23 ديسمبر، 2024 10:49 ص

أسرار الانتاج المحلي بين المشاكل والحلول (١-٤) أسرار الانتاج المحلي بين المشاكل والحلول (١-٤)

أسرار الانتاج المحلي بين المشاكل والحلول (١-٤) أسرار الانتاج المحلي بين المشاكل والحلول (١-٤)

1- احاديث إعلامية ومواقف مسؤولة
بعد سنوات من الاهمال والتجاهل والجفاء الذي كاد ان يصل لحد العداء ، وجد الصناعيون والفلاحون وبقية العاملين في قطاعات الاقتصاد المحلي انفسهم فجأة امام سيل من التصريحات والدعوات لدعم المنتجات المحلية من السلع والخدمات في ظل انخفاض اسعار النفط والضائقة المالية التي تمر بها خزينة الدولة ، ومرت الأيام واكتشف الجميع ان هذه التصريحات دعائية وإنشائية وتخديرية ولا يوجد اي دعم حقيقي للمنتج المحلي ولم تتضمن الموازنة اي دعم للمبادرة الصناعية او للسياحة او للخدمات او للزراعة باستثناء مبالغ بسيطة للحبوب ، وبدلا من دعم الانتاج المحلي بدأت المطارق تهوي على الرؤوس وكان أولها وكما يدور في أوساط الصناعيين زيادة اسعار الوقود للإنتاج المحلي من صناعة وزراعة وغيرها من 400 دينار الى 750 دينار بزيادة تصل الى 100% كما هو المعتاد من المسؤول المنافق الذي اذا خاصم فجر وإذا أؤتمن خان ، والقادم اكثر سوءا ، فكلما كثر حديث السياسيين عن دعم الدولة وضع المنتجون أيديهم على قلوبهم خوفا وهلعا .

وتحرك المسؤولون في اتحاد الصناعات والجمعيات الفلاحية ونقابات العمال في تلاحم فريد نابع من الشعور بالخطر الذي يهدد ما هو متبقي من قطاعات الانتاج المحلي ، تحرك الجميع نحو مكاتب المسؤولين في الدولة ومجلس النواب مطالبين بوضع التصريحات الإعلامية موضع التنفيذ ، ولكن كانت النتائج محبطة وبقت التصريحات كلام في الهواء. وترافق ذلك مع عدة مظاهرات قام بها منتسبو القطاع الانتاجي الحكومي ( الشركات الصناعية) للمطالبة بصرف رواتبهم وتوقف شركات اخرى وتخفيض رواتب العاملين وتقليص أعدادهم ، بل وقام عدد من الصناعيين بتصفية ما تبقى لهم والخروج الى بلدان اخرى بعد ان أيقنوا بان المستقبل للاستيراد وان الصناعة العراقية قد ولت الى غير رجعة ، وترك الكثير من الفلاحين بقايا بساتين النخيل من دون رعاية بعد ان أيقنوا بان التمور لن تجد دعما وأنها ستذهب نحو التلف او العلف ولن تسد حتى جزء بسيط من تكاليف الانتاج ولحقهم في هذا الاتجاه عدد من المزارعين لمنتجات اخرى ، والأدهى من كل ذلك ان عدد من الأطباء الماهرين قد تَرَكُوا البلد او توقفوا عن العمل بعد ان اصبح الوضع معقدا وكل شي ينذر بالخطر ولحق بالأطباء عدد من منتجي الخدمات الاخرى وحتى سواق التاكسيات أصبحوا يبحثون عن اعمال اخرى او التعيين في دوائر الدولة بعد ان اصاب الكساد السوق العراقي .

وبعد ان شعر الجميع باليأس والإحباط وتيقنوا انهم وعموم قطاعات الانتاج المحلي ضحايا الخدعة الإعلامية الكبرى والتضليل المستمر ، بعد كل ذلك اليأس جاء يوم الجمعة الماضي ليحمل للجميع الخبر السار الذي اشاع الأمل في قلوب العراقيين الذين يأكلون قوتهم من عرق الجبين في الصناعة والزراعة والسياحة والخدمات ، جاء هذا الأمل على لسان سماحة السيد احمد الصافي ممثل المرجعية الدينية العليا بدعوة واضحة وصريحة لدعم الانتاج المحلي وتنشيط الزراعة والصناعة وقطاعات الانتاج ألمحلية , ولكن السؤال المهم ، ما هو مقدار استجابة المسؤولين لدعوة المرجعية ؟ وما هو موقف المرجعية اذا استمرت الحكومة بتجاهل الانتاج المحلي ولم تقدم له أية حلول واقعية واكتفت بالأقوال من دون فعل ؟
وبانتظار ان ينجلي الموقف وتتضح النتائج ، سوف نتناول أسباب تدهور قطاعات الانتاج المحلي والحلول المطلوبة ،