قبل منع التجوال بيوم واحد في مدينة الموصل وبعدها بأيام قليلة فقط من سقوطها صدر أخر عدد لها هو 16 وزع في الشارع الموصلي بتاريخ 4/6/2014 وانقطعت الاخبار عن تلك الصحيفة التي كنت أتابع اخبارها بالاتصال الدائم مع الاعلامي المجاهد داود سالم النعيمي رئيس التحرير ومدير المطبعة وايضا هو المنضد وهو الذي يصمم الاعداد للصحيفة الحقيقة الزميل داود هو عبارة عن ورشة متكاملة يسهر الليالي من أجل اصدار العدد الاسبوعي لصحيفة المصطفى التي تنبع وتخرج من معاناة تلك المدينة التي عانت الامرين قبل سقوطها على ايدي عصابات داعش وفي فترة السنتين بحكم داعش وها هي اليوم تعاني من ويلات التحرير لان الحرب لا ترحم ,, كنت متلهف جدا أن اسمع اخبار السيد داود وكان لدي شعور يراودني أن الرجل القوي سيعود ثانية وسنتصل به ونفرح معا لانه يتمتع بصفاة قلما توجد عند رجل فهو لا ينكسر ولا يستسلم ابدا ..
عاد الجانب الايسر من الموصل وعادت صحيفة المصطفى ثانية للإصدار على الرغم من كل الظروف اليوم في الساحل الايسر او حتى الموصل المحررة منها او غير المحررة غير مؤهلة لقراءة الصحف ابدا لانها تعيش واقع مر ومرير ومؤلم والناس يبحثون عن الامن ولقمة العيش والهروب من القتل فأغلب الناجين هم واقعون اليوم بين نارين فمن يقرأ صحيفة اخبار ومعلومات ؟
حتى لو كانت الصحيفة تدفع هي لمن يقرأها فالقراءة لها مزاج خاص وعقل متفتح يبحث عن المعلومة والخبر فما بالك والقلوب خائفة والعقول مرتعبة لكن رغم كل هذا وبعد أن اتصلت بالأستاذ داود وجدته مصر ان يصدر العدد 17 حتى ولو لم ولن يقرأه أحد لان اصدار الصحيفة معناه التحدي بعينه ورسالة بليغة أن الثقافة لا تموت وأن العلم كالغذاء وأن تأخر عن اقتنائه طلابه ..
طلب مني ارسال مقال كعادتي في كل عدد لم أصدق ابدا حتى اني خلته يمزح معي او يريد أن يخبرني بشيء ما ربما فضل أن يبدأه بقوله اذا امكن أن ترسل لي مقال للعدد القادم لصحيفة المصطفى الموصلية ,, نعم ماذا وهل انت جاد ؟
من يقرا ومن يطبع وهل الظروف مناسبة الان ؟
انهالت الاسئلة عليه مني كزخات المطر لم يرد الا بإصرار نعم ارسل مقال لي صديقي لاني في الاسبوع القادم سأصدر العدد الجديد ..
فعلا صدر العدد بالرقم 17 عدد التحدي والانتصار صحيفة المصطفى تعود من جديد بهكذا روح وطنية على الرغم من كل الظروف القاهرة وزع العدد بيده الى المسئولين والقراء والمعارف واوصله الى كل من يحب ويساهم ويبارك لتلك الصحيفة الموصلية وصاحبها الاعلامي داود سالم النعيمي .
ما أن عرفت تلك العصابات المجرمة بأن العدد قد وزع على القراء وان النفس عاد الى الروح الموصلية حتى بدأت مؤامرات تدمير المطبعة وفعلا بدأت قنابلهم تسقط على ذالك المكان الذي فيه مطبعة جريدة المصطفى حتى كاد ذالك الهجوم بقنابر الهاون أن ينال منها ويحرقها لكن الهه لطف وسلمت المطبعة .
اليوم اتصل بي صديقي داود الذي انتخب من قبل كتاب ومثقفي الموصل نقيب الكتاب في المدينة رغم أن هذا يعرضه للخطر هو ومثقفي المدينة من قبل مجرمي وقتلة الدواعش القابعين في البيوت والنائمين للتربص والانقضاض على كل ماهو يعيد الموصل الى سابق عهدها ورونقها وربيعيها وناسها الادباء والعلماء والمثقفين كان فعلا متأهبا لاصدار العدد الثاني بعد التحرير ومتحمسا لان يكون ومن موقعه أن يعلن ان صحيفة المصطفى ستقاتل الجهلة والاجرام والمجرمين والقتلة بالكلمة الصادقة المقاتلة حد الشهادة .
اي شخص غير الاستاذ داود لا يمكن ان يعيد اصدار الصحيفة ثانية خاصة بعد ان خرج كما يقال من فم السبع فلقد قبض عليه من قبل المتخلفين وتعرض لأبشع انواع التنكيل والضرب والصعق والسحل من أجل ان يستسلم لكنه خرج اصلب عودا واكثر شموخا فاني اعتقد أن اي شخص يعيش لحظات اسيرا بقبضة داعش من المستحيل ان يعاود النشر والطبع والتعامل مع الكلمة المطبوعة ولايمكن ان يكون مهيأ للعودة ثانية التي مصيرها لا سامح الها القتل لكن بإصرار هذا الرجل عادت صحيفة المصطفى للصدور ثانية وأنا انتظر بفارغ الصبر فرحا ان اقرأ العدد 18 لصحيفة المصطفى الموصلية التي بدأت تزهر وتنثر عبقها على مدينة الموصل العائدة الى العراق بدماء الشهداء .
طوبى لهذه الصحيفة وللإعلامي المتالق داود سالم النعيمي الذي ابى أن يخرج من مدينته مع استطاعته لكنه يعتقد أن الرسالة الموكلة اليه لم تنتهي بعد فعاد كما كان وعاود اصدار الصحيفة الملونة المصطفى بأجمل وأبهى حلة .