منذ أن كنت طفلاً، إستمعت إلى قصة قصها علي والدي، حيث قال والدي لي، سوف أقص عليك قصة” الواوي، والأسد” فقد كان هناك أسد الغابة، هو الذي يتحكم بشؤونها، وقائدها، والكل يطيع وينفذ أمره على أتم وجه، إلا من بين هذه الحيوانات” الواوي”؛ وكل مره يكبحه، ويوبخه على أفعاله المشينة..
من بين معظم الحيوانات، كان الواوي يمتلك دهاءً كبير، وعندما يفعل أمراً ما يذهب ويختبئ بين قطيع أقرانه، وفصيلته؛ وبهذا الأمر يسلم من العقوبة، أو التوبيخ، وفي نفس الوقت يصعب على الأسد معرفته، كون هذه الفصيلة من الحيوانات المتشابهة، ولا يمكن للإنسان العاقل معرفتها، فكيف بالحيوانات التي لا تقاس بالإنسان..
ذات يوم قرر ملك الغابة الأسد، أن يضع علامة في جسد الواوي، حتى يميز بين قطيع” الواوية”، ويسهل عليه معرفته من أجل معاقبته إذ كرر الأخطاء مرة أخرى، فامسك الأسد بالواوي الخبيث، وقطع ذيله، وأصبح الواوي أبتر( أي الأبتر مقطوع ذيله)؛ وهذا الأمر لم يحتمله الواوي الذي إعتاد على المشاكسة..
لم يروق هذا الأمر إلى الواوي، وصار يفكر كيف يتخلص من هذا الأمر، الذي جعل كل أفعاله مكشوفة أمام الجميع؛ حيث أستخدم دهائه، وجمع القطيع من ابناء فصيلته، وقال لهم لدية لعبه، إن الجميع يربطون ذيولهم في الأشجار، حيث قام بجلب عليهم قطيع من الكلاب، وهرب جميع المربوطين، وقطعت ذيولهم..
فعندما أراد الأسد أن يعاقب الواوي على أمراً ما، فهرب الواوي بين قطيع فصيلته، وبذلك صعب على الأسد معرفته فقال( ضاع أبتر بين البتران) هذا الدهاء الذي كان يمتلكه ذلك الحوان الخبيث؛ نجدة اليوم بين بني البشر، وتحديداً بين الساسة الذين قادوا الشعوب إلى منزلقات خطيرة، وجعلوها ترزح تحت الحروب..
ولا سيما وأن العراق صاحب التجربة الديمقراطية الأولى في المنطقة، وشباك ديمقراطيته جمعت كثير من اولئك، الذين يريدون أن يخلطوا الحب الجيد مع الحب الرديء، من أجل أن يروجوا إلى بضاعتهم” البائرة”؛ ومشاريعهم المشبوهة التي جعلت العراق يطفو على مشاكل سياسية، وإقتصادية، وأمنية، ووضعت شرخاً كبير بين حكومة الإقليم، والمركز..
بعض الوزراء السابقون، وتحديداً في حكومة” السيد المالكي” ثبت فشلهم في إدارة الوزارات، التي تسنموها خلال دورتين، أو دورة وأحدة، وسيروا الوزارة بنظرية الحزب، أو العائلة؛ هؤلاء لا يمكن إعادتهم مرة أخرى، إلى وأجهت المسؤولية، أو تسنمهم إدارة مؤسسة، أو مفاوض مع جهة أخرى، ولا يمكن أن نأتمنه على حقوقنا…