تجربتي الشخصية متواضعة جداً, إستفاقت لبناتها الأولى على أن النساء لا يحق لهن التعلم, وأنها مخلوق ضعيف ليس له الحق حتى في الحياة أحيانا, فهن للإنجاب والخدمة فقط, وقد عانت كثيراً من الفقر والجهل ونظرة الدون, وحتى أن تصدرت تشريعات كثيرة في هذا المجال, فأنها تشريعات ظاهرية, لتجميل وجه العالم دولياً ليس إلا, أما في الحقيقة فلا زالت العبودية والجاهلية, تخيم على حياة المرأة بكل جنباتها.
الناشط والحقوقي الموريتاني, عبيدو اميجن يقول : (في مجتمع العبودية لا يوجد أباء), حيث يمتلك المستعبدون النساء, وعندما يصبحن حوامل يتم بيعهن, أو التخلص منهن, فينشأ في المجتمع نوعان من الناس الأسياد والعبيد.
سوس ينخر نسيج المجتمع العربي, فلا شرعية, ولا قدسية, ولا قداسة, لمكانة المرأة, أنها خسارة لثروة كبيرة, ولمخلوقة أودعها الخالق سر الحياة وديمومتها, بها يحدث الإنهيار الحضاري والأخلاقي, وعليها تعتمد العروش في سلطانها, وملكها وسطوتها.
جنة مهملة تحاول بسط مرجانها ودررها, في أبواب رفد الحضارة العربية الإسلامية, وهي في قمة إلتزامها, ملكة تعرف معنى أن تؤسس لحضارة المرأة, وتعطي دروساً لبناة حضارتها, برسائل السلام والوئام والحرية الإنسانية, وفقاً لمعايير الإسلام الحقيقي, وتبعث الحياة من القبور لغد أفضل, فيؤذن لعصر جديد بالنهوض, إنه عصر المرأة العراقية الملتزمة المتوشحة بعظمة الإسلام, وبرحمة نبي الأمة, وببلاغة القرأن, ونهج أهل البيت, فتؤرخ زمناً لميلاد أمة عصرية عادلة, بأقلام الولاء الصادق.
لقد زعم القمر أنه أحسن من الشمس, لأن نجاحه هو الضوء الذاتي للحياة, وأنه أشد من الأسد, لأنه أستبد بالمرأة وسيطر عليها بجميع جوانبها, وأن لسانه أقطع من السيف, لكونه يتعامل مع المرأة بكل مصداقية وعدالة كما يدعي, فهل جعل في يدي شيئاً من الوجود والكرامة, أرجع به الى بيتي وقد سرنا كلامه, ولكننا سررناه بأفعالنا!.
الآيات البينات حول حياة المرأة ومكانتها, جعلتني أثق بالودود الجبار أكثر من السابق, وأصرعلى أن أيماني هو من يقودني نحو النجاح, فمن يتربى في حجر الصالحين لا يمكن أن ينخدع.
حديثنا بدأ عن المرأة وسيستمر, ما دمنا نمثل طريق الزهراء وزينب (عليهن السلام), اللاتي ألبسن العصور أثواباً, وأرتدين الأمة حجاباً, لأن تاريخ النساء الفضليات, هو تاريخ متجدد يخرق عصور الجاهلية بالنور الساطع, فما جمع الرعاع الهمج, دعاة الحضارة إلا بدد, وما أيامهم إلاعدد.