( كبر الشنكة وصغر الصورة) هكذا رسم خارطة الانسانية بكلمتين ولكن يبدو من خلال المشهد الدرامي الذي اضحى من المسلمات لدى المسوؤل العراقي هو المنهج الذي داب عليه منذ كان معارضا لايفقه سوى الطاعة والانقياد للحاكم او المسوؤل وكانة في عينيه رمد او غشاوة عن المصالح العامة ان المنهج الذي رسمه لنا الزعيم شهيد الوطنية ومؤسس الجمهورية العراقية الحديثة اختصره حينما مر بخباز في احدى ضواحي بغداد وكان قد وضع للزعيم صورة كبيرة فدخل الزعيم فجاة كعادته في زياراته للاحياء الفقيرة ولكنه دقق بخبزه فكانه عرف بانها خبزه غير المعتادة فقال كم وزن هذه الشنكة ؟ وتعني بااللهجه العراقية مقدار العجينه التي تخبز فسكت فقال اريد ان تضعها بالميزان فلما وضعها كانت ناقصة عدة غرامات ومعناه انه ياكل من حق الفقراء غرامات قليلة فقال قولته الشهيرة حين نظر للصورة ( ابني صغر صورتي وكبر الشنكه للمواطنين )
وهذه من المنقولات الشهيرة اقول ان التحدث عن الانبطاحية لحنان الفتلاوي يلازمها قصور وامتيازات لها واهلها واما غيرها ممن يتباكى بكاء التماسيح على الحقوق الوطنية والميزانية والتي اضحت بين حكومة سابقة وحالية وكلهم دولة القانون وشركائهم من هدروا المال العام فماذا تعني للمواطن الفقير والمسلوب حقه ان كانت الميزانية 150 مليار او 50 مليار المهم ان المسوؤل يتمتع بكل الامتيازات والفقير لايرتفع مستواه لادنى درجه بل بالعكس كلما ارتفعت الميزانية ازداد الفقير فقرا لان الغني يزداد غنى ةلايترك شيئا للفقير والشيء العجيب ان كل المستفيدين يكبرون صور قاداتهم وارباب نعمهم قولا وفعلا ويسلبون المواطن كل شيء والا ماتفسير ان يكون العراق ثاني اكبر دولة نفطية بعد السعودية واطفالنا يموتون بردا حقا انني ذهلت بذلك والغريب انني عندما اذكر ذلك لاتهتز غيرة اي مسؤول فسبعة عشر طفلا قضوا بردا في ثاني اكبر بلد نفطي واغنى بلد عربي بالحسابات الاحتياطية للبترول ان ماانتجته سياسة المختار نوري هي هذه سقوط ثلثي الاراضي العراقية وتسليم الكرامة والشرف العراقي بشكل صفقة لداعش من شذاذ الافاق والهمج الذين لايدركون شيئا عن الثقافة او السياسة او حتى ادراكهم لابسط التعاليم الاسلامية والاخلاقيات الانسانية وهذا لايعني بالتاكيد بانني اريد زرع الياس في نفوس العاملين او التعريض او التجريح باحد ولكن لابد ان نحاكم فترة زمنية اقحمت العراق في دوامة عنف ومارست اساليب لم تعهدها دولة مع الاعلام منها الاعتقال والتشهير والتسقيط السياسي مما دعى بعض الصحفيين والكتاب الى الانجرار بنفس الطريقة للرد وهنا ستفقد الصحافة والاعلام دورها الرقابي كسلظة رابعة ان تسليط الضوء على خلل الاداء انما هو كمال وليس نقص المراد منه تسليط الضوء على السلبيات فقط كما ان الكاتب والصحفي يؤشر على الخلل وهذا ليس معناه الجهوية او الحزبية او شيء اخر قد يتصوره بعض مرضى الكراسي وعاشقي السلطة الفوضويون وليس صحيحا ان يقال ان (ليس بالامكان افضل مما كان ) فنحن نفترض وجود اخر جديد ولايصح ان نقارن وان صحت المقارنة فايضا لابد ان نتصور وضع الحكومة خارج السلطة قديما ونحكي اسرارها وتحفر قبور لاينبغي الا ان تدفن بما فيها ان الحرب الاعلامية لاتشن على الحقيقة مطلقا لانها ستقف وتنهار في حدودها كما ان الاستصراخ او الاستنهاض او المناشدة وصولا الى الافضل هي نابعة من نفس متكاملة طيبة وليست من نفوس انانية تريد ان تعبر مرحلة ما او تسقط حزب او جهة او تيار بل قد تنفع فعليا لتفجير الاحتقان وبؤر التوتر وتخيف المعاناة عن المهمشين او المسلوبة حقوقهم واذا قارنا قناة البغدادية ومواقفها المشرفة وبرامجها الشيقة في عمق الازمة العراقية نرى ان المستفيد الاول هو الحاكم لان الاختقان كان ولايزال في الشارع العراقي وفجرته هذه القناة باسلوب فني رائع حقا ولو كانت في اوربا لاتهمتها وسائل الاعلام بانها تخفف من الضغط على الحكومة بعكس حكومتنا التي لاتفقه اي بادرة طيبة انسانية او نصيحة ناصح فهدرت الاموال ومارست الحكونة اقصى الوان الاستبداد والوحشية وكما قال الكواكبي ( لو كان الاستبداد رجلا واراد ان ينتسب لقال ( انا الشر وابي الضيم وامي الاساءة واخي الغدر واختي المسكنة وعمي الضر وخالي الذل وابني الفقر وابنتي البطالة وعشيرتي الجهالة ووطني الخراب وديني وشرفي وحياتي المال ثم المال – – – )
نعم الاستبداد يعني كل شيء ؟ وحرب هذه الظاهرة هي منهج البغداية وهي الدعوة والعمل على كشف الرموز الفاسدة والفاشلة والمتهالكة وتشخيص الداء ووضع الصبع عليها كمرض لابد من استئصاله كي ننعش بقية الجسد وان نتحمل هراوات الجهال والاتباع السكارى بشوة الحكم الجائر كما عملت قناة الحرية والاشراق والفكر البغدادية ودفعت اثمانا باهضة لكنها كانت رخيصة لانها حققت اعظم ثورة اصلاحية من خلال مواجهة تجار الذمم وصيادي الضمائر وتعرية تجار الدين والقداسة باسلوب راقي ودعوة هادئة بالعودة الى القيم الاسلامية او العربية الهادفة وهذا لايتاتى الا بالصبر ووضوح الرؤية تجاه المستقبل لبلدنا العزيز والذي اضحى فريسة للجهال والفاشلين ان الازدواجية البغيضة والنفاقية الكاذبة والتي اصبح لها دعاة ومهرجون ومستكتبين وماجورين ومثقفون للصنم الواحد والراي الواحد اضحت قنواتهم وصحفهم وماجوريهم متهالكة لتسقط في بحر الخسة وتهوي في وديان اليائس وتحاول تقمص الادوار من جديد( ولات حين مناص) وهكذا خلدت الكلمة والراي مع خلود الحق والعدل وبقيت وستبقى شمس العراق النابضة بحبه مضيئة وكاشفة لكل ظلمات وخفايا خفافيش الظلام واشرفت البغداية من جديد لتحاكم اعتى فترة مر بها العراق وكيف بيعت ارضنا ارض الحضارات من خلال كشف خفايا الصفقة وهكذا نقول لكل سياسي ماقاله الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم (صغروا الشعارات وكبروا الحقوق المدنية للعراقيين وكفاكم لعبا على حبائل الشياطين ( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )