في مجتمعنا، ثمة قصص وروايات، تتضمن أحداثها أبطال لتلك القصص، بشخصيات يقدس لها، ربما اعتبر بعضهم أن الاساطير هي قصص مجازية، تخفي أعماق معاني الثقافة، بما يؤمن به العقل والنفس، ولها دور في الرغبات والنضج الفكري، وتساعد على تصحيح المسار.
في عصر قرننا الواحد والعشرين، حدثت وقائع وقضايا ومصائب، لم يتم استيعابها، حيث تدفع الشعوب الى الرجاء والعودة الى الماضي، بالبحث عن بطل اسطورة، كمنقذ لهم! فقد احتل العرب المركز الأول، بالاحتلال الاستعماري، والظلم والفقر، والتدهور الأمني، واختلطت فيهم أمور المشهد السياسي، الذي افترض بالدرجة الأولى مما يعانيه شعب.
على الصعيد العراقي، كان لعصره أسطورة غامضة، عرف عصره او ما نسميه بـ (العصر الذهبي!) ففي غضون عام (2006) و(2007)، حدث عنف طائفي، وظلم، وقتل وتخريب، وحروب نفسية، وقتل على الهوية، ونزاعات خلف الكواليس، ورجال ليس برجال، وقلوب فاسدة، مخلوقة من حجر، صانعة للفقر، استحوذت على الأهداف والأموال، كانت قيود الحلال والحرام لديهم منسية.
لقد تركنا بأيادي، تدعي وجود الامن والأمان، وتتصنع النزاهة، وتصدر قرارات حبر على ورق، حتى أوصلونا لقمة سائغة للتكفيرين والنواصب، وراح ضحايا لتلك المخططات، أبناء السنة والشيعة معاً، بلا طائفة، فقد عانوا في العقد المنصرم، من أبشع أساليب التحريض، فضلا عن إتهاك المقدسات الشيعية، الا أن هناك أمل للاستنجاد من هذه المعاناة، بوجود اسطورة واحدة واعدة بيننا.
إنه صوتا بارز، يدعوا الى الاعتدال والتسامح، والضرب على الظالم، ومد اليد الى المظلوم، ذلك الرجل المقدس، الأسطورة العريقة، أطفأ النار الموقدة، وناشد الى عدم الاندفاع نحو الانتقام، وأوصى بحماية ممتلكات وأراضي أبناء السنة، ودعا بصدق ويقين الى المؤاخاة الوحدة.
لقد أصاب هذا الصوت الحليم، الدول الغربية والنواصب، الفزع الأكبر، من ردود وافعال الرجل المقدس، وعرُف ان تلك الخطوات، تكسب المصداقية في الأوساط العراقية، وبات من المتيقن، أن لا سياسة بدون مرجعية، تأخذنا بثقة نحو المستقبل، بلا شكوك بالعودة الى الخلف، ولا تردد أو خوف من عدم الأمان.
إن مثل هكذا وجود مبارك، لهو ضمانة أكيدة للشرائح المظلومة في الحياة، برصيد لن تنتهي صلاحيته مدى الأيام!