هل هنالك ربط منطقي بين الحسين كفكر ومشروع نهضوي اصلاحي ,وبين وزارة الخارجية العراقية لأصلاح صورة العراق واعادتها الى المحيط الاقليمي والعربي والاسلامي والدولي ,والتي هي صوت العراق الذي يعبر عن مظلومية العراقيين بكل انتماءاتهم وطوائفهم ,وزارة من خلالها سنعرف للعالم بأسره ان ماحدث لنا من انتهاكات انسانية وقانونية على يد مجرمي العصر دولة الخلافة اللا إنسانية ,هو ليس بالشيء البسيط واليسير ,انها أبادة ممنهجة لتاريخ شعب علم الناس القراءة والكتابة ,ابادة لفكره ولحضاراته ,تحت مسمى الدين ونصرته .
الربط بينهما ان الحسين قاد مشروعه الإصلاحي ليعرف المجتمع الذي غرر به بأن الجالس والجاثم على كرسي ومنبر الرسول هو بعيد كل البعد عن خط الرسالة السماوية وتعاليمها السمحاء ,ولايمتلك اي مقومات لأدارة الامة الاسلامية , فالحسين نقل معه صوت المظلومين والمستضعفين الذين استعبدهم الطغاة بأعادة قيم الجاهلية ومسخ انسانيتهم وجعلهم يمارسون شتى الاساليب من الممارسات التي ليست لها صلة بأدميتهم ,في محاولة لمصادرة حريتهم وفكرهم وسلب ارادتهم ,فكان الحسين صوت الخارجية الناطق بأسمهم المعبرعن مظلومية الامة الاسلامية والانسانية ,صوت يرفض المبايعة والمساومة ولايهاب الموت .
وقال لي احد الأشخاص :من باب النصيحة لا تكن طائفياً ,ولكني اعرف نفسي جيداً بأني لست كذلك …وفي نفس الوقت فأني ازدريها وبشدة,علماً اني لم أسيء طيلة فترة حياتي لكل مكون ومعتقد وقومية ,وكيف اسيء وانا المتيم فكرياً بعلي ,الذي لم يعرف الحقد والضغينة حتى على من قتله ,ومتحرراً بالحسين ,انني اجل الجميع وان اختلفت دياناتهم السماوية المهم انني التقي بهم بنقطة الالتقاء الانساني ,كما أن ثقافتي ونضج تفكيري لايسمحان لي بأن انزلق بمثل هذه الثقافة الظلامية السوداء .
قلت له :ماهي الطائفية برأيك وكيف اصطبغت بهذه الصبغة .
قال لي : لانك كثير الحديث عن الحسين وفكره التحرري ,وعن الامام علي ومشروع عدالته الاجتماعية عليك ان تقلل من هذا الكلام وتكون على الحياد حتى تستمر امورك بالمسير بمعنى اصح (تمشي امورك) .
فقلت له : (زين اموري ماتمشي الا اعوف الحسين ) أن ماعندي من فكر ووجدان وضمير ينبض بالمروءة والحمية, ووطنية ومواطنة وسلوك قويم ومستقيم بسبب معرفتي بعلي والحسين فكرا ومنهجا وسلوكاً ,كما ان هذا هو معتقدي الذي لايقبل الشك ,كيف لي ان يكون لدي موقف واضح مليء بالفخرعن العراق الجريح وصوته المظلوم وانا اتنصل عن معتقدي وتاريخي ووجودي اما علمت ان كل مالدينا من عاشوراء ,التضحية والفداء والبطولة والصبرعلى المصائب والبلاء ,عاشوراء الموقف والثبات على القيم ,ونحن اليوم بامس الحاجة لنثبت على المواقف امام هذا السونامي الهائج من الارهاب الجارف كيف يتحقق النصر (وتحقق النصرفعلاً في امرلي وجرف النصر والضلوعية وجلولاء والسعدية وغيرها من المناطق )لأن هنالك ايمان حقيقي بقضية الحسين والاستفادة من الدروس والعبر التي خرجت بها واقعة الطف .
قلت له :هل للعشق حدود ,فحبنا ليس له حدود انه العشق الالهي بحب اهل البيت ,وكيف لا وهم حبل الله المدود لنا ,حبي لهم سلوكا ومنهجا وفكراً ,ان الذي لم يجرب الحب فليعذر المتيم به ,حتى النسيان يذكرنا بحبهم ,وحتى الطبيب يوصيني دائماً, بمحبتهم ويقول لي هم خير الدواء لكل داء.