18 ديسمبر، 2024 10:56 م

رئيس مجلس النوّاب وحزبه الإسلامي يعزفون على الوتر الطائفي

رئيس مجلس النوّاب وحزبه الإسلامي يعزفون على الوتر الطائفي

بيان الحزب الإسلامي العراقي حول مقتل ثلاثة رجال دين سنّة كانوا عائدين من اجتماع للوقف السنّي في البصرة , واتهامه لمليشيات شيعية من دون أن يسّميها بالأسم , وكذلك تصريحات رئيس مجلس النوّاب العراقي السيد سليم الجبوري الذي ينتمي لنفس الحزب , ينبغي التوّقف عندها , لا لأنّها عزف غير مبرر على الوتر الطائفي فحسب , بل لأنّ مثل هذه الخطابات والتصريحات الخطيرة ستنعكس بشكل مباشر على الوضع الأمني , فاتهام الحزب الإسلامي لمليشيات شيعية بأنّها تقف وراء هذه الجريمة , وكذلك تصريحات رئيس مجلس النوّاب التي عزفت على ذات الوتر الطائفي حين قال ( لن نسمح باستبدال الدولة المدنية التي نسعى إلى بنائها لزمرة من أمراء الحرب وقادة المليشيات ) , لا يمكن النظر إليها بمعزل عن الاتهامات التي توّجه يوميا لقوّات الحشد الشعبي البطلة التي تقاتل الإرهاب في كل شبر من أرض العراق , باقترافها جرائم القتل الطائفي , فالمقصود بمصطلح المليشيات في خطابات السياسيين السنّة هي الجماعات الشيعية المسلّحة فقط , بمعنى أنّ داعش والقاعدة والبعث الصدأمي والنقشبندية وجيش الصحابة وكتائب ثورة العشرين والعشرات من التنظيمات الإرهابية المسلّحة , غير مشمولة بهذا المصطلح , بل هي تدخل ضمن مصطلح ثوّار العشائر الذين تسعى الولايات المتحدّة الأمريكية إلى تحويلهم إلى جيش نظامي تحت غطاء الحرس الوطني , والتي بدأت فعلا بتشكيله وتدريبه وتسليحه , وكل هذا يجري تحت غطاء الشراكة والمقبولية وأمام أنظار الحكومة .
وهنالك من يسأل السيد رئيس مجلس النوّاب وحزبه , ماهي الدلائل التي توّفرّت لديكم عن الحادث والتي تجعلكم توّجهون الاتهامات غير المباشرة لأطراف شيعية بارتكابها هذه الجريمة ؟ وهل تيّقنتم أنّ أيادي داعش بريئة من هذه الجريمة ؟ وعلى أي أساس بنيتم اتهاماتكم ؟ ولو كانت للشيعة مليشيات للقتل الطائفي , فهل استطعت يا سيادة رئيس مجلس النوّاب أن تأتي أنت والوفد المرافق لك إلى البصرة وتحضر مراسم الفاتحة المقامة على أرواح المغدورين وتتجول في شوارع مدينة البصرة بكل حرية وتجتمع مع الوقف السنّي ؟ وهل يستطيع أي مسؤول شيعي أن يتجوّل في شوارع الرمادي أو الفلوجة أو تكريت أو الموصل مثلما فعلت أنت , ويحضر مراسم عزاء مقام على أحد الشيعة ؟ فأين إذن هذا الاستهداف الطائفي وأين هم هؤلاء أمراء الحرب وقادة المليشيات الذين عنيتهم في خطابك ؟ أليست كل الدلائل تشير إلى أنّ الأيادي القذرة التي نفذّت جريمتي سبايكر وبادوش وقتلت ثلاثة آلاف مواطن عراقي شيعي هي نفس الأيادي التي نفذّت هذه الجريمة ؟ فهذه هي بضاعتكم يا سيادة رئيس مجلس النوّاب , وليس لنا نحن الشيعة علاقة بها من قريب أو بعيد , فالإرهاب مغروس في عقائدكم , أما نحن الشيعة فعقيدتنا قائمة على مبدأ أنّ الناس صنفان أمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق .
لقد بات واضحا أنّ وراء هذه الاتهامات أهداف ومآرب تسعى لها القيادات السنّية سواء السياسية أو الدينية , فهي تعمل بشكل متناغم لإنشاء الجيش السنّي , ولهذا فلا بدّ من هذه الجريمة وجرائم أخرى قادمة تستفز المشاعر وتدفع العالم الخارجي للتعاطف مع تشكيل الجيش السنّي وتسليحه بالأسلحة التي تمّكنه من حماية أرواح السنّة في العراق من بطش المليشيات الشيعية المجرمة التي تقتل وتسفك دماء السنّة الابرياء , وليس من المستبعد تمام أن تكون جريمة البصرة بنسخ متعددة وفي مناطق مختلفة من العراق لاستكمال المخطط المرسوم والوصول للهدف الأسمى , في الختام اترك للعراقيين التعليق على تسابق القيادات السياسية الشيعية الخانعة والذليلة التي أبدت هذا الاهتمام بضرورة كشف المتورطين في هذه الجريمة وتقديم الجناة للعدالة , ويا ليتها أبدت معشار هذا الاهتمام لأرواح أبناء شيعة العراق التي تزهق ودمائهم التي تسفك يوميا على يد أخوتهم وأنفسهم من داعش والقاعدة والبعث المجرم ومشتقاتهم .