ليس المهم فقط دخول أکثر من 7000 آلاف من عناصر الحرس الثوري للعراق و لاأيضا قيامها بتأسيس ميليشيات شيعية متطرفة تزيد عن ال120 ألف عنصرا، وانما الاهم ان طهران في صدد عملية”حلب”إقتصادي خاص من نوعه للعراق بحيث يصبح بلاد الرافدين في نهاية الامر مجرد تابع مغلوب على أمره لاحول له ولاقوة تماما کما هو الحال في العلاقة بين المکسيك و الولايات المتحدة الامريکية التي تهيمن على مقدراتها الاقتصادية و لم تبق في يدها من أي خيار للنأي بنفسها بعيدا عنها.
تقرير وکالة”اسوشيتد بريس”، الاخير و الذي أشار الى تزايد النفوذ و الهيمنة الايرانية على العراق و شرح کيف قامت إيران بدعوى دعمها للعراق في الحرب ضد داعش من بيع ماقيمته 10 مليارات دولار ثمنا لأسلحة متکونة من کلاشينکوفات و راجمات صواريخ و ذخيرة تقل قيمتها عن هذا الثمن الى الحد الذي تؤکد مصادر من أن قيمته قد لايصل الى 50 مليون دولار.
هذا الرقم الذي يصبح کابوسا إقتصاديا عندما نعلم بأن هناك أزمة إقتصادية تعصف بالعراق بقوة و التي هي بالاساس حصيلة و نتاج 8 أعوام من حکم فاسد بکل المقاييس لنوري المالکي، والذي إختفت في عهده سئ الذکر، المئات من المليارات مع ملاحظة أن هناك تقارير و معلومات عديدة تشير بأن مآل معظم هذه المبالغ الضخمة کانت في طهران او تم إستخدامها لصالحها، وان العراق الذي خرج من ولايتين”إبتزازيتين”و”سرطانيتين”للمالکي تنخره المشاکل و الازمات السياسية و الامنية و الاجتماعية و الاقتصادية، انما کان کل ذلك بسبب الخضوع و الإنقياد الاعمى للمالکي لطهران و إعتماده على نهج سياسي يضع مصلحة إيران فوق کل الاعتبارات.
عندما تشير العديد من الاوساط السياسية و الاستخبارية الى أن هناك ثمة مخطط خاص تم وضعه في دهاليز و اقبنية طهران و يستهدف العراق من مختلف النواحي، فإن هذا الامر ليس مجرد کلام لغايات و أهداف إعلامية او سياسية وانما هو حقيقة دامغة تجسدها الادلة و المستمسکات و تتوضح معالمها أکثر على الارض عندما نرى العراق وقد صار هشيما، ولأن المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، هي من أکثر الجهات التي لها إطلاع واسع عن عن تفاصيل التغلغل السرطاني للنظام الحاکم في إيران في العراق بالاعتماد على تقارير معلوماتية موثقة من داخل الاجهزة الامنية ولأنها معنية بکل السياسات و المخططات التي ينفذها النظام في الداخل و الخارج ولاسيما في العراق حيث يتواجد قرابة 3000 آلاف معارض إيراني ينتمون للمقاومة الايرانية، فإن هذا المجلس تعرض و يتعرض الى حملة تشکيك و طعن و
تشويه الهدف منها بالاساس هو صرف النظر عن ماتنشره من تقارير حساسة عن النظام و التي تشرح الدور التخريبي الکبير الذي يقوم به في العراق، خصوصا وان التقرير الاخير اسهب في ذکر حقائق مذهلة عن مايقوم به الحرس الثوري في العراق ولاسيما بعد أن تجاوز سقف أعداده المتواجدة في داخل العراق ال7000آلاف عنصر، ولهذا لابد من أن يکون هناك من تشخيص و تحديد لماهو في صالح العراق و ماهو في غير صالحه بين النظام الحاکم في إيران و المقاومة الايرانية المعارضة له، فالاول يريد العراق مجرد تابع ذليل”مثل نوري المالکي تماما”تابع له في کل الامور، في حين أن المقاومة الايرانية تريد عراقا مستردا لعافيته و سيادته و إستقلاله.