22 ديسمبر، 2024 9:26 م

ألآسلام لايحارب نفسه بل ألآنحراف يحارب ألآستقامة

ألآسلام لايحارب نفسه بل ألآنحراف يحارب ألآستقامة

كثيرون هم لايعرفون المعنى ألآصطلاحي للآسلام , ولذلك يدخلون في متاهات الضياع الفكري يساعدهم سهولة النشر التي أصبحت بلا قيود , والضياع الفكري اليوم هو السمة البارزة في مجتمعات العالم العربي وألآسلامي منذ أنكماش الحيوية الروحية وأتساع الرقعة الجغرافية أيام العهد العباسي وأختلال هذه المعادلة هو الذي أدى الى سقوط الحكم العباسي الذي حكم فيه ” 37″ بعضهم حكم يوما , وبعضهم قتل أخاه , وبعضهم قتلته أمه؟

ومن مظاهر عدم معرفة ألآصطلاح تداول البعض مصطلح رجل الدين , لآن هذا البعض لايعرف أنه ليس في ألآسلام رجل دين , فالنساء والرجال في ألآسلام يتحملون مسؤولية التكليف الشرعي وهو في أخص معانية يعتبر ” أمانة ” في ألآسلام من حيث ألآختصاص : طلبة علوم دينية , ومجتهدون وهم الفقهاء , ومن دلائل عدم معرفة ألآصطلاح مصطلح ” ألآسلام السياسي ” الذي يكثر ترديده في ألآعلام , وهو أستعمال خاطئ , فألآسلام واحد ليس فيه أسلام سياسي وأسلام غير سياسي , وألآسلام كله سياسة صالحة لآنه دين السماء الذي تجتمع فيه كل أنبياء الله رغم شرائعهم التي تتفاوت في تقرير بعض ألآحكام نتيجة التلاعب والتحريف الذي مورس من قبل بعض أهل الشرائع حتى أصبح عرفا سائدا دون معرفة ألآتباع , لكن حقائق كل شريعة محفوظة من قبل نبي تلك الشريعة بما يجعله مسلما بالمعنى ألآخص , يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة , وبعضهم كان يحج البيت الحرام حتى قيل أن هناك تسعين نبيا مدفونون بين زمزم والمقام .

أن لحظة ألآنحراف عن أستقامة العبادة وألآلتزام في ألآسلام يكون فيها المتلبس بالفعل في تلك اللحظة ليس مؤمنا , فممارسة الزنا , وشرب الخمر , والسرقة , وقتل النفس البريئة , في لحظة الفعل لايكون الفاعل مؤمنا ولايكون مسلما , وهذا تشخيص قرأني وليس رأي أجتهادي , حيث لاأجتهاد في النص , والذين يتقاتلون وتجري بينهم حروب تسفك فيها الدماء وتهتك ألآعراض , ينظر للبادئ فأن كان باغيا , على المسلمين عدم تشجيع الباغي ورد المعتدي , وهذا ألآمر يحتاج الى تشخيص ألآفعال , والتشخيص يحتاج الى معرفة , وهذا ألآمر يختلف عن الخلافات الفقهية في مسائل الفروع الدينية وتطبيقاتها والتي لاتخرج طرفي التباين عن أطار ألآسلام ومفهوم ألآيمان , وأن كان على كل مسلم أن يتحرى الواقع ليعرف الصحيح من الخطأ والحق من الباطل , أما مايجري اليوم من حرب داعش والعصابات التكفيرية مع بقية المسلمين من شيعة وسنة وبقية الطوائف , فهذه الحرب ليست بين مسلمين ومسلمين كما يحلو للبعض وصفها , فألآسلام ليس هو ألآسم ” لاتقولوا أمنا بل قولوا أسلمنا  ولما يدخل  ألآيمان في قلوبكم ” وأنما هي بين أهل حرابة منحرفين وبين مسلمين مدافعين عن الحق وأهله , وأذا تورط الشيعي على سبيل المثال بقتال السني الذي لم يبدأ القتال , فالشيعي في هذه الحالة ليس مسلما وعمله باطل لاعلاقة له بألآسلام ونفس الشيئ يقال عن السني , هذه خلاصة مختصرة لبيان مفهوم من هو المسلم وهو الذي يحافظ على الصلاة بشروطها , وهو الذي يحافظ على العهود وألآمانات , ويحترم الحدود , ويحفظ الفروج , ويؤدي الزكاة , ويخشى الله , ومن لايعرف هذه المعاني عليه أن لايستعجل في أطلاق ألآحكام ليبخس أهل الحق ولم ينصرهم , ولم يخذل الباطل , أن ألآنسان العاقل هو الذي يضع الشيئ في محله , والجاهل عكس ذلك .