19 ديسمبر، 2024 12:25 ص

حققت جميلة العبيدي شهرة كبيرة على مستوى العراق بشجاعة طرحها وغرابته حين دعت زوجها لتطبيق الشريعة الإسلامية السمحاء بالزواج من مثنى وثلاث ورباع وما ملكت يمينه، وعلى وفق الشرع، فإن الله لم يضيق على الرجل وأعطاه عدداً غير محدود من النساء، وأغلب المذاهب حددتهن بأربع على الملاك الدائم، والأخريات عقود مؤقته، منها ملك اليمين وماتمتعنا به على وفق زواج المسيار، والمنقطع، والمبتعث، والمعشار، والعرفي، في حين أن داعش فسّرت الآية القرآنية بامرأتين وثلاث وأربع ليكون العدد الكلي تسع نساء يضاف عليه الجواري والحواري على وفق ما أقره الفقهاء من أنواع الزيجات، فيكون العدد مفتوحاً غير محدود.
النائبة جميلة العبيدي تعرضت لهجوم شرس من الرجال قبل النساء، عادين مقترحها خارجاً عن المعقول وأنه يخلق مشكلات في المجتمع العراقي ويسهُم في تفكيك الأسرة العراقية، وفسّر بعض المغردين والناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي رفض الرجال هذا المقترح قبل النساء ناتج عن قلقهم على مصيرهم، إذا لم يبادروا في رفض مشروع العبيدي الشجاع الذي دعت فيه زوجها للزواج بأخرى.
طبعاً أتمنى أن لا يفهم كلامي هذا أني سافعلها أو حتى أفكر بالأمر، ولكن أنا أفترض وجود رجال ميسوري الحال في شجاعتهم ومقدرتهم في التعبير عمّا يجول بخاطرهم وفي تنفيذ رغباتهم المكنونة وإعلان التتويج النهائي لما أقترحته العبيدي، وما أقره الله في شرعه المعطل من النساء.
دعوني أكون أكثر شجاعة في قول الحقيقة: إن كثيراً من الرجال يفعلها في المثنى والثلاث والرباع في سبل حرّمها الله ويجد من النساء من ترضى مشاركته هذا الفعل ذلك لأسباب مثل إشباع الغريزة الجنسية، والعوز المادي ومحاولة سد الفراغ العاطفي لديهن، ونحن نرفض ما أقره الله ونفعل ما حرّمه، نرفض المرأة التي تتزوج بأكثر من رجل، ونمنعها من الزواج على سنّة الله ورسوله، ونحن نعلم أن بعضهن قد تفعل الكثير خلف الكواليس ونستكثر عليها رغبتها في الزواج والعيش في كنف رجل يوفر لها الأمان والحنان والحب.
لم أرَ في حياتي أنانية تماثل أنانية بنات حواء في منعهن نظيراتهنًّ التمتع بحقهن في الزواج وتكوين أسرة وأقصد الزوجات اللاتي يمنعن أزواجهن من المثنى، ولم أر امرأة شجاعة كـــ( جميلة العبيدي) في طرحها الشجاع الذي لو نفذ، وهو محال حتى من كاتب هذه التخرصات، لقوضنا الكثير من ممارسة الفعل الحرام بين الرجال والنساء ولحققنا استقراراً نسبياً لدى المرأة العراقية في هذا الجانب.
أنا اتفق مع ما اقترحته العبيدي من ناحية المضمون لكني اختلف معها بأن مشروعها لا يحتاج إلى تشريع، بل يحتاج إلى نساء ينظرنًّ بعين الحب لنظيراتهن، فضلاً عن رجال أشدّاء أقوياء لا تأخذهم في تطبيق شرع الله لومة لائم، ويستثنى من ذلك أمثالي وأقصى شجاعة أمتلكها هي التعبير عن وجعي بهذا المقال الذي سأنشره في صحيفة لا تقرأها المقصودة.