25 نوفمبر، 2024 6:50 م
Search
Close this search box.

لقاءات الفضائية العراقية مع غير العراقيين هل هو تقصير أم قصور

لقاءات الفضائية العراقية مع غير العراقيين هل هو تقصير أم قصور

دأبت الفضائيات على عقد لقاءات وأجراء أتصالات مع المفكرين وألآعلاميين وألآدباء والفنانين حسب طبيعة البرنامج وحسب الظروف السياسية التي يمر بها بلد الفضائية أو بعض بلدان الجوار والمنطقة والعالم والفضائيات ذات الخبرة وصاحبة الجدارة في العمل ألآعلامي هي التي تعطي لمفكري وسياسي وأعلامي البلد ألآهتمام ألآول والمساحة الواسعة شعورا منها بالخصوصية الوطنية ومراعاة للقاعدة ألآجتماعية ” القوي من كان قويا في بيته ” والبيت العراقي يمتلك أرثا تاريخيا في العلوم من أيام بابل وأبراجها وسومر وأور وطقوسها وأشور وملوكها مرورا بالفتوحات ألآسلامية وبيوت الحكمة فيها ومجالس ومدارس الكوفة والبصرة التي وضعت القراءات العشر وفصلت النحو وعمقت التشريع ليصبح ألآمام جعفر بن محمد الصادق أستاذ الفقهاء ويتحول ألآمام أبو حنفية الى طالب علم وصاحب مسألة يطلبها من صبي في الثامنة من عمره هو موسى بن جعفر الذي سأله ألآمام أبوحنيفة قائلا : ياغلام أين يضع الغريب في دياركم فيقول له موسى بن جعفر : توق شطوط ألآنهار ومساقط الثمار وأفنية المساجد وتوار خلف الجدار ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها وضع أين شئت فكان هذا الجواب هو مختصر علم البيئة يؤسس في بغداد في القرن الثاني الهجري , وتتواصل روافد مدرسة ألاسلام من خلال مدرسة أهل البيت “ع” ليصبح الشيخ المفيد أستاذ كرسي الكلام والمنطق والحديث في بغداد ثم يخلفه السيد المرتضى الفقيه والشريف الرضي الذي جمع كتاب نهج البلاغة ثم يورثهما تلميذهما الشيخ الطوسي الذي أسس الحوزة العلمية في النجف في القرن الخامس الهجري وأستمر عطاء حوزة النجف ليرفد بغداد والعالم ألآسلامي وليصبح العلامة بن المطهر الحلي صاحب كتاب منهاج الكرامة مغيرا ومصلحا لمن جاء غازيا لبلاد المسلمين فيتحول الخدابندة بفضل علم بن المطهر الحلي الى مسلم بعد أعتناقه العقيدة ألآسلامية , وتتعاون المراكز العلمية في النجف والحلة وبغداد على تقليل صدمة ألآحتلال المغولي , ويستمر عطاء النجف العلمي ليظهر الشيخ ألآنصاري تلميذ صاحب الجواهر حتى تتواصل ألآنجازات العلمية رغم الجفاف الثقافي وأنتشار ألآمية والتخلف وأنتشار ألآفكار الوافدة التي لاتعبر عن أصالة ألآمة فظهر محمد باقر الصدر الذي قال عنه وزير التربية ألآردني في نهاية الخمسينات معلقا على كتاب ” فلسفتنا” لم أجد فيلسوفا عربيا أو مسلما حاور الفلسفة الماركسية ودحرها كما دحرها محمد باقر الصدر , ثم كان كتاب أقتصادنا مع كتاب فلسفتنا قلبة طلاب الجامعات العراقية في الستينات ثم ظهر كتاب ” البنك الاربوي في ألآسلام ” فأصبح مرجعا للبنوك والمصارف التي لاتتعامل بالربا , ثم كانت موسوعة ” ألآسس المنطقية للاستقراء ” التي جعلت فيلسوف مصر نجيب زكي يسأل السيد محمد باقر الصدر عبر الطلاب العراقيين الذين كانوا يدرسون في القاهرة قائلا له من شدة تعجبه : لمن كتبت هذا الكتاب ؟ فأجابه السيد الصدر حتى يأخذ الغرب عنا ولانظل نأخذ من الغرب ؟

وكان الجواهري قد وصل الى نجومية الشعر العربي , وحصل كل من المرحوم مصطفى جمال الدين والمرحوم الشيخ الدكتور الوائلي جوائز مؤتمر الشعر العربي المنعقد في بغداد عام 1964 بينما كان المرحوم العلامة الدكتور مصطفى جواد يطلق برنامجه اللغوي ” قل ولا تقل ” وكان المرحوم الدكتور عبد الجبار عبد الله العالم الفيزيائي رئيسا لجامعة بغداد , وكان المرحوم العلامة جلال الدين الحنفي يصوغ منظومته اللغوية والفقهية وكان كوركيس عواد يصدر مجلته الثقافية , وكان الدكتور علي الوردي يضع لمسات علم ألآجتماع في كتابه لمحات أجتماعية من تاريخ العراق بينما يؤسس مرتضى أل ياسين كلية الفقه ويؤسس العلامة مرتضى العسكري كلية أصول الدين , ويشيد المرحوم جواد سليم النصب المشهور بنصب الحرية الذي أصبح معلما من معالم بغداد , ويطرز الرسام فائق حسن ساحات بغداد وشوارعها بلوحاته الفنية ومعه غني حكمت النحات الذي أهدى بغداد أجمل اللوحات الفنية المعبرة , ولازالت مسيرة العلم والثقافة تزخر بعشرات ألآسماء المعروفة عالميا ومحليا , أن بلدا يزخر بكل ماذكرنا لايجوز لفضائياته وأعلامه لاسيما الفضائية العراقية أن تعرض وجوها غير عراقية ليست معروفة بأنتجاها ومؤهلاتها العلمية والثقافية , بل هي ليست بمستوى الكفاءات العراقية في الفكر وألآدب والتحليل السياسي والفن , ولانريد أن نذكر ألآسماء التي تركض ورائها الفضائية العراقية الى بيروت والقاهرة وكلها أسماء متواضعة أو غير معروفة حتى لانحرج أحدا , ولكننا نقول للفضائية العراقية عليك بأهلك من أصحاب الغنى الثقافي في مجالات التحليل السياسي وألآمني وأياك وألآسماء الطارئة والخيارات المرتجلة التي راحت تعرض على المشاهدين ممن هم مايضحك الثكالى , فهل تريد الفضائية العراقية أن تقول لنا أن هذا أنفتاحا ؟ ونحن نقول لها من منطق المعرفة بالميدان ورجاله هذا ليس أنفتاحا ونحن مع ألآنفتاح ولكن بشروط تحقق النجاح وجلب الفائدة , ففي لبنان مثلا المفكر أنيس النقاش , وناصر قنديل , وحسن حمادة , وميخائيل عوض , وجورج أبو فاضل , وسالم زهران , وفيصل عبد الساتر , وحبيب فياض وأمين حطيط , ورضوان السيد وعدنان السيد حسين , وجميل السيد , ورفيق نصر الله  وغيرهم الكثير وفي مصر , حسن نافعة , والدكتور الدليل , ونخبة من المحللين العسكرين , ونخبة من مركز ألآهرام للدراسات ألآستراتيجية , وفي العراق هناك نخبة من المفكرين في مقدمتهم الدكتور علي التميمي أبو شيماء , والدكتور سيار الجميل , وألآستاذ غالب الشابندر وألآستاذ حسين درويش العادلي , وألآستاذ سليم الحسني , والدكتور فخري مشكور , والسيد العلامة كمال الحيدري والعلامة مهدي الصميدعي ,  والدكتور عبد العظيم السبتي , والمهندسة زهاء حديد  , والدكتور فيصل الفضل صاحب شركة أمنية , وألآستاذ يوسف الفضل , والدكتور حميد النجدي وغيرهم 

أن العراق الذي يضم هذه الكنوز والنخب  العلمية والفكرية لايجوز للفضائية العراقية ألآبتعاد عنهم والركض وراء من هم دونهم مستوى ومن هم غير جديرين بالظهور المستوفي لحاجة المتلقي , وأ ظلت العراقية مصرة على ذلك فأنها تمارس تقصيرا لايعفيها من القصور المخل بألآداء وهذا واجب الجهات المسؤولية وفي مقدمتها الحكومة ومجلس النواب .

أحدث المقالات

أحدث المقالات