للفساد مفاصله وبؤره ورجالاته ومصادر تمويله وجهات سانده له وان تحجيمه او القضاء عليه ليس سهلا وانما يحتاج الى ثوره بمعنى الكلمه ويمكن تسميتها ب (الثوره الاصلاحيه) على غرار الثوره الثقافيه والثوره الصناعيه وغيرها من حركات التصحيح الاخرى …
ولضمان نجاح الثوره الاصلاحيه يجب تهيئة الارضيه المناسبه لنجاحها واستمرارها لضمان تحقيق كامل اهدافها ولكل ثوره عبر التاريخ رجالاتها من مفكرين وممولين وثوار وشعب واعي يستوعب التغيير ولا يخفى على كل ذي بصيره ما يرافق مثل هذه الحركات من تضحيات جسيمه والا سيبقى المشروع الاصلاحي حبرا على ورق او امنيه في وجدان شاعر ثائر او ومضه عابره في ذهن مفكر عبقري نادر…..
ومن اهم عوامل نجاح الحركات الاصلاحيه هو توفر منبر اعلامي موجه وقادر على تعرية رجالات الفساد وبؤره ومفاصله ومصادر تمويله والجهات السانده له والاهداف التي ينوون تحقيقها من وراء كل ذلك … واليوم ونحن نعيش في عالم القريه الصغيره .. عالم المعلوماتيه الهائله …عالم الانترنيت من الممكن تهيئة منابر اعلاميه ذات هدف موحد من اجل دحر الفساد والمفسدين وتعريتهم وشل قواهم بل والاجهاز عليهم وافشال مخططاتهم التي تستهدف اهدار المال العام وثروة الشعب ومقدراته …..
كل هذه المقدمه التي بداْت بها مقالي هذا بمثابة خط عام لا يعني الفساد في بلد معين بحد ذاته وانما خطوط عريضه لاصلاح كل ما هو فاسد في اية بقعه من بقاع الارض ولكن الذي يخصنا هنا هو ما نعانيه نحن العراقييون في بلد متخم بالثروة وغارق الى اذنيه في اوحال الفساد بشتى انواعه …
اما كيف ينبغي لنا تحجيم الفساد والحد منه واضعافه فلا ياْتي بسهوله ولا بين ليلة وضحاها وانما وفق برنامج طويل الامد ووفق خطط مدروسه ومتقنه ومن جملة تلك الاجراءات الناجحه بنظري وبالدرجة الاساس وهو ما يعول عليه الان من خلال التسريبات الخبريه لجس النبض هو ما اشيع اخيرا من وجود خطه حكوميه تستهدف الغاء مجالس المحافظات والمجالس البلديه في الاقضية والنواحي والتي اصبحت جميعها بمثابة دكه للفساد يتكئ عليها الفاسدون ويعتاشون عليها ويسيرون من خلالها اهدافهم في استنزاف ثروات البلد من خلال هدر المال العام في مشاريع وهميه على الورق والاثراء على حساب معاناة المواطن الذي انتظر الرفاهية طويلا ولكنه للاسف لم يجني الا الارهاب والقتل والخطف والنزوح والتشرد في وطنه وفي بقية بقاع الارض في البلدان الاخرى واليوم حتى اصبح مهددا بفقدان قوته وقوت اطفاله الغرثى من جراء تكاليف الحرب على الارهاب والتي اصبحت بمثابة حرب استنزاف باتت تستنزف ما تبقى من تلك الثروات التي لم تطلها الى الان ايدي السراق من الفاسدين في تلك المفاصل ,,,
والخطوه الاصلاحيه الاخرى المطلوبه اجرائها وبالسرعه القصوى هو فضح الاثرياء الجدد على مواقع التواصل الاجتماعي ومحاكمتهم جماهيريا وعلى الهواء مباشرة واثارة السؤال المرعب الذي يجب توجيهه لكل فرد منهم الا وهو: من اين لك هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اعتقد انه ليس بالامكان ان يحاسب فاسد فاسدا ابدا لان الكل في الهوى سوا كما يقول المثل الدارج وانما من يستطيع محاسبة الفاسد هو ذاك الانسان النزيه الجائع والمشرد والعاري ذاك الانسان المحروم من ثروات بلده المتخم بالثراء ,,, ثروات بلده التي باتت نقمه عليه بدلا ان تكون نعمة له ورحمه ورفاهيه …
لذا ان ما يشاع هنا وهناك بصدد تشكيل لجان برلمانيه او لجان نزاهه او لجان تحقيقيه من اجل ردع الفساد والمفسدين ولضمان مصداقية هذه اللجان هو عرض نتائج التحقيقات في البرلمان وعرض من ثبت اتهامه بالفساد امام الملاْ واعلان حجم عقوبته ايضا امام الشعب واذا دعت الضروره اعلان العقاب الصادر بحقهم وطريقة تنفيذ العقوبه بصوره علينه وفي الهواء الطلق ليكونوا عبرة للاخرين كل ذلك من اجل استمرار مسيرة الحياة السويه وفقا للقانون والدستور والنظام ومن اجل تحجيم الفساد وبالتالي القضاء عليه تدريجيا ,,,