18 ديسمبر، 2024 11:00 م

ثوابت مع الحسين …وثوابت في مرآب علاوي الحلة وباب المعظم

ثوابت مع الحسين …وثوابت في مرآب علاوي الحلة وباب المعظم

سيدي يا أبا الضيم : يا من وقفت بوجه اعتى الطغاة تصارع نهجه ومنهجه تارة ً بفكرك النير,وتارةً بدمك وأنت تجود بنفسك لتحرر نفوساً استولى عليها الشيطان وتحولت له مطيعةً صاغرة بين يدي حاكم مستبد لا يعرف أي شيء لمعنى الكرامة ,يعيش الذلة مع ذاته بأن يرى مثلك علم ٌ ورمزٌ شاخص على مستوى الأمة التي اتخذت طريق التل والركون لمأوى يجنبها الاصطدام به حفاظاً على مكتسبات ومغانم زائلة لدنيا دنيئة فتحت راحت كفيها للأدعياء أولاد الأدعياء وتنكرت لمن وقفوا موقفاً عجزت الألسن عن وصفه ,لم تتنازل عن مبادئك وكان بإمكانك الموافقة على ما طلبوه منك (البيعة ),أو التفاوض وصولاً لحلٍ مرضي يجنبك مأساة ما حدث في ملحمتك الخالدة بواقعة الطف ,رفضت كل المغريات والتهديدات لأن مثلك لا يمكن أن يكون الا أنت ,ليس عيباً أن نكون أحرار سائرون على نهجك وخطك ,ولا نقبل بالخنوع والهوان ,ليحسب علينا ذنباً بأننا لم ولن نقبل العبودية ,أو نقدم رقابنا لمن ليس له شأن ,ونحن أعلام ورموز شاخصة على مستوى رجالات الأمة ,لا زلت أتذكر جيداً أقوالك المأثورة منها :{أني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما } و:{لا وَالله,لا أُعطِيكُم بِيَدي إعطَاءَ الذَّليل،وَلا أفِرُّ فِرارَ العَبيد . هَيْهَات مِنَّا الذِّلَّة،يَأبى اللهُ لَنا ذَلكَ وَرَسولُهُ والمؤمِنون} فكان الشرف لي ولأمثالي بأن نكون في مدرستك مدرسة الحرية التي خرجت وأعطت شهادات لقامات كبيرة لعناوين بمختلف الانتماءات ,نهلوا من وردها ثوابت وقيم ومبادئ غرزتها فينا طوعاً بأن نكون للمظلوم عونا وللظالم خصما,ليست كتلك المبادئ التي يحملها أنصاف رجال وإمعات لا يمتلكون أية معايير,ثوابتهم في الحياة تتجزأ ألف مرة باليوم ,ينعقون لكل ناعق ومع كل ريح نجدهم ,قيمهم واقفة في مرآب علاوي الحلة وباب المعظم تنتظر حافلة تُقل ركاباً جمعتهم مرتكزات المنفعة التي بنيت على الانتهازية والوصولية يصعدون بها مابين مقاعد الطابق الأول والثاني, وأخرى موجودة في محلات بيع الأحذية فالثابت لديهم متغير كأن يكون مقاسه (40-41-42-43- …الخ) يعلم الله بأننا خضنا أشرس المعارك والنار بعيدةٌ عنا ,لأن

ضمائرنا تأبى أن ترى الباطل والظلم يتربع على عروش مقدرات الناس ويتحكم بمصائرهم وتنأى بنفسها عنه دون مواجهته,استبراءاً لذمتنا وعدم استحساننا للقبيح حتى لا نكون شركاء معه في الاثم والعدوان على حرمات الناس ما هكذا كنا ولن نكون,قدمنا أغلى ما لدينا وهي أنفسنا ونفتخر بالجودة بها لأننا معك ومن يكون معك لا يبالي بشيء سوى تاريخ مشرف وأرث زاخر وزاهر يتركه لأجيال تتحدث به ,هذه اللغة لا يفقه منها شيء من عاش فضلات جيف الأسود فكانوا كالضبا ,وكالأرانب تخرج من جحورها عندما تحين فرصة مناسبة لها بعدم وجود قناصتها