلا تتحكم فيه العلاقات الشخصية  ومن هنا دبت عدم الجدارة وعدم الكفاءة عند من أنيطت بهم مسؤوليات ليسوا جديرين بها ومنهم علي ألآديب وحسن شبر وحليم الزهيري ووليد الحلي الفاشل في أنتخابات 2014  وعلي جبر حسون ” أبو أحمد البصري ” الذي جلب أسوأ سمعة للدعوة مما جعله لم يترشح في أنتخابات عام 2014  وعلي العلاق المكروه عند أهالي مدينة المسيب ,وحسن السنيد الذي لم يكن له حضورا يذكر في العمل والجهاد الدعوتي سوى أنه كان شاعرا أستحق ذم الشعراء في القرأن الكريم  وصلاح عبد الرزاق الذي عرف بسوء أدارته لمحافظة بغداد ولم يكن معروفا بنشاط دعوتي ,  وخضير الخزاعي وعبد الكريم العنزي  الذين أنشقا عن حزب الدعوة في التسعينات ومعهم هاشم الموسوي ” أبو عقيل البصري ” الذي أصبح أمينا عاما لما يسمى بتنظيم العراق وهو عمل تقف ورائه أجهزة المخابرات ألآيرانية .

كان علي ألآديب مكروها عند الدعاة , وكان يعوض هذه الكراهية بسعيه الحثيث للبقاء بكل السبل في القيادة التي أصبحت تعاني من الضعف والترهل لاسيما بعد أعتزال كوادر قيادية نتيجة كثرة ألآخطاء , ففي أيران كان علي ألآديب مستفيدا من بعض المسؤولين ألآيرانيين من خلال فرض نفسه على الدعوة من خلال ترجمته الفارسية للقاءات التي كانت تتم بين حزب الدعوة وبعض المسؤولين ألآيرانيين .

وعندما دخلوا الى العراق تحت ألآحتلال ألآمريكي أستغل ابراهيم الجعفري موقعه كناطق رسمي لحزب الدعوة فبنى علاقات من المسؤولين ألآمريكيين ولذلك حصل على عضوية مجلس الحكم وأدخل معه مرافقه عدنان ألآسدي الذي لم يكن يمثل شيئا في تاريخه الدعوتي سوى أنه عضو بسيط ومؤهلاته متواضعه فهو مضمد , وفي مجلس الحكم أعرض الجعفري عن الحزب قيادة ودعاة , وعندما أنعقد المؤتمر الوطني العام , سعى علي ألاديب ومعه نوري المالكي للاستئثار بتمثيل حزب الدعوة بأنفسهم فقط وبذلا جهدا في سبيل عدم مشاركة قيادت دعوتية كانت حاضرة في المؤتمر , وهكذا ضمن كل من علي ألآديب المعروف بنرجسيته وعدم حبه للآخرين  ونوري المالكي المعروف بمحدوديته وعدم سعة صدره , ضمنا تفردهم بمكاتب الحزب في المحافظات دون وجود قدرة فعلية لديهم لتسيير أمور التنظيم , ولذلك عندما أصبحوا أعضاءا في البرلمان ثم أصبح نوري المالكي رئيسا لمجلس الوزراء وأصبح علي ألآديب وزيرا للتعليم العالي تركت مكاتب الحزب تعمل على هوى ورغبات من هم ليسوا أهلا للمسؤولية بل من هم دون المستوى ألآخلاقي فعم الفساد وظهر التناطح , وأصبح علي ألآديب المتخم بالغرور والكبرياء يرى نفسه أفهم وأقدر من المالكي وكان بعض الدعاة قد شخصوا هذا التنافر والتناحر المخفي بين علي ألآديب والمالكي , وعلي ألآديب لم يكن أقل خطاءا من المالكي , فأدارته لوزارة التعليم العالي كشفت غطرسته وكبريائه الذي لاينتمي لسلوك الدعاة , وطريقة حصوله على الماجستير وعمره يقترب من السايعة والستين وهي مخالفة لقوانين الدراسة ألآكاديمية مثل ماهي مخالفة لنظام خدمة النواب في مجلس النواب , أذ كيف يتسنى لنائب أدى يمين القسم لخدمة الشعب وهو يقوم بترك الخدمة ويسعى للحصول على درجة الماجستير ليس حبا بالعلم وأنما حبا بالمظاهر وكسب المناصب بدون أستحقاق , وأذى أدعى علي ألآديب أنه لم يترك الحضور لجلسات مجلس النواب فكيف تسنى له أكمل السنة التحضيرية الملزمة لحضور طالب الدراسات العليا , وعلى هذا فعلي ألآديب ملزم بألآعتراف بأحد الخطأين , ومن مجموع ما مر معنا حول علي ألآديب وهو غيض من فيض , فهو ليس مؤهلا أن ينتقد المالكي لآنه شريك له وهو وزير في حكومة الملكي وكما يحلو له تسمية نفسه بالقيادي في حزب الدعوة , وفي كلا الحالتين أين كانت مواقف علي ألآديب من تفرد نوري المالكي بالسلطة وبألآمتيازات والتي كان يعرفها القاصي والداني وحدث بها القريب والبعيد ألآ علي ألآديب الذي ظل صامتا وساكتا كصمت التماثيل ومن هم كالخشب المسندة , وعليه كان لقاء علي ألآديب مع البغدادية يستحق المثل ” على نفسها جنت براقش “