15 نوفمبر، 2024 5:48 م
Search
Close this search box.

ياعرّيس لاتفرح

وهذا القول قالته امرأة من الجنوب في احدى قراه النائية، حيث درجت العادة هناك ان الام هي من تختار الزوجة للابن، حيث كان الرجل كالاطرش بالزفة، يعرف من هي زوجته فقط حين يدخل عليها في ليلة الزفاف، وكوشة البو محمد معروفة لدى الجميع، حين رأى محمد الجميلة ، وزفت اليه اختها القبيحة، فكان الخير كل الخير من نسلها، وهذا الرجل قد اختارت له امه امرأة قبيحة بغلاة النساء،  وكان سعيدا فرحا في ليلة عرسه لايضاهيه احد، ولما كانت الام تعرف حجم الكارثة التي سيواجهها الولد، واثناء الزفة قالت قولتها المشهورة: ( ياعرّيس لاتفرح، تره سنسولها يذبح)
 والسنسول هو العمود الفقري، هكذا كان يسمى في الجنوب، واستخدمت هذا القول لتدلل على نحافة العروس الكبيرة والتي تجعل منها هيكلا عظميا، كل عريس يفرح بليلة عرسه، وكل وزير يفرح بيوم استيزاره، وكل انسان ينتشي للترقية، وكذلك رئيس الوزراء ، فقد رأيناه فرحا مسرورا، جذلان يركض هنا ويركض هناك ليعيد علاقات العراق بالعالم العربي، والتي قطعت منذ سنين، ونحن نقول له ، كما قال احدهم لامرأة تتغنج وتؤذي المساكين من البشر: روس الحجول كبار دمشي برهدنه.
والرهدنه البساطة والهدوء، فقد تعب صدام مع العرب كثيرا واصبح بوابتهم الشرقية في ثماني سنوات، ووضع من فلسطين قضيته المركزية، وتبرع لمكتبة الاسكندرية، ولقب نفسه بطل الامة العربية، ولو عدنا الى عام 1989 لرأينا ذات المؤامرة التي تحاك الان ضد العراق، لقد اتفقت السعودية والكويت على خفض سعر برميل النفط اضرارا بالعراق، وامتثالا لرأي اميركا، فناضل العراق ونازع، وحاول وذهب الى الاوبك، لكن السعودية قررت التصدير خارج المنظمة، فاضرت بالاقتصاد العراقي ايما ضرر،  وكان احتلال الكويت ،ونصيحتي الى رئيس الوزراء، ان يذهب الى رأس الفتنة، ويدع
 ذيلها، فالسعودية والكويت والامارات وغيرها ذيول اميركا في المنطقة، فلماذا ترتمي باحضان الذيول وتترك الرأس.
لو كنت مكانك لناقشت اميركا واعطيتها التنازلات التي تريدها لانقاذ العراق، ستكون موازنة عام 2015 في تنازل مستمر فعلام تكابر ايها الرئيس، السعودية لن تخفض انتاجها وكذلك دول الخليج الاخرى، لكن ان شاءت اميركا هذا فستفعل السعودية ونظيراتها مرغمة، اصبحت الموازنة اليوم مع صباح الخير 85 مليار دولار، وستصبح الشهر المقبل 65 مليار دولار، والصيف على الابواب واظن انها ستتناول الثلاثين مليار او اقل، وعندها ستقع الكارثة، لانها حينذاك لن تكون كافية للسياسيين بمفردهم وسيأكل الشعب العظيم (حو)، شعب الحضارات الذي اعجزتموه عن صنع ملابسه الداخلية
 بدل استيرادها، لو كنت رئيسا للوزراء لارتميت بحضن اميركا لحفظ ماء وجه العراق، لانه مع الفقر سيخلع كل شيء.
ليس بعيدا ان يخلعك ياسيادة الرئيس، تذكر قول عثمان بن عفان لعلي بن ابي طالب، عندما حوصر في الدار ، ارسل له قول الشاعر:
(اذا كنت مأكولا فكن خير آكلٍ…. والا فادركني ولمّا امزقِ)
فان كنا مأكولين ياسيادة الرئيس ، فدع اميركا تأكلنا بدل الذهاب والعودة والتعب، القي بنا في احضان اميركا وليكن مايكون، العرب لايملكون شيئا يعطوك اياه، يمتلكون المؤامرة والتصريحات الجائرة التي تنم عن ضغينة وحقد قديم، وانت لست قوميا مهما يكن الامر، لكن حزب الدعوة بدأ يظهر وجهه الحقيقي، فبدل ان يكون انسانيا ويستوعب اطياف الشعب العراقي، قفز على جراح العراقيين وهرول نحو العرب ليرضي غرور السعودية ومن على شاكلتها، وهذا التحذير ربما ينفع، وان نفع : فياعرّيس لاتفرح، تره سنسولها يذبح).

أحدث المقالات

أحدث المقالات