اليوم خرج علينا بعض نواب البرلمان مؤشرين لمواقع خلل تم تثبيتها على نص قانون الموازنة للعام 2015 المرفوع من قبل حكومة العبادي مؤكدين ان ملاحظاتهم تثبت ان موضوعة التقشف بعيدة عن ماتضمنه القانون ومشيرين الى ان بعض الأبواب فيها اسراف غير مبرر حسب قولهم !
وبغض النظر عن ملاحظات السادة النواب فان الكثير يعتقد ان موضوعة التقشف انما هي كذبة تسبق شهر نيسان بأشهر وهو امر ليس بغريب عن صناع القرار في الزمن الديمقراطي المهلهل فهؤلاء حتى اليوم لم يكشفوا اين ذهبت موازنة عام 2014 وكيف تم انفاقها دون قانون وهذه كارثة حقيقية لم تحصل لافي الصومال العزيزة ولا في افغانستان ولكن على مايبدو ان الصمت عن تلك الموازنة المختفية مبني على ذريعة الحرب على الأرهاب وتلك طامة كبرى ايضا كون ماتم تخصيصه من مليارات للأمن والدفاع قد ذهب هباءاً منثورا وتلك الطامة كان لها ان تكون دافعاً لكشف حقيقة انفاق الموازنة المجهولة تلك !
انتهت الولاية الكارثية للمالكي بشق الأنفس ليتسلم الدكتور العبادي تركة ثقيلة من الفشل والتدمير والخراب والجميع كان ولازال يأمل في انفتاح حقيقي ليخرج العراق من صومعة الارهاب والقتل والطائفية وما رافقها من سياسات اشاعت الخوف والرعب وكرست الجوع والفقر – لكن مشكلة اخرى واجهها الدكتور العبادي مع بداية توليه الحكومة وهي انهيار اسعار النفط والتي حتمت عليه ان يراجع حسابات البلاد التي افرغها من سبقه من كل محتوياتها !
وانطلقت التصريحات الاعلامية من هذا الوزير وذاك من ان العراق مقبل على افلاس وليس لديه مايديم اقتصاده لكن المشكلة ان كل تصريح ناري يصدر من مسؤول لايتبعه اجراء رادع لمن تسبب في هكذا نتائج حتى تملكنا اليأس من التغيير ! ومع هذا اتخذت الحكومة الجديدة مجموعة قرارات سبقت قانون الموازنة فهي ادخرت نصف رواتب المسؤولين واطلقت رواتب البرلمانيين التي اوقفت بمطلب شعبي وتلك مفارقة من مفارقات الزمن الرديء فالأدخار لايعني بأي شكل من الأشكال على انه تقشف انما توفير لشخص ما وهذه واحدة من نظريات التي يجب ان تمرر على السذج من الناس !
الكثير من الذين استبشروا على ان العام الحالي سيشهد موازنة متوازنة في وقتها كانوا يعتقدون بتغيير شامل في كتابة قانون جديد للموازنة يختلف على الكتابة الكارثية للقوانين السابقة والتي نهبت اموال العراق وسخرتها لعوائل واشخاص بعينهم بطرق التفافية قانونية – وكنت من المستبشرين خيرا ولكن الذي حصل ان دولة تدعي خلالا في اقتصادها ومواردها تصدر قانون موازنة ب 100 مليار دولار وهو رقم مخيف يساوي موازنة 10 دول مثل الاردن وسوريا وغيرها !
اذاً لماذا تخويف الناس من ان البلد خاوي وموازنته 100 مليار دولار خاصة اذا ماعرفنا ان برج خليفة الذي يعد معلماً عالمياً قد بني بأقل من مليار ونصف المليار وان دبي بعظمتها ومبانيها وازقتها وحواريها وهالتها قد بنيت حسب تقارير ب 60 مليار دولار فقط !
الموضوع يا احبتي محزن للغاية لكنني اقول اتقوا الله ان كنتم تعرفونه اصلاً فالشعب قد مل سياساتكم الهمجية وان موضوعة التقشف في موازنتكم الجديدة ماهي الا محاولة لأستغفال السذج من الناس وهم كثر مع الاسف في زمن خاص جدا