تأريخ النضال الوطني لشعوب المعمورة بشقيه: المعارض والمقاوم لم يسجل عبر مسيرته الطويلة- وبرغم اختلاف وتفاوت أساليب وعادات وقيم تلك الشعوب، وتشعب جغرافية وطوبوغرافية بلدانها، وتعدد قوميات وديانات واثنيات وطوائف ومذاهب مكوناتها، وتنوع سيسيولوجيات وايدجيولوجيات أحزابها وحركاتها- أؤكد لم يسجل هذا التأريخ ان فئة صغيرة أو كبيرة حملت لواء مقاومة ما، أو تبنت مسؤولية معارضة بعينها ثم لجأت الى ممارسات مشبوهة وأساليب رخيصة تنفيذا لمخططات نفعية مصلحية واملاءات مستوردة، بحيث طالت تلك الممارسات أوطانها وبناها التحتية، واستهدفت أبناء
شعوبها وسواء كانت تلك المعارضة سلمية تنويرية بناءة أو مسلحة تحريضية مناوئة، وسواء كانت تلك المقاومة سياسية لا عنفية، أو ثورية هجومية. لم نشهد ولم نسمع ولم نقرأ أنها طالت محطات وشبكات الكهرباء والخدمات في بلدانها، أو أحرقت مصافي النفط وآباره وخطوط نقله. أو دمرت متاحفها ومكتباتها ودوائرها ومستشفياتها وكلياتها ومدارسها، أو خربت بساتينها ومزارعها وجسورها وقناطرها وعقد اتصالاتها وخطوط مواصلاتها أو قطعت طرق قوافل التجارة ونهبت وأحرقت شاحنات الأغذية. أو اهانت حرمة مساجدها وكنائسها وحسينياتها وكل دور العبادة أو هتكت قدسية
الأضرحة والمزارات المكرمة أو قامت باغتيال وتصفية رموزها الدينية والوطنية وكفاءاتها العلمية والأدبية والفنية وطاقاتها الهندسية والطبية وخبراتها الانتاجية. ولم نر أو نسمع أو نقرأ انها استهدفت أبناء شعبها وجيشها وشرطتها الوطنية واختارت الأسواق ومساطر العمال ومرائب النقل ومجمعات بيع الخضار وكل تجمعات الناس جاعلة منها أهداف منتخبة منتهزة مواسم الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية وأوقات التسوق وفترات عمل العمال ودراسة الطلاب أو قامت باختطاف موظفي الوزارات والمصانع أو نصبت قناصين لاستهداف الآمنين أو هجرت الناس
من مساكنهم أو.. أو..
نعم لم ولن نشاهد أو نعرف- والى قيام الساعة- معارضة أو مقاومة صممت على ذبح شعبها وتدمير وطنها كما حصل ويحصل من دعاة “مقاومة آخر زمن” كفرا وزورا وظلما وعدوانا. علما بان بعض الثورات الوطنية اشتعلت عقودا وعقودا وبعض الانتفاضات الشعبية استمرت سنينا وشهورا. وعلى امتداد نضال ومعارضة الحركات والأحزاب السياسية قرونا وقرونا.. وتأتي المعارضة والمقاومة العربية في طليعتها وتتربع المقاومة العراقية الوطنية الصادقة على عرشها والشواهد أجلّ من ان تعد وتحصى .ان الأرض والسماء لفظت ادعياء مقاومة العهد الجديد الى مزابل التأريخ. فليختفوا خلف ما
شاءوا من العناوين واليافطات، وليبدلوا ما يحلو لهم من الأسماء. وليرموا بجرائمهم على من شاءوا، وليلبسوا ما ابتدعوه من لبوس. فلا يصح الا الصحيح.