الكيفيّة , لا الحرّيّة هي من يمارسها القطّاع الشبابي الأعرض في عراق ما بعد الاحتلال , وحكومتنا هذه أو الّتي قبلها أو سابقاتها قراراتها الّتي تخصّ عامّة الشعب لا وجود لها , والقرارات الحكوميّة الداخليّة أو الأمنيّة من الصعوبة بمكان تأخذ طريقها للتطبيق عدا قرارات الإيداع في المعتقلات تأخذ طريقها على الشعب فقط وما سمعنا يوماً مسؤولاً حوكم أو أحيل إلى المعتقل رغم أنّ أغلب تهمهم ينطبق عليها 4 إرهاب , وقد ابتسمت بسرّي وأنا أتداول بذهني قرار وزارة الداخليّة بمنع الاطلاقات الناريّة إن فاز العراق على كوريا بالطبع فأقلّبه بشريط طويل من مجريات ما يحدث في العراق منذ أحد عشر عاماً فلم أجد قراراً واحداً أخذ طريقه لخدمة الشباب أوعموم الشعب فقط تلك الّتي تحدّ من حرّيّة المواطن أو تحاربه في رزقه أو تجعله مهاجراً في أرض الله الواسعة وهي غالباً قرارات أمنيّة للمحافظة على وجود هذا النوع من الحكومات وغالباً ما تنفّذ في غفلة من الناس ولعلّ تبديل علم العراق لأكثر من مرّة وقرار تقطيع أوصال بغداد والمدن بالجدران الكونكريتيّة وحصر التعيينات بالأجهزة الأمنيّة والجيش والزيادات المستمرّة لرواتب المسؤولين والبرلمانيين وتنفيذ أيّ قرار يتعلّق بصرف الأموال هي فقط من نجدها تأخذ طريقها في سرعة التنفيذ , على الأقلّ في السابق كانت “قرارات مجلس قيادة الثورة” مثلاً لم تترك زاوية واحدة في حياة المواطن إلاّ ودخلتها بغضّ النظر عن ما ارتكبته أولئك من جرائم , لقد كانت القرارات تمسّ عمليّة الانتقال بالمجتمع نحو الأفضل والأمثلة كثيرة رغم تعرّض البلد حينها لضغوطات خارجيّة وفتن داخليّة لأجل هدم أيّ منجز وإفحاط المواطن وصلت لشنّ الحروب استغلالاً لارتباك الدولة وتخبّط طال أجزاء منها عدا الحصار القاسي على الشعب لا القيادة ليتكرّر ثانيةً بعد أن ظننّا قد انتقلنا لعهد الديمقراطيّة والانفتاح على العالم وهذه المرّة بحجّة مكافحة الإرهاب حوصرنا من الشمال ومن الشرق وبجدار عازل غرب العراق وجبهته الشرقيّة مشتعلة! , والداخل من سيّء إلى أسوأ للخدمات وغيرها طالت مؤسّسات عريقة كمؤسّسة نقل الركّاب والّتي كان المواطن يضبط ساعته على انتظامها باتت اليوم يُرثى لها فلا تركب واسطة نقل حكوميّة من أعرق مؤسّسات النقل على مستوى الشرق قاطبةً بل كأنّك تركب باصات في مناطق نائية ينادي سائقها لجمع الركّاب بدل انتظامها بأوقات محدّدة ! , فما يعني شباب اليوم الّذي لا يجد في بلده سوى يباس وقحط بكافّة المستويات في قرار حكومي يمنعه من اطلاقا العيارات الناريّة الّتي يجد في مناسبات كهذه تنفيس عن كوابت لا تعدّ فقبل بدء مباراة العراق وكوريا سمعنا إطلاقات ناريّة كثيفة! وكأنّنا في بلد بلا حكومة فما بالك لو فاز العراق!؟ فبعد الّذي حصل من أعداد القتلى والجرحى خصوصاً الأطفال جرّاء فوز لا أعتقد سنستحقّه لو عرضت آثاره السلبيّة هذه على القانون , لا أعتقد السماء ستستجيب لقوم لا يبالون لشروط المواطنة ففوز كوريا على فريقنا وبهدفين ما هو إلاّ قطع لفرصة تعادل كأنّه عقاب من السماء .. فريقنا الكرويّ كان فريقاً يستحقّ الفوز فعلاً وبطولة آسيا أيضاً , فأداءه تميّز تماماً ويبشّر بخير قادم وكلّ ما نتمنّاه أن نعي أنّ الفوز مشاعر حضاريّة , فالفريق الألماني لا تنقصه بنادق وفاز عدّة مرّات بكأس العالم ولم تطلق خلالها طيلة عقود إطلاقة رصاص واحدة ونحن أنفقنا على فوز واحد ما قارب المائة مليون دولار ومن خزينة خاوية “إذا ما حسبنا سعر استيراد إطلاقة رصاص واحدة من إيران دولار وخمس سنتات” بعد أن كان يصنّعها العراق قبل الاحتلال بعشرة سنتات فقط !.