كثيرة هي المراهنات التي راهن بها الفاسدون والفاشلون, على أن مقترحات تيار شهيد المحراب لن تدخل حيز التطبيق, لكنها الآن أخذت صداها وتحققت شيئاً فشيئاً رغماً عنهم.
إنها مسالة وقت فقط, لتأخذ هذه الحلول الديمقراطية الإيجابية مكانها, للنهوض بواقع الحياة السياسية, والإجتماعية, والإقتصادية, والثقافية.
ما أفرزته القرارات الحاسمة للحكومة الجديدة, التي كان الداعم الأول لها تيار شهيد المحراب, من خلال تشخيص الأخطاء, وإيجاد الأليات اللازمة, وخصوصاً مع وجود فريق قوي منسجم, ورؤى حقيقية مستقاة من الواقع, لذا نجد أن البعض يحاول محاربتها ومعارضتها, لأنهم يدركون تماما أن التيار على قدر المسؤولية, لأن جل ما يتمناه هذا التيار الإسلامي الحضاري, هو عراق كباقة الزهور, عراق بلا أزمات, ولا إختلافات.
حتى تمتلىء قلوب العراقيين فرحاً, بعدما ملئت حزناً وشجوناً, لابد من الجميع لئن يسارعوا, في حل الأزمات التي يعيشها العراق, بدون أية إملاءات خارجية, وتدخلات إقليمية, وتجاذبات سياسية, فيجب أن لا نجعلها أمراً مستحيلاً نعلق عليه إخفاقاتنا, بل يجب تكاتف الجهود الخيرة وتظافر الإمكانيات, لتدارك الإنتكاسات, وإيجاد الحلول الحقيقية التي من شانها المعالجة الجذرية, لا الحلول الآنية السريعة.
التاريخ يصنع العظماء والإنسانية في تاريخها الطويل, تدون رجالاً ونساء فتحوا للبشرية أصقاع النور, والرفعة والكبرياء, رغم الضغائن والأحقاد, والمراة أحد قطبي هذا التاريخ الحافل بالإحداث, فنساء الفضيلة والإباء ومكارم الأخلاق, يتصدرن هذا المشهد المشرف, ويصنعن ملاحم البطولة, والبصمات واضحة لا تحصى, في تاريخ البشرية, بشخصيات عظيمة تكشف عن فضائل جميلة, وفكر نبيل, وحياة كريمة متمثلة بالنساء الصامدات, فأدوار المراة هي الإلتزام والحشمة, والحضور المقبول, والدور الإيجابي, والمكانة اللائقة لصناعة المستقبل, لأن إنجازات المراة العراقية فخر للعرب, فهي أم الحضارات.
منذ زمن الدكتاتورية, وما خلفته من الأرامل والثكالى والأيتام, وما تبعته من نتاجات البعث الصدامي, وداعش التكفيري الإرهابي, وفي خضم متقلبات الأمور, وحروب التناقض والتضاد, ومسلسلات الساسة المدبلجة والمجلجلة, تظهر صورة الكرامة, لتستمر المرأة بعطائها الثر, وهي تدفع بإبنها وزوجها وأخيها لتلبية نداء المرجعية الرشيدة, والدفاع عن المقدسات والأرض والعرض, فالضربات القوية تهشم الزجاج, ولكنها تصقل الحديد.
إن ما حققته المرأة العراقية اليوم, يبقى دون المستوى الطموح, وأول ما نقوم به هو ترجمة الدستور الى قوانين, لحفظ المراة مكانتها وحقوقها, وثانيا تفعيل دور المرأة في الإستفادة من هذه القوانين, فالحقوق تؤخذ ولا تعطى.
إقرار قانون حماية المراة من العنف, شفافية تدل على مصداقية التحولات الديمقراطية الإيجابية, لأنها أحد الحلول للإصلاح الإجتماعي, بدلاً من الغضب والخصام والفراق, فنحن لا نريد دولة بلا أطفال, مثل دولة الفاتيكان لا يسمع فيها بكاء أو ضحك, ولا نريد دولة بلا نساء لأنها صانعة الحياة, كما لا نريد دولة بلا رجال, لأنهم أصل الحياة