22 ديسمبر، 2024 9:17 م

اجتماع لندن المناهض للإرهاب لن يكون مجديا ما لم يزوّد الجيش العراقي بالسلاح والعتاد اللازم

اجتماع لندن المناهض للإرهاب لن يكون مجديا ما لم يزوّد الجيش العراقي بالسلاح والعتاد اللازم

الاجتماع الذي يعقد الآن في لندن لدول التحالف الدوّلي المناهض للإرهاب بقيادة الولايات المتحدّة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والذي يشارك فيه العراق إضافة إلى أربع دول خليجية هي السعودية وقطر والأمارات والبحرين وكذلك الأردن ومصر وتركيا , يأتي بحسب الناطقة بأسم وزارة الخارجية البريطانية في أطار استعراض الجهود الدوّلية المبذولة للتصدّي لتنظيم داعش والمساهمة بأكثر السبل فاعلية للقضاء على خطر هذا التنظيم والحد من تدّفق المقاتلين للانضمام إلى صفوفه وسبل مكافحة وتجفيف منابع تمويله , وهذا هو الاجتماع الأول الذي تعقده دول التحالف الدوّلي بعد الاجتماع الستيني الذي دعت له الولايات المتحدّة الأمريكية في كانون الأول الماضي ,ففي الوقت الذي تدعى لهذا الاجتماع دول مثل قطر والبحرين والأمارات , تستبعد عنه دول محورية في هذا الصراع الدائر مثل روسيا وإيران وسوريا التي هي أيضا ساحة لهذه الحرب الدائرة , وهذا مما يضع أكثر من علامة استفهام حول النوايا الحقيقية للولايات المتحدّة الأمريكية ودورها في قيادة هذا التحالف , وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار طبيعة الغارات الجوّية التي شنّها التحالف الدوّلي منذ بدء عملياته العسكرية في العراق وسوريا على تجمعات هذاالتنظيم , فسوف نصل حتما إلى استنتاج مهم وخطير في آن واحد , وهو أنّ الولايات المتحدّة الأمريكية لم تأتي بهذا التحالف من أجل القضاء على داعش وإنهاء خطرها على المنطقة والعالم , والدليل على صحة هذا الاستنتاج هو ما أعلنه مجلس الأنبار هذا اليوم الخميس بأن داعش قد سيطرت على منطقة شرقي الرمادي والمدينة بخطر كبير , وهذا دليل لا يقبل الشّك في أنّ الغارات التي تشنّها الولايات المتحدة ودول التحالف الدوّلي على هذا التنظيم , غير فاعلة ولن تحدّ من هجماته وخطورته , وهذا مما يؤكد صحة الاقوال التي تقول بأنّ الولايات المتحدّة الأمريكية لا تريد القضاء على تنظيم داعش , نعم إنّ هذه الغارات قد أبعدت خطر داعش عن كردستان , وساهمت دول التحالف في تزويد حكومة إقليم كردستان بالسلاح الثقيل والعتاد الذي مكنّها من طرد داعش من المناطق التي احتلتها من الإقليم , في حين لم يصل للجيش العراقي والحشد الشعبي الذين يقاتلون داعش بضراوة اي سلاح أو عتاد ,بل على العكس من ذلك فهنالك أنباء قيام طائرات التحالف بقصف متعمّد لبعض تجمعات الجيش العراقي والحشد الشعبي تحت ذريعة القصف الخطأ , وكذلك قيام طائرات التحالف برمي اسلحة متطورة في مناطق تحت سيطرة داعش وايضا تحت ذريعة الخطأ .
إنّ استبعاد روسيا وإيران وسوريا عن حضور هذا الاجتماع , يضع هذا الاجتماع في دائرة الاتهام ,
ويؤكد الدور الذي تلعبه الولايات المتحدّة الأمريكية في تمرير مشروعها في المنطقة , فاستدعاء وفد سياسي وعشائري للأنبار إلى الولايات المتحدّة الأمريكية وقبل انعقاد هذا الاجتماع بأيام , لا يخرج عن دائرة التخطيط لهذا المشروع , فمشروع تقسيم العراق وسوريا قد وضع موضع التنفيذ , ورسم لكل طرف من أطراف هذا النزاع دوره الواجب تنفيذه , وخطوة بناء جيش سنّي تحت ذريعة التصدي لداعش هي الخطوة الأولى على طريق تحقيق هذا المشروع , فإذا كانت الولايات المتحدّة ودول التحالف جادة في القضاء على داعش , فينبغي لها أن أن تقوم بتزويد الجيش العراقي بالسلاح والعتاد اللازم وبنفس السرعة التي زودت بها حكومة إقليم كردستان حين فتحت لها جسرا جوّيا لنقل السلاح والعتاد , وتقديم المعلومات الاستخبارية وصور الأقمار الصناعية عن تحركات مجاميع داعش بالسيارات من منطقة لأخرى , لا أن تساهم وتدعم فكرة إنشاء جيش طائفي تحت ذريعة الحرس الوطني , فأي قرارات أو توصيات لهذا الاجتماع لا تشمل وعلى وجه السرعة تزويد الجيش العراقي بالسلاح والعتاد اللازم الذي يمكنّه من الوقوف بوجه الإرهاب الدوّلي وحماية أمن البلد , سيؤكد صحة ما ذهب إليه السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله حين أعلن أنّ الولايات المتحدّة الأمريكية لا تريد القضاء على داعش بل تريد احتوائها ومنع تمددها , كما إنه لن يكون مجديا في القضاء على الإرهاب .