15 نوفمبر، 2024 10:35 ص
Search
Close this search box.

التقسيم امر حتمي ونحن غير مؤهلين للوقوف بوجهه فلم كل هذا التعنت ؟؟

التقسيم امر حتمي ونحن غير مؤهلين للوقوف بوجهه فلم كل هذا التعنت ؟؟

اذكر عندما كنت في الصف الثالث المتوسط كان استاذ التاريخ يحدثنا عن هموم ومشاكل الامة العربية وكان العراق حينها يخوض حربه ضد ايران وكان يقول نحن حماة البوابة الشرقة للوطن العربي ،وحينها سألته  هل يتوجب علينا ان نخسر احلى سنين حياتنا من اجل هموم الامة ،فأجابني قائلا ابني يبدو ان القدر اختاركم لتحملوا اعباء وهموم هذه الامة على أكتافكم !!! لم اعقب على قوله حينها لأني  لم اجد في ما قاله جوابا لسؤالي .
واليوم وبعد ان خسرنا اجمل سنين حياتنا لاجل حلم كان ابائنا يحلمون به واصبح اليوم سبه ومثلبة لمن يتحدث عنه بايجابية ، جاء الدور لابنائنا وهنا اعيد صياغة السؤال مره ثانية هل يتوجب على ابنائنا ان يخسروا احلى سنين حياتهم للوقوف بوجه مشروع تقسيم هذا البلد وهل ياترى سينجحون ام ستكون النتيجة خساره مدوية للعمر ولكل الوطن وسيأتي الوقت ليكون سبة ومثلبة لمن يتحدث عنه ؟؟؟؟ .
اذا كان حلم الوطن الكبير قد تلاشى وصار عيبا فما الذي يمنع من ان يأتي يوما يكون فيه الحديث عن وطن واحد عيبا ؟؟؟.
بوادر التقسيم واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ومن ينكرها اما اعمى او مكابر او متعمد ،العنصرية الطائفية والقومية والدينية وحتى العشائرية  وصلت الى اقصاها والانشقاق واضح لا لبس فيه والامور تترتب بصورة مريبة للتتجه بنا الى الانقسام ونحن لا نحرك ساكنا بل حتى عندما يحاول البعض ان يقاوم  يزيد الطين بله فلم التعنت ؟؟؟.
حكومتنا تشكلت على اساس طائفي عرقي ديني وهي غير مهيئة “هذ ان كانت تريد ذالك ” للوقوف بوجه هذا المشروع ،والبرلمان منقسم على اساس الطوائف والاديان والقوميات ،لن اعرج على العداء القومي بين الكرد والعرب لانه  الكرد واقعيين وواثقين ان التقسم واقع لامحالة وهم يتصرفون على هذا النحو ولكن لنتحدث عن ما تبقى من الوطن فالعداء بين الشيعة والسنه بلغ اوجه وعلى كل المستويات الثقافية منها والعلمية والدينية وان حاول البعض التستر عليه  .
وواضح جدا ان شيعة العراق يريدون “واعين او غير واعين” الثأر لآل البيت من سنة العراق ،ويحاولون افراغ عقد تجمعت لمئات السنين في داخلهم ويورثونها لابنائهم ولن يستطيع احد ان يثنيهم عن فعل ذالك ، والسنة واثقين من ان فقدانهم للحكم سيجعل الطرف الاخر يظطهدم ولديهم عشرات الادلة على ذالك “اختلفنا ام اتفقنا مع هذه الادلة” المهم ان هذه الحقيقة بدأت تترسخ شيئا فشيئا داخلهم ولن يستطيع احد ان يقنعهم بعكس ذالك .
ونتيجة لهذا الوف الابرياء من الطرفين يذهبون ضحية لهذا التعنت الارعن بفكرة الوحدة الوطنية التي لم يعد لها وجود الافي مخيلة البعض و في الحوارات التلفزيونية التي يطلقها من جاد به الزمان الاغبر علينا كسياسي او كمسؤل كبير “في بلد وبعد اكثر من عشر سنين مازال لا يستطيع بناء دولة” ،او في مقالات بعض الكتاب هنا وهناك ومعضم من ينادي بهذه الفكرة لم يكوى بنار ما يحدث في هذا البلد اما لكونه مغترب او لان القدر نجاه منها حتى اللحظة.
شيعة البصرة يهجرون سنتها وسنة الموصل يهجرون شيعتها وديالى كرة نار يتقاذفها السنة والشيعة وكل يريد تحقيق الغلبة فيها ، صلاح الدين من سامراء الى بغداد اقتطعت منها ، اما بغدا د فهي الكارثة الحقيقية فبعد قرون من عيشها المشترك تداخلت بطريقة يصعب الحل فيها لذا فكل طائفة تحاول ان تثبت وجودها وسيطرتها والشيعه هم الاكثر حظا لان القرار بيدهم والقول الفصل لمن يملك لا لمن يريد . هذه حال البلد اليوم والاسباب مهما وضحت غير مهمة ولا علاج لها على المدى المنظور  لان الواقع يفرض نفسه وفكرة التقسيم صار لها الحظ الاوفر حتى في داخل الانسان .
ايران واعية تماما لما يحدث وهي تتصرف بحكمة وتأني وبخطى واثقة لان لها اليد الطولى في العراق اليوم اما تركيا التي تتتشارك مع ايران هذا الوعي تجد نفسها لا حول ولا قوة لانها راهنت على سراب الحزب الاسلامي العراقي وفشلت فشلا ذريعا ، الدول العربية لا تعرف شيئا ومن يعرف فلا يهتم فهم فعلا  ان حظروا لا يعدوا وان غابوا لا يفتقدوا وهم كما يقول المثل “نايمين ورجلهم بالشمس” لان بلدانهم سياتي دورها بعد العراق .
 امريكيا ومن تحالف معها هم اصحاب الفكرة ومنفذيها ،روسيا والصين تاركين الامور لحليفتهم ايران ويراقبون عن بعد لان الامر لا يضرهم .
بعض قادة الشيعة الكبار يعرفون ماسيحدث وواثقين بانهم لا يستطيعون فعل شيئ فالامر اكبر منهم وقد حاول البعض ان يتصدي لهذا المشروع  فزاد الطين بله وذالك لانه اما غير مهيئ لمثل هذا الموقف او لان مريديه غير مؤهلين .
المرجعية الشيعية وضعها لا يسر عدو ولا صديق فالصورة امامها غير مكتملة المعالم اضافة الى الضغوط الايرانية عليها مما يتركها بحيرة من امرها ،فهي اما ان تناصر المذهب وتلاصقها سبة التقسيم الى ان يشاء الله او ان تجازف بهيبتها بالوقوف ضد هذا المشروع الذي تعي تماما انها ومهما فعلت لن تستطيع ايقافه ” تأجيله جائز اما ايقافه فشبه مستحيل” وسيتكلف الكثير من الدماء التي لا تريد حمل وزرها .
من يعتقدون انهم قادة السنة لايفقهون شيئا ولا يريدون ان يفقهوا ،فهمهم الوحيد هو تحقيق اكبر مكاسب ممكنة لانهم امتهنو السمسرة والمتاجر باهلهم ولا نفع منهم .
رجال الدين السنه يصرون على وجودهم بمقدمة الركب وهم من تنطبق عليهم مقولة القران ” هم كالانعام او أضل سبيلا ” فهم تربوا على طاعة ولي الامر وعندما صار ولي الامر شيعي راحوا يتخبطون لايعرفون اي الطرق هي التي يجب ان يسيروا بها مع اغنامهم  وهذه كارثة لها تبعاتها حتى بعد التقسيم .
خلاصة القول ان العراق الذي نعرفه على وشك السقوط الفعلي تحت يد جزاري العصر وتقسيمه امر محتوم والافضل ان نكون ضمن خطة التقسيم لنضمن على الاقل ايقاف نزيف الدم لمئات او ربما الوف من شبابنا عسى ان يتمكنوا من بناء دولهم الجديده ليجعلوا منها دولا محترمة. 
ملاحظة:
لا اقصد الاهانة او التجريح باي جهة او شخص وان فهم من كلامي شيئ من هذا القبيل فانا اعتذر عنه ، فهذه وجهة نظر اعتقد انها صواب ولمن يخالفها  ادعو الله من كل قلبي ان يكون صائبا تحياتي للجميع.
 
*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات