19 ديسمبر، 2024 9:05 ص

الجيش العراقي مفخرة للعراقيين والعرب وتاريخ مجيد مشرّف/ج1

الجيش العراقي مفخرة للعراقيين والعرب وتاريخ مجيد مشرّف/ج1

مقدمةالبحث .
مادفعني لكتابة هذا البحث والخوض في موضوع الجيش العراقي ومساهماته الوطنية والقومية والتي كانت متميزة ومشرّفة . أن بعض الكتاب الموتورين والحاقدين ومزوّري التاريخ عملاء الصهوينية والاستعمار الراضعين من اثدائهم حليباً ملوث عفن . كتبوا ليتقولوا وينتقصوا من هذا الجيش العظيم ويزوّروا تاريخه  بدون واعز اخلاقي على هواهم الفاسد , مغالطين انفسهم والتاريخ وحاضر الحال المعاش وماضيه القريب المنظور الذي لايقبل التزوير والتسويف من هؤلاء اَلجِراء معدومي الذمة والضمير لذلك كتبت لكشف الحقيقة  والامانة ودحض المفسدة الخيانة

تمر في مثل هذه الايام الذكرى 94 للجيش العراقي الباسل فقد تأسس هذا الجيش البطل سنة 1921 أول فوج منهُ سمي بفوج موسى الكاظم . ومن الجدير بالذكر ان هذا الجيش حارب وقارع اعتى الدول الاستعمارية وأقواها على الاطلاق في تاريخه الطويل الذي يقارب القرن من الزمن , لا يوجد جيش من جيوش الدول العربية خاصة او جيوش المنطقة عامة خاض معارك مع قوى شريرة بالغة القوة خاضها بجدارة واقتدار عالي مثله , شهد لهُ العدو قبل الصديق , قوة وعنفوان واقتدار من ارقى ما يكون . دخل هذا الجيش المُقتَدر العجيب برجاله الاشاوس الصناديد حروب عديدة من ابرزها .

 1~الحرب مع الأمبراطورية البريطانية التي كانت انذاك أعظم دولة في العالم سنة 1941 ( ثورة رشيد عالي الكيلاني *1) . ففي فبراير/ شباط من عام 1941 بدأت الثورة واستمرت لغاية 2 مايس / أيار من ذات السنة قاتل فيها الجيش العراقي قتال الابطال ولقن بريطانيا درساً جديداً آخر بعد درس ( ثورة العشرين ) هذه الثورة العظيمة التي هزت أركان عرش الامبراطوية البريطانية والتي شملت العراق كله من اقصاه الى اقصاه شاركت بها كل المكونات والاطياف والاديان المتواجدة في العراق ولم تقتصر على مسميات بعينها شارك فيها العربي والكردي والتركماني والمسلم والمسيحي والشيعي والسني , كان الانتماء للوطن بشكل مطلق لا الى غيره . أوشكت بريطانيا على الانسحاب من العراق لكنها عَدَلْت عن ذلك ومن ألأهازيج التي يتفاخر بها العراقيين الى اليوم { الطوب أحسن لو مكواري ~ رد فالتنه إحتاجيناها ~ هز لندن ضاري أُو بجاها .*2 } الداعي لذكرنا لهذه الثورة هو ان الانكليز يتذكرونها بمرارة ويخشون تكرارها لذا حاولوا ان يحسموا الحرب مع القوات العراقية باسرع ما يمكن مستخدمين كل الوسائل العسكرية والسياسية وأسلوب الترهيب والترغيب الى أقصاها , اربكت هذه الحرب ليس بريطانيا فقط بل كل دول الحلفاء لأنهم داخلين في حرب مع دول المحور .

سبب هذه الحرب . ان بريطانيا طلبت من الحكومة العراقية برائسة رشيد عالي الكيلاني دخول العراق الحرب الى جانب بريطانيا . ولأنه وطني وشريف ويحب شعبه ولا يريد أن يضحي بأبنائه لأجل عيون بريطانيا الدولة الاستعمارية رفض ذالك وقال قولته المشهورة ( حرب ليس لنا فيها ناقة ولا جمل فلماذا نضحي بأبناء جيشنا وشعبنا فيها من اجل عيون الانكليز ) ؛؛3 ـ جراء هذا الوضع الحساس الذي تسبب به نوري السعيد والوصي على العرش مع من يؤازرهم من تكتل معارض للحكومة من موالين لبريطانيا، قرر رشيد عالي الكيلاني باشا تقديم استقالته حقنا للدماء وتجنيب البلد المزيد من الفرقة والتوتر.

وخشي الوصي من تكليف نوري السعيد بتشكيل الوزارة لأن ذلك سيؤجج مشاعر القوى الوطنية والقومية والتحررية فأوكل تشكيل الوزارة إلى الفريق طه الهاشمي، الذي يتمتع بعلاقات حسنة مع مجموعة المربع الذهبي، وحيث عرف طه الهاشمي بوطنيته ونزعته القومية وشعبيته بين أفراد الشعب والقوات المسلحة إضافة إلى امتلاكه لسلسة من العلاقات المتشابكة التي ستعينه على النجاح في مهمته، وعلاوة على ثقافته الأكاديمية حيث كان متخصصا في الجغرافيا البشرية وعرف بتأليفه العديد من الكتب الرصينة، فعاد الوصي إلى بغداد بعد أن اطمأن على انفراج الأوضاع لصالح كتلة نوري السعيد.

إعلان ثورة رشيد عالي الكيلاني

في مستهل عمله في الوزارة واجه الفريق طه الهاشمي قائمة طلبات الوصي عبد الإله المتمثلة بسحق المربع الذهبي، وبعد أن كشف النقاب عن الخطة سارع رشيد عالي الكيلاني من موقع المعارضة اعتمادا على شعبيته المتعاظمة، بالاتفاق مع الفريق أمين زكي رئيس الأركان العامة بالوكالة مع أعضاء المربع الذهبي بالتحرك للاطاحة بالوصي والحكومة من خلال اجبارها على الاستقالة.

ففي فبراير/ شباط من عام 1941 بدأت الثورة واستمرت لغاية 2 مايس / أيار من ذات السنة، حيث أحاطت قطعات عسكرية القصر الملكي وأُجبر طه الهاشمي على تقديم استقالته. وبعد بسط الجيش نفوذه على بغداد بتاييد جماهيري منقطع النظير، هرب معارضو رشيد عالي الكيلاني إلى الأردن ليقودوا المعارضة من الخارج، وكانوا يتألفون من: نوري السعيد وجميل المدفعي وعلي جودت الأيوبي. أما الوصي عبد الإله الذي نجح بالفرار إلى البصرة جراء السخط والأجواء الملتهبة حيث تحتم على بريطانيا تهريبه بالمدمرة “فالمون” إلى الأردن لتأمين نجاته “بحسب الوثائق البرطانية”.

أصبح العراق أمام حالة فراغ دستوري بسبب استقالة الوزارة وهروب الوصي على العرش وعدد من الوزراء من كتلة نوري السعيد خارج البلد، فأخذ الكيلاني زمام المبادرة فشكل حكومة مصغرة مؤقتة ريثما يعرض الموضوع على مجلس النواب أسماها حكومة الإنقاذ الوطني، لمعالجة القضايا الضرورية والطارئة حفاظا على وحدة البلاد وأمنها بعد التصدع الذي لحق بها. أصدرت حكومة الإنقاذ بيانا حملت الوصي على العرش مسؤولية الأوضاع المتفاقمة في البلد كما القت عليه باللائمة في إضعاف الجيش تسليحيا وعزله عن الأداء بمهامه الوطنية التي عرف بها منذ تأسيسه، وهذا ما ترتب عليه لاحقا من صعوبات واجهها في حربه في فلسطين عام 1948 على الرغم مما بذله من قتال في جبهات القتال. كما اتهم الوصي بأحداث صدع في الوحدة الوطنية من أجل ممالاة البريطانيين، وكذلك الاستهزاء بالقانون والدستور ؛؛ لم تستمر هذه الثورة لعدم تكافئ القوة وضعف التسليح وقلة العتاد والذي مصدره بريطانيا . وأثناء تأزم الوضع السياسي المحلي والدولي في منتصف عام 1940م وأوائل سنة 1941م على اعقاب قيام الحرب العالمية الثانية وقيام ثورة مايو/ مايس 1941م بزعامة رشيد عالي باشا الكيلاني، حيث أظهر عبد الاله تأييده للسياسة البريطانية، وعداءه لقادة الثورة، فغادر بغداد سراً إلى الحبانية ومنها إلى البصرة، فحدثت أزمة خطيرة، مما أضطر حكومة الدفاع الوطني التي قامت في البلاد يومئذ، إلى دعوة مجلس الأمة إلى الاجتماع في العاشر من أبريل/ نيسان 1941 م، وتعيين الشريف شرف وصياً على العرش بدلا من عبد الاله. فقررت الحكومة البريطانية دخول العراق لاحتلاله بسبب استراتيجيات الحرب العالمية الثانية لا سيما وإن قادة الثورة قد طلبوا دعم دول المحور ألمانيا وإيطاليا، خصوم بريطانيا في الحرب، فأصطدم الجيشان العراقي والبريطاني في معارك دامية بدأت في الثاني من آيار 1941 م، وانتهت في الثلاثين منه، وحيث أعيد الوصي المعزول وأعتقل وفصل الكثير من الضباط والموظفين وغيرهم، كما أوقفت صدور الصحف المؤيدة للثورة ايران من جانبها القت القبض على المشاركين في الثورة مدنيين وعسكريين ممن لجئُوا اليها وسلمتهم الى الحكومة البريطانية والروسية التان احتلتا ايران وازاحتا شاهنشاه أيران ونصبتا ابنه محمد رضا بهلوي بدل عنه  ومن ثم تم اعدامهم  في العراق ومن ضمنهم العقداء الاربعة. أما مصير الباشا رشيد عالي الكيلاني  فقد تمكن من الهرب ووصل الى المانيا عبر تركيا . مثل ما يحدث اليوم من تواصل وتعاون بين الحكومة الايرانية والاميركية على تخريب العراق والمنطقة . . عبد القادر ابو عيسى : [email protected];

2 ~ الحرب مع اسرائيل من مايو سنة 1948 حتى مارس سنة 1949 والتي ابلى بها الجيش العراقي بلاء عظيم فقد اذاق اليهود الصهاينة المر الزعاف ولم يخسر اية معركة طوال سنة الحرب [*4. كانت القوات العراقية متواجدة شرق الاردن , آخر معركة خاضها الجيش العراقي في هذه المنازلة كانت ( معركة كومتش ) بعدها لم تصطدم القوات اليهودية بالجيش العراقي وكانت تتحاشا الاقتراب منه ووصلت القوات العراقية على مشارف( تل ابيب ) على بعد 11 كيلو متر] , توقف القتال بناء على قرار من الامم المتحدة وَسُلِمت الاراضي المسيطر عليها من قبل الجيش العراقي الى جيش المملكة الاردنية الهاشمية . من ابرز القادة العسكرين للقوات العسكرية ( اللواء الركن عمر علي قائد القوات العراقية في حرب فلسطين و  العميد محمد الزبيدي و العميد عبد الكريم قاسم ) ولهؤلاء الابطال الصناديد في هذه الحرب  حكايات و حكايات نذكر منها ما قام به القائد الصنديد عمر علي , كان هذا الرجل شجاعاً جسوراً الى ابعد الحدود مثل بقية افراد الجيش العراقي والحق يقال ان هذه الصفة ناتجة من صفة  الشجاعة التي يتصف بهاالشعب العراقي بشكل عام ؛؛4. دفع الشعب العراقي بحكومته رغم انها كانت تحت النفوذ البريطاني لارسال الجيش العراقي الذي ودعه هذا الشعب وهو يغادر بأبنائه للدفاع عن فلسطين وأهلها .أنيطت باللواء الذي يقوده عمر علي الدفاع عن المثلث العربي الفلسطيني المتكون (جنين- نابلس- طولكرم) ففي عام 1948 شن اليهود هجوما واسعا على مدينة جنين واحتلوها ودار قتال عنيف في شوارعها بعد أن أحكم اليهود الحصار عليها وقطعوا الاتصال بينها ومدينة نابلس.وقام اليهود بحصار السرايا – مركز البوليس الواقع على طريق حيفا حصار محكما لوجود مناضلين ومقاتلين من البوليس الفلسطيني، وبدأوا بقصفه بمدافع الهاون وقد دبت الفوضى في المدينة التي كانت بحكم الساقطة عسكريا في ايد اليهود. وكان اللواء العراقي بقيادة عمر علي يتحرك من نابلس إلى غرب فلسطين إلى مدينة طولكرم ومن ثم يتمركز في مدينة قلقيلة وكفر قاسم شرقي مدينة تل ابيب. وعند مفرق دير شرف التقط اللواء الركن عمر علي قائد اللواء استغاثة المحاصرين لاسلكيا يطلبون النجدة. فما كان منه إلا ان حول اتجاه اللواء إلى جهة الشمال نحو جنين بدل ان يتجه غربا نحو طولكرم بدون الرجوع للقيادة العراقية فجنين تعد أهم من طولكرم لأنها أكبر بكثير ففي ذاك الوقت جنين كانت من المدن كبيرة في فلسطين كان يعيش بها حوالي 35000 اما طولكرم كانت مدينة صغيرة لا يتعدى سكنها 9000. وقد اندفعت قوات هذا اللواء إلى جنين واتخذوا لهم نقطة عسكرية في سهل قباطية في منطقة بئر جنزور.

ودخل اللواء المعركة في 20/حزيران/1948 دون ان يجهز بخريطة عسكرية تعبوية للمنطقة، وكان الوقت ليلا، وقد خاضها اللواء العراقي معركة حاسمة حرر فيها مدينة جنين من اليهود وقد اذهلت نتيجة المعركة الجميع كيف أن جيشا تعداده 822 مقاتل استطاع دحر قوة من عشرة الاف من الصهاينة بكامل عتادها وعدتها، ودخل الجيش العراقي المدينة بعد ان فقد ثلاثين شهيدا عراقيا.

وقد امر اللواء الركن عمر علي بالتوجه إلى تل ابيب مقر الحكومة الصهيونية لاحتلالها حيث اندفع قسم من قوات اللواء نحو عاصمة الصهاينة لكن اوقف بامر القيادة العراقية بعذر انتظار تكامل الجيش العراقي للدخول إلى فلسطين.

تالفت القوات العراقية التي دخلت فلسطين يوم 15/حزيران/من لواء مدرع يقوده اللواء الركن عمر علي، وقد خاض المعركة بمفرده.

وقد قدرت قوات الجيش العراقي عام 1948 بـ(35) الف مقاتل موزعة على ثلاث فرق وقوته الجوية كانت تتالف من 100 طائرة بالأضافة إلى قوات الشرطة وعددها (20) الف عنصر. اما اسلحته فكانت من التسليح البريطاني. وقد ارسل العراق بمعظم قوة الجيش العراقي في معركة تحرير فلسطين لأنقاذ اهلها وحماية الأماكن المقدسة.

كما ساند الجيش العراقي الجيش الأردني فقام بتحركات على محور فتانيا – طول كرم بهدف تخفيف ضغط اليهود على الجيش الأردني.

يذكر المؤرخ صادق الجميلي قائلا:*5 ((عندما تمت الهدنة وجاءت الأوامر إلى اللواء الركن عمر علي بتبادل الأسرى والقتلى كان من بين القتلى الصهاينة ابنة بن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني، واول رئيس له فأرسل من يطلب تسلم جثة ابنته من دون ان يطالب بجثث مئات الصهاينة الذين قتلوا معها في معركة جنين، لكن القائد عمر علي اصر على إذلال هذا القائد الصهيوني وطلب منه ان ياتي بنفسه لتسلم جثة ابنته القتيلة، وان ينحني للقائد العراقي، كما فرض على الصهاينة الأنسحاب مسافة 12 كيلو متر عن جنين، وهذا الأنسحاب هو الذي مكن الجيش العراقي من  الوصول إلى مشارف تل ابيب ، فاستجاب بن غوريون لهذين الشرطين صاغرا وتسلم جثة ابنته.

وقد اقام اهالي جنين احتفالا للجيش العراقي وقائد اللواء الركن عمر علي حتى ان مفتي جنين السيد اديب الخالدي صرح امام قائد اللواء لولا الجيش العراقي لكنا تحت التراب.

ومما يروى عن دوره في حرب فلسطين، حاصر 4000 مقاتل من القوات الصهيونية مدينة جنين في 3 يونيو 1948 في محاولة للاستيلاء عليها فأتى عمر العلي على رأس قوة من 500 جندي عراقي و 100 من المجاهدين الفلسطينيين وبعد قتال شرس خارج وداخل المدينة استطاع فك الحصار وتحرير المدينة في اليوم التالي وبقيت تحت الحكم الأردني حتى احتلالها عام 1967 
  مصادر البحث : ــــــــــ *1ـــ ويكيبيديا الحرّه .*2أ ـــ المكوار : عصا خشبية في رأسها كرة من القير الصلب تستخدم قديماً كسلاح شخصي , أستخدمت في الهجوم على افراد القوات البريطانية الذين كانو يتسلحون بالمدافع والبنادق , فكانت هذه الأهزوجة . ب . الفالة آلة من الخشب بطول متر ونصف تقريباً تشبه شوكة أكل الطعام تستخدم لصيد السمك ضرب بها أحد الجنود البريطانيين في صدره فعجز الاطباء من اخراجها في العراق فنقلوه الى لندن لعلاجه واخراجها , فكانت الاهزوجة . ج . لجمن القائد الاعلى للقوات البريطانية في العراق قتله الشيخ ضاري شيخ قبيلة زوبع . فكانت الاهزوجة . *3 ـــ وكيبيديا الحرّة . *4 ـــ مذكرات الفريق اول الركن صالح صائب الجبوري , رئيس اركان الجيش العراقي في ذلك الوقت . ؛ الناشر منتدى المعارف بيروت ؛ *5 ـــ ويكيبيديا الحرة

أحدث المقالات

أحدث المقالات