23 ديسمبر، 2024 10:45 ص

كلام في المؤتمر العشائري الأخير..

كلام في المؤتمر العشائري الأخير..

الأنبار… هذه الرقعة الجغرافية التي أثبتها التاريخ في صفحات ذاكرتنا، بل نقشها بأحرف لاتمحوها السنون، إذ لأغلبنا فيها ذكريات جميلة في مدنها وقراها وباديتها بهضابها وصحاريها، كما لاغنى لنا عن أهلها الحاملين كل الصفات الحميدة والخصال الأصيلة، فالشهامة والمراجل يتحلى بها صبيانهم قبل رجالهم وشيوخهم، أما الضيافة والكرم وطيب نفوسهم فهي الأخرى تشهد لها مضايفهم العامرة مدار السنة، مشتى ومربعا.. وفي أحوال العسر واليسر، ويطول بي الحديث إن أردت إحصاء باقي طبائعهم وصفاتهم الرائعة.

الحديث حتى اللحظة حديث عن أهلنا وأخواننا بل هو حديث عن “أنفسنا” وهو وصف وليس مدحا، فأهل الأنبار أغنياء عن المدح، وحاشاهم من القدح الذي يقذفهم به البعض، من الذين يذهبون بالرأي والظن أن أهل الأنبار يضدون العملية السياسية في عراق مابعد 2003… فأهلها الطيبون لايؤخذون بجريرة بعض عازفي النشاز على أوتار الطائفية والعرقية والمناطقية، وأقصد بهم النابحين على المنصات.. والناهقين في أبواق بعض القنوات الفضائية.. والناعقين من على منابر حاشا منزلتها الدينية أن يرتقي سلالمها أشباه رجال بنفوس مريضة، كالذين صالوا وجالوا في السنتين الأخيرتين دون اعتبار لقدسية المنبر، فراحوا يشحنون البغضاء والكراهية بين أبناء البلد الواحد.. بل والمحافظة الواحدة من أبناء الدين الواحد، فهم أضداد الوحدة والوحدانية، وعبدة الفرقة والتفرد حيث تقتضي مصالحهم الدنيوية ومآربهم النفعية، او حيث يلبون أوامر أسيادهم القابعين في الحجاز وتركيا وقطر، وآخرين من أحفاد المقبور صدام وبقايا قطعانه التائهة في ليالي عمّان الحمراء والزرقاء والصفراء، حيث محلات اشتغالاتهم وتخطيطاتهم وتمويلهم وتعبئتهم الأفراد والسبل والوسائل، على أمل استرداد حكمهم في امتصاص دماء العراق والعراقيين.

أمس الأول دعا مؤتمر عشائري عقد في الأنبار أبناء العراق في المحافظات كافة، للمشاركة بمعركة وطنية ضد تنظيم داعش، هي دعوة لباها كل العراقيين قبل استغاثة أحد من أخوانهم في الأنبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى، وقد توّجت دعوة المرجعية الرشيدة في إعلان الجهاد الكفائي همة الرجال في جميع محافظات العراق، لاسيما محافظات الوسط والجنوب، فهبوا زرافات.. زرافات يتسابقون الى مراكز التطوع لطرد الغول القادم من ظلمات الزمن، وتحرير الأرض والعرض والضرع والزرع والماء والهواء، من دنس أولئك الأشرار، ولم يخطر ببال أحد من الرجال شيء من ترهات أصحاب المنصات التي كانت تزعق سبابا وقذفا بحقهم، من أرض محافظة الأنبار، بل تحلوا بخلق أكبر كثيرا من تصرفات صبية منحرفين أمثال علي حاتم السليمان والدايني والعيساوي والعلواني… وغيرهم ممن ثبّت الدهر أسماءهم في سجلات الخزي والعار.

إن في دعوة المؤتمر المذكور طلبا، لم يكن العراقيون ينتظرون من شيخ او رجل دين او سياسي النطق به كي يلبونه، ذلك هو المؤتمر العشائري الذي أقيم في مبنى مجلس المحافظة أمس الأول، والذي دعي فيه جميع أبناء العراق من جميع المكونات في المحافظات كافة، إلى الوقوف جنبا الى جنب مع القوات الأمنية في معركتها ضد تنظيم داعش.

فاطمئنوا ياأهل الأنبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى.. الأصلاء الطيبين، فما قاله وفعله بعض من صبيانكم و “شيوخكم المتصابين” لن يكون مقياسا تؤاخذون عليه, و “لاتزر وازرة وزر أخرى”.

*[email protected]