25 نوفمبر، 2024 6:24 م
Search
Close this search box.

“دماء لن تجف” موسوعة شهداء العراق/ح2

“دماء لن تجف” موسوعة شهداء العراق/ح2

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
 
رب صداقة من نسج ثقتي بشخص الشهيد د. نظام الدين عارف، أتخيلها، تشدني الى تركماني شجاع، ولد العام 1927، في محلة “بريادي” بمدينة كركوك، محرزا دكتوراه الاقتصاد الزراعي العام 1954.. رياضي.. خلوق، يسعى دائماً لخدمة العراقيين كافة، وابناء جلدته التركمان، حاثا الشباب على الإحتكام الى الوعي.
عمل وكيل وزارة الزراعة في عهد الرئيس العراقي الأسبق عبدالرحمن محمد عارف.. حاربه البعثيون، عند تسلطهم على الرقاب، العام 1968، وحدثت مشادة كلامية بينه وناظم كزار.. مدير الامن العام انذاك؛ بسبب شعوره الوطني وعدم انتمائه لـ “البعث” فوضع تحت المراقبة، التي كشفت لقاءاته مع شخصيات وطنية، بينهم كبار الضباط في الجيش وأساتذة جامعيين؛ يتداولون الاوضاع السياسية للبلاد وما تقوم به الطغمة المتجبرة، من إنفراد بالسلطة، ومحاربة اصحاب الشهادات والكفاءات العلمية؛ ما أسفر عن أثر واضح وفعال، في التأليب لتغيير النظام انذاك.
في يوم 21 كانون الثاني 1970 القي القبض عليه من قبل جهاز الامن العام في بغداد، واعدم مع رفاقه وزملائه بتهمة التآمر على “الحزب الحاكم” الذي يعد كل محاولة للتصحيح، والإرتقاء بالعراق، من همجية دولاب الدم الدائر في العراق، الى حضارة الوعي الرفيع، خيانة كبرى وجريمة تستحق الاعدام.
والعقوبة التي ينزلها “البعث” بغرمائه، لا تنتهي بالاعدام، إنما تبدأ به؛ فذوو المعدوم ينكل بهم محاربين.. يفصلون من وظائفهم وتطلق نساؤهم و…
دم د. عارف روى ثرى العراق السبخ.. عطشانا؛ إذ أن موته أحيا تقاليد جامعية وسياقات عمل زراعية ومنظومة إقتصادية، أفاد منها العراق، في وقت تجثم على مقدراته عقول القتلة الهوجاء، التي تفخر بأنها تتسلط على الشعب بالقوة.. سعار ذبح فائق الفظاعة: “بعث تشيده الجماجم والدم” قالها شاعرهم نافع عقراوي، فصفقوا له، ليردف: “لما سلكنا الدرب كنا نعلم.. ان المشانق للعقيدة سلم”.
لكنها أية مشانق!؟ إنها تلك التي نصبوها للوطنيين، يعلقونهم من الاعناق في حبالها “يتلولحون” وحوبهم بين يدي ربٍ رحوم يستغيث، فأغاث.. سبحانه وتعالى لهفة المضطر إذ دعاه، كاشفا السوء.
خلد الشهداء، في الجنة، وقاتلوهم في سقر.

أحدث المقالات

أحدث المقالات