في كتابه ( عملاء الاحتلال في الموصل ) لمؤلفه الدكتور غانم البياتي الصادر عن دار الهمس في بيروت ، يقول المؤلف عن العميل عبد الله الياور :
( كان يقبض من الأمريكان ما يزيد عن المليون دولار شهريا وهو مبلغ مخصص كرواتب لاتباعه، وكان الأمريكان يعلمون انه لم يكن يوزع اكثر من ٢٥٪ من ذلك المبلغ الشهري على من قام بتسليحهم من اتباعه في القرى وإعطائهم جزء من هذه الرواتب، لتنفيذ أعمال بما فيها الجرائم لدموية لتمكين الأمريكان من خلط الأوراق لصالح أجندتها وأجندة الحزبين الكرديين في نينوى، هذا بالاضافة الى أموال أخرى كان يقبضها الياور لصرفها لاغراض الخدمات مثل تعيين مدرسين وأغراض الخدمات الصحية، فضلا عن ما كان يقدمه له الأمريكان من مقاولات لبناء مخافر حدودية على طول حدود محافظة نينوى باتجاه سوريا، وبناء مدارس ومراكز صحية في عدد من الأقضية التابعة لمحافظة نينوى وكان يعلم الأمريكان ان الأسعار التي أحيلت بها هذه المشاريع والابنية هي اكثر من ثلاثة أضعاف أسعارها الحقيقية. لكن عبد الله الياور خيب امل الأمريكان للمرة الاولى عندما عجز عن اقناع شريكه في السلطة اثيل النجيفي (محافظ نينوى حاليا) في إبقاء الأمريكان في مدينة الموصل قبل حزيران ٢٠٠٩ فقد كان هذا اول طلب من الأمريكان وعدهم الياور بتنفيذه لهم لكنه لم يستطع انجازه بالرغم من امتلاكه أغلبية في مجلس محافظة نينوى، وعلى ما يبدو ان اثيل النجيفي كان اكثر تأثيرا من عبد الله الياور بسبب معاداته المعلنة للأمريكان . )
وبعد الفشل والاخفاق الذي اصاب العميل عبد الله الياور عقب رحيل الأميركان عن العراق وسقوطه المدوي في انتخابات مجلس محافظة نينوى وانتخابات مجلس النواب ، كان لابد لعميل مثله أن يبحث عن المال الحرام من أية جهة كانت حتى لو كان الثمن بيع أهله وعشيرته لصالح اجندات موغلة في الجريمة ..
والآن وفر الوضع الذي خلقته داعش الارهابية الفرصة الذهبية لعبد الله الياور لضرب العشائر العربية في منطقة ربيعة باسم التعاطف مع تنظيم داعش ، والتنسيق مع أطراف داخلية وخارجية لنيل مبتغاه في اقامة إمارة ربيعة وتنصيب نفسه اميرا عليها ..
وهنا نقول وبغض النظر عن دوافع العميل الياور ، كيف يمكن لمشروع جهنمي لا يتورع عن ارتكاب أفظع الجرائم أن يمر لحساب عميل كل همه أن ينصب نفسه أميرا يجمع المال الحرام ؟!
إن عبد الله الياور يجيد اللعب مع الأميركان ، ويتناغم مع أطراف كردية ذات مصلحة في المنطقة ، وهم أي الأميركان والأكراد يعرفون الياور جيدا ويعرفون دوافعه ، ويعتقدون أنه تحت السيطرة دائما ، أما أفعاله وطريقة تصرفه بالمال وجرائمه فهي لا تعنيهم بشيء لأنها خارج اهتماماتهم ..
وفي النهاية فإن أصحاب المصلحة الحقيقية أهل الأرض ووقود المعركة هم الأولى بأن يكون لهم موقف من العميل الياور يشتت أحلامه بل كوابيسه ..