سيذكر العراقيين ان 9/4/2003 هو اسوء يوم مر بتاريخ العراق القديم والحديث …. اذ غزا الامريكان العراق ….. وكلنا نتذكر ان هذا الاحتلال جرف الحياة وجرف السلطة والنظام وسحق الدولة العميقة التي تشكلت عام 1921 ومؤسساتها العاملة …. واعاد العراق الى ما قبل الاحتلال الانكليزي عام 1917 .
ومنذ عام 2003 الشؤم …. خيمت على البلاد سحابة سوداء داكنة …. صحرت الارض وجففت نهري دجلة والفرات وخيم السكون ….فلا شيء يتحرك …..ولا غصن نما ولا شجرة ازهرت وحتى النخيل ذبل سعفه ونكس هامته ….فلا نسغ صاعد يغذيه ….. وبتنا نشتاق لزقزقة العصافير وهي تتنقل من نخلة الى اخرى … ضاجة بالحياة …..وساد الحزن وسرت الكأبة مسرى النعاس والخدر على الساحات والطرقات والمدارس….
والجامعات ورياض الاطفال وتحولت بغداد الى مقهى كبير للمسنين …… فدور السينما تحولت الى مخازن للبضاعة الرديئة والمسارح الى بارات غير مرخصة … يباع فيها العرق المغشوش …. ما بقي من الشباب يعاقر الاركيلة وكل انواع الحشيشة منقسمين الى برشلوني وريالي …. كل احاديثهم تدور حول الهجرة وترك العراق …..؟ حيث لا امل لهم في بلادهم والتفجيرات تطاردهم و تحصدهم ……؟
قد افلحوا اولاد الزنا بما فعلوه بالعراق ….فلم يعد العراقي يبالي ان مات على الرصيف في بلاد الغربة اوغرق في اليم نتيجة غرق زورق الهجرة اللاشرعية … او قتله الحنين الى ابويه ….؟
واما الاباء فهم يكلمون الجدران في وحدتهم القاتلة ….. ..وهم يبكون احبة فارقوهم مرغمين …. فقد هجرهم من كانوا يمنون النفس فيمن يبروهم في كبرهم ويستندون عليهم في مرضهم … وليمنحوا كل ما بقي من عمرهم الذابل… للعب و لمداعبة احفادهم …؟ قد تم افراغ البلد من قوته اليافعة التي تقود التمرد والتغيير… ؟
قد افلح اولاد الزنا في تحويل بلدنا الى وكر ضباع …. يتناهشون لحم اقربهم ما ان يختلف معه عن حصته من الفريسة …والفريسة هو العراق وامواله السائبة وارضه وما بقي من وطن …..؟
قد افلح اولاد الزنا في تركيع من كان يفاخر في قتالهم …. حينما قدموا الينا غزاة محتلين …..؟
قد افلح اولاد الزنا في تفرقتنا …. ففريق منا يعتقد انهم اقرب حليف اليه وفريق منا يستجدي حمايتهم من داعش وفريق حائر ….؟ لم يحزم امره بعد …. تتجاذبه المرجعيات والزعامات …..؟
قد افلح اولاد الزنا في خديعة العرب وتغيير وجهة صراعهم مع المحتل اليهودي الى صراع مذهبي …. شيعي – سني …….؟ والمضحك المبكي … ان الممول لهذا الصراع هو عربي مغفل ….؟
ان امريكا والغرب ادرك ان موت الحلم وموت الامل في نفوسنا هو السلاح الوحيد القادر على قهرنا وكسر ارادتنا …. ان هزيمة النفس وقتل الحلم هو الموت الحقيقي للأمم ….؟