يختلف سياسيوا العراق عن سياسيي العالم في كل شيء حتى في منظرهم البشري يختلفون .. بل حتى في ضمائرهم يختلفون ، وتجدها دائماً ضمائر خربة بالكامل ولاتوجد عندهم ذره ضمير واحدة ..
خلاصة القول :
قبل يومين نُسفت دماء العراقيين الشيعة بتصريح طائش من هادي العامري الذي يجعل البعض مصفرّ الوجه ، إذ يقول وهو مُعزّي الحكومة الإيرانية بفقدها واحد من منتسبي الحرس الثوري ، يقول السيد هادي طيارة : ( لو لا إيران لسقطت بغداد – وكانت حكومة العبادي حكومة منفى ) !!! ، مُحتقراً في قوله هذا كل قطرة دم عراقي سقطت وكل نفس زُهقت في سبيل تراب هذا الوطن ..
العامري الذي إحتقر كل جهد عراقي ساهم في إعادة الأوضاع الى طبيعتها وراح يعربد في الدفاع عن إيران وعن قاسمها السليماني تلك الشخصية التي نراها فقط في الصور الفوتغرافية ولم نراها ويراها أي شخص في مقدمة جحافل الحشد الشعبي لم يُبين لنا ماهو نوع المساعدة التي قدمتها إيران وماهو شكلها ؟
وأنا أسأل العامري وكل عراقي منصف :
هل أفراد الجيش العراقي الذين قضى نحبهم هم من كتائب وألوية الجيش الإيراني ؟
هلّا توخيت الدقة في تصريحاتك أيها العامري وتذكرت عملية تحرير جرف الصخر وقد كان لك تصريحاً سابقاً عن عوامل نجاح عملية تحرير ” جرف الصخر “وقد قلت من على شاشة العراقية أن العامل الأساسي في تحرير هذه المنطقة جاء بفضل أفراد ” سرايا السلام ” الذين قاموا بتمهيد الطريق وفتحه أمام الفصائل الأخرى مما جعلها تعود الى أحضان القوات المسلحة العراقية ،
هل نسيت بيان السيد مقتدى الصدر عندما أصدر بيانه وأوامره الى أفراد ” سرايا السلام ” في الذهاب الى مدينة آمرلي المحاصرة وتخليص اهلها من الزمر الإرهابية آنذاك ؟ وقد توسم هذا البيان في عبارة ( قادمون يا آمرلي )
هل نسيت فتوى المرجعية الدينية التي كانت ومازالت لها إنعكاسات إيجابية على مصلحة الوطن والشعب ؟ بغض النظر عن أصول هذه المرجعية وموطنها الأصلي لأن الشريعة السمحاء لاتُفرق بالعرق والطائفة والقومية .
أعود الى سؤالي الأول وأقول ماهو نوع المساعدة التي قدمتها إيران يا استاذ هادي ؟ فإذا كان قصدك أن الجاره إيران ساعدت العراق بتقديم الأسلحة فهذه ليست مساعدة .. إنما هي صفقات سلاح تجارية أبرمتها إيران مع العراق مقابل ملايين الدولارات وليست بالمجان لسواد عيوننا ، كما تعتمدها اليوم روسيا – وأمريكا – وكل دولة لها إمكانية في بيع وتصدير الأسلحة للدول التي تحتاجها ..
أيها القاريء الكريم :
لقد أُبتلينا نحن الشيعة بأمثال هادي العامري ، وأصبحنا في نظر المجتمعات الإقليمية والعالمية صفويين وتابعين خانعين لإيران .. وهذا كله بسبب تلك التصريحات غير الصحيحة التي يطلقها سادن الحكومة الإيرانية والمطيع لها بكل تفاني واخلاص السيد هادي العامري ، الذي حولتهُ إيران من جندي هارب الى زعيم حركة وهو لا يمتلك أي مؤهلات .. ، فأقول للعامري من حقك أن تعتز بهذه الملل الإيرانية ولكن ليس من حقك أن تقول ولائي المطلق للعراق .. لأنك قلتها بعظمة لسانك وبكل وضوح .. وأنا غير منزعج من هيامك وعشقك لإيران .. لكن عادةً مايزعج المرء مثل هكذا كلام الذي يجعلنا في محرقة تعصّب المتطرفين والمتربصين بنا حتى يجدوا مبرراً لقتلنا عبر سياراتهم المفخخة وأحزمتهم الناسفة .
والسؤال الأخير :
أين إنتماء العامري وأين عراقيتهُ ؟
الجواب : إنها غائبة تماماً .
ختاماً / نقدم التهاني والتبريكات للجمهورية الإسلامية إيران على جنودها المخلصين في العراق .. وهنيئاً لهم من القلب ، وتعساً لنا من قلوبهم .. ولسان فؤادي يقول : ( الأسود يليق بنا ) .