24 نوفمبر، 2024 6:39 ص
Search
Close this search box.

الساسة الشيعة …هزيمة داعش لا تعني الاستقرار فالثعلب البعثي يتربص اخطائكم

الساسة الشيعة …هزيمة داعش لا تعني الاستقرار فالثعلب البعثي يتربص اخطائكم

لا يمكن انكار ان الدعوة التي وجهتها المرجعيات الشيعية الى الشعب العراقي واعلان الجهاد الكفائي كان لها الاثر الكبير في منع سقوط مدن اخرى بعد ان نجحت داعش باحتلال مناطق كثيرة ذات اغلبية سنية , مستغلة الظروف الشاذة التي مر بها العراق في ظل حكم نوري المالكي .

تنبهت المرجعية منذ البداية الى ان اي حراك شعبي مسلح هو سلاح ذو حدين اذا لم يوظف بالشكل اللازم , لذلك دعت ومنذ البداية الى ان يكون الحشد الشعبي والمليشيات الشيعية تحت اشراف المؤسسة العسكرية والامنية في العراق , غير ان هشاشة هذه المؤسسة وضعف قدراتها الادارية جعلا من الحشد والمليشيات الشيعية العامل المؤثر في الميدان مما اعطى القتال ضد الدواعش بعدا مذهبيا اكثر من بعده الوطني .

ان افتقار الحشد الجماهيري الى قيادة فاعلة تستطيع توجيهه , وضعف الجانب التنظيمي فيه , جعلت منه ساحة مفتوحة لاجندات خارجية توجهه حسب اجنداتها في العراق . وما نراه اليوم من ممارسات طائفية مذهبية غير مسئولة تقوم بها هذه الميليشيات ضد ابناء المناطق التي تتحرر من يد الدواعش هو دليل واضح على انحراف هذا الفعل الثوري عن خطه الوطني المرسوم له . فلا يوجد فرق بين داعش التي تقاتل دفاعا عن المذهب السني ( كما تدعي ) وبين المليشيات التي تقاتل دفاعا عن المكون الشيعي .. ولا فرق بين داعش وهذه المليشيات التي تقتل كل من يعارضها , ولا فرق بين داعش والمليشيات التي تختطف وتنهب وتسرق , فالقتل هو القتل سواء كانت بيد داعش او بيد مجاميع تدعي انها اتت لانقاذ الناس من الظلم , والخطف هو عينه اكان بايدي داعشية ام بايدي مليشيات شيعية .

من اهم اسباب سقوط الموصل بيد داعش وحسب اعترافات ضباط الجيش العراقي انفسهم هو ان اهل المدينة لم يكونوا يشعروا بنتماء هذا الجيش لهم , بسبب الممارسات المذهبية التي كان الجيش يتبناها في تعاملهم مع سكان المدينة , لذلك لم يظهروا اي تعاون مع الجيش يحول دون سقوط مدينتهم بايدي الدواعش , وان كانت الطاهرة هذه غريبة وقليلة الحدوث , الا ان الملام فيها ليس سكان الموصل وحدهم بقدر ما يشاركهم فيها الممارسات الطائفية لهذا الجيش لدرجة انهم فضلوا الوقوف متفرجين على مدينتهم وهي تسقط بيد عصابات من رعاع الارض .

الممارسات الطائفية التي تقوم بها المليشيات الشيعية والحشد الشعبي ستدفع بالعرب السنة هذه المرة للارتماء بالحضن البعثي بعد طرد الدواعش من مناطقهم . وان كان تنظيم داعش مرفوضا دوليا ومتهما بالارهاب فالحال هذا لا يسري على حزب البعث . فقد ينظر المجتمع الدولي لظهور البعث ( المحتمل) على انه مفتاح الحل للمشاكل العراقية المستعصية , وبالتالي فسيكون مرحب به دوليا , اضافة الى القبول العربي السني به في الدول العربية . وكما تسلق هذا الحزب الى السلطة في ستينات القرن الماضي عن طريق عبد السلام عارف فيبدو انه سيصل هذه المرة ايضا الى الواجهة السياسية وقيادة المكون السني من خلال اخطاء الساسة الشيعة .

وعليه فان الاحزاب الشيعية المشاركة في العملية السياسية مطالبون اليوم باتخاذ الاجراءات التالية : –

* السحب الفوري لجميع المليشيات الشيعية والحشد الشعبي ليحل محلها الجيش العراقي .

* العمل وبالتنسيق مع حكومة اقليم كوردستان في الاتفاق على وجه سني سياسي يكون ممثلا للتوجهات السنية ضمن العملية السياسية , يكون بالامكان التفاوض معه على القضايا العالقة بين هذا المكون والمكونين الكوردي والشيعي كل على حدة ..

* العمل على تسليح ابناء العشائر السنية وتمكينها من الوقوف بوجه عصابات داعش في مناطقهم .

* بعد اكمال تسليح العشائر السنية يجب سحب جميع قطاعات الجيش العراقي من مناطق القتال الى محيط بغداد لحمايتها من اي اعتداء داعشي .

* هناك حقيقة يجب على الساسة الشيعه ادراكها في عراق اليوم .. وهي ان الظروف الدولية والاقليمية الحالية لم يعد معها ممكنا لمكون واحد مهما تكن اغلبيته السكانية ان يمسك خيوط الحكم كلها في يده , مثلما كان عليه الحال في وقت صدام حسين … فلكل زمان رجال ودولة .-

* تنظيف المجتمع السني العراقي من الخلايا النائمة للدواعش خاصة وان داعش سوف تعتمد على زرع خلايا نائمة في المدن العراقية بعد طردها منها . ولذلك فان طرد داعش لوحده لا يعني القضاء على العناصر المتعاطفة معها خاصة بعد احتلال التنظيم للمناطق السنية هذه لاشهر عديدة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات