23 ديسمبر، 2024 9:07 ص

هو الذي لا يزال يكتب روايته!!

هو الذي لا يزال يكتب روايته!!

كل شيئ بتخطيط , ولا مكان للصدفة , ويكفي ضحكا على “أولاد الخايبات” , ولتتوقف الأضاليل والأكاذيب , وأبواق البهتان وشعارات المتاجرة بالبشر الحيران.

فهو الذي لا يزال يكتب روايته , بعد رسم فصولها وحسب أنه الرابح فيها , فوجد نفسه وسطا ناقلا للوصول إلى ما لا يخطر على بال المخططين والمهندسين والمفكرين , وأنبياء السياسات والفتن وإمتلاك البشر.

فهناك عقل سيد مستبد , وعقول عبيد!!

وما يتحقق في واقعنا من إنتاج العقول المُستعبَدة والأدمغة المبرمجة , والنفوس المَحقونة بصديد الويلات وزقوم الأحقاد والكراهية والإنتقام.

ووفقا للرواية المحبوكة الأحداث فقد جيئ بالعبيد الأسياد , وتنصيبهم سلاطين على العباد , فرفعوا رايات الطائفية ودينهم الفساد.

وأوهموهم بأنها الصدف النكراء , والأدعياء الدخلاء , وما هم إلا من إنتاج مصانع تدمير الشعوب ومختبرات إعداد الوكلاء , المسلحين بمهارات تصنيع الويلات والبلاء.

أمراء حروب وحكام جيوب , يفعلون الخطايا ويشاركون في المآثم , وما عندهم ذنوب , فهم الوطنيون الشرفاء الأجلاء المنزهون من العيوب.

وهو لايزال يكتب روايته ويعدّل بفصولها , وفقا للمستجدات والتفاعلات التي يستولدها ما يعزز المقصود , ويساهم في تأجيج الساكن من الوقود , وقد أدرك أن حرائق الدين أعظم من حرائق البنزين , فالأخيرة يمكن أن تنطفيئ , أما الأولى فأنها الجحيم المستعير أبدا.

ولا يزال يكتب روايته ويراجعها ويمدها بذروات متعاقبة , وكأنه إكتشف بأنه كتب رائعة خلاقة متفاعلة مع الأجيال , وتمتلك قدرات الأبد وطاقات السرمد , وقوة إسقاط وفود البشر في حفرة سقر , لأن روايته أصبحت منزلقا للوقوع في جحيمات الخطر.

كيف إبتكر فكرة الرواية , وأبطالها وزمانها ومكانها وكتّابها الذين يدينون برسالته البيدقية المطاوعة المتكيفة مع المتغيرات , لا أحد يعلم , إلا الذي عرف مصيره يوم اعتزم؟!!

هذا ما جنته علينا وعلى نفسها براقش التي تعرفون , بعد أن عَبرت وحطمّت الخطوط , لكنها قفزت بنا إلى محتدم!!

فلا تصدقوا ما قرأتم , وصدّقوهم , فالكذب المباح عَلمْ؟!!